مقشرة الثياب

منذ 2004-01-16
إن تميّـز المسلم بلباسه -لاسيما الداعية- في مثل تلك المجتمعات يُعـدّ دعوة صامتة.

امرأة عربية سافرت إلى أوربا، وكعادة بعض نسائنا عندما يُسافرن إلى أوربا يخلعن جلباب الحياء ويتقـشّـرن من ملابسهن!

سافرت تلك المرأة إلى بلد أوربي، لبست القصير لتظهر بمظهر (حضاري) !

وبينما كانت في أحد الأسواق، إذا بها ترى منظراً غريباً في تلك البلاد ترى امرأة قد غطّـت من رأسها إلى أخمص قدميها لا يُرى منها شعر ولا ظفـر ..

توجّـهـت المرأة العربية (المُقـشّـرة)! إلى الأخرى المحجبة ..

خاطبتها بِـحـدّة وزجرتها: مثل هذا اللباس تلبسينه هنا؟

فضحتينا بلباسك!

فشّـلـتينـا!

المرأة المحجبة لم تفهم كلمة واحدة، لكنها فهمت أنها هي المقصودة بتلك الـنبـرة!

قالت لها بلغة أجنبية: تتكلمين الإنجليزية؟
قالت: نعم
(تغيّـرت لغـة الحوار إلى الإنجليزية)
قالت: ماذا كنت تقولين؟

قالت: ما هذا اللباس؟ هذا اللباس يُلبس في بلادنا! أنت هنا في أوربا! هذا اللباس تخلّـف!

ردّت المحجبة بكل هدوء: لكنني لست عربية !
وجاء الجواب الآخـر: أنا ألمانيـة
ونـزل الجواب الثالث نـزول الصاعقة: وأنا أسلمت منـذ ستـة أشهر فقط !

صُعقت المرأة العربية (المُقـشّـرة)..
أصابها ما يُشبه الدوار وهي تسمع تلك الكلمات..

كيف؟

وتوارد سيل من الأسئلة على ذهنها..

كيف تمسكت بلباسها وهي لم تُسلم إلا منذ ستة أشهر؟

كيف تخلّيت عن لباسي الإسلامي، وأنا التي وُلدت من أبوين مسلمين؟

كيف.. وأنا التي نشأت في بلد عربي مسلم؟

كانت تلك الكلمات أقوى من كل موعظة..

وتلك الكلمات إنما جرّهـا تمسّـك تلك المسلمة بلباسها..

واليوم بعض الرجال وبعض النساء إذا سافروا حرصوا على أن لا يتميّـزوا بلباسهم وأن يلبسوا لباس القوم..

ويقول بعضهم: أخشى من المضايقـة!
ويقول آخرون: نخشى من الاستهزاء والسخرية!

الجواب في كتاب رب الأرباب : { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }

أعرف أحد الدعاة دار أقطار الدنيا !
وأظن أنه يندر أن يُسأل عن بلد إلا وقد زاره، ومع ذلك لم يلبس يوماً من الأيام اللباس الإفرنجي !

عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مدينة الرياض

  • 6
  • 1
  • 16,066
  • فيصل

      منذ
    [[أعجبني:]] مقالة طيبة، فيها عبرة لكل من تخلى عن ثياب الطهر والإيمان، وانسلخ عنها إلى ثياب العهر والديوثية. ونداء صامت للالتزام بالحجاب الشرعي. [[لم يعجبني:]] تلك المرأة المسلمة التي تخلت عن حجابها.
  • فينوس

      منذ
    [[أعجبني:]] أنا معجبة جدا بهذة المقالة لأنها حدثت معى ... ولكن الفارق أنى فى بلد عربية وينظر إلى الناس هناك كأنى أتيت من المريخ جزاكم الله خيرا
  • jackoub

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبني أن لله جنود و لله أسرار اختصها لنفسه فلننظر لو كنا مكان المقشرة لما كنا نتخيل أن السيدة الألمانية سوف تجاوب بهذا الرد و من الأصل لن نتخيل أنها ألمانية ولكن الله يضع أسراره في أماكن لا يعلمها إلا هو و الله أعلم ما يدرينا لعلها رسالة من الله للسيدة المقشرة لتنتبه وهذا ما أسميه إشارات التنبيه للعودة
  • د. هناء

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبتني المقالة جدا واتمنى ان تفهمها الكثيرات اللاتي يلبسن الحجاب( المتبرج ) عادة ولا يفهمن ما هو الحجاب وما شكله
  • طاهر

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبني إقبال المسلمة منذ 6 شهور على دينها بهمة ودون إعتبار لأي لوم مع أنه لوم عنيف وأشبه بالحرب على الإسلام [[لم يعجبني:]] ولم يعجبني إدبار المسلمة منذ الميلاد عن دينها مع أنه سهل ميسور عليها أن تلتزم بدينها حق الالتزام
  • taiqzkh

      منذ
    [[أعجبني:]] صدمت عندما عرفت أن المرأة المحجبة ليست عربية وهذا ما أعجبني .. أود لو أن كل أخواتي المسلمات يقرأن هذه المقالة متجردات للحق.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً