مع القرآن - عَمُوا وَصَمُّوا
استمرؤا معصيتهم وظنوها كالذباب لا تضر ولم يبالوا بفتنتهم في دينهم وضعف إيماتهم وإغراقهم في هواهم ودنياهم وبعدهم عن باريهم؛ فكان العمى والصمم عن الحق.
فانتبه: ليس بيننا وبين الله نسب ولو وقعنا فيما وقع فيه غيرنا لحدث لنا مثل ما حدث لهم؛ والعلاج والحل هو التمسك بصراط الله وعدم التفريط في أمره وعدم التساهل في نهيه.
قال تعالى: {وَحَسِبُوا أَلا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [المائدة: 71].
قال السعدي في تفسيره:
{وَحَسِبُوا أَلا تَكُونَ فِتْنَةٌ} أي: ظنوا أن معصيتهم وتكذيبهم لا يجر عليهم عذابا ولا عقوبة، فاستمروا على باطلهم.
{فَعَمُوا وَصَمُّوا} عن الحق ثُمَّ تاب الله عَلَيْهِمْ حين تابوا إليه وأنابوا
{ثُمَّ} لم يستمروا على ذلك حتى انقلب أكثرهم إلى الحال القبيحة.
فَـ {عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ} بهذا الوصف، والقليل استمروا على توبتهم وإيمانهم.
{وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} فيجازي كل عامل بعمله، إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: