مع القرآن - وَأَطِيعُوا اللَّهَ
أمر الله بطاعته: وعلى كل مسلم أن يبادر إلى معرفة ماهو طاعة حتى يفعل ما أمر به على وجهه الصحيح ...فإن قصر فشأنه إلى الله.
وحذر تعالى من معصيته: فعلى كل مسلم أن يعلم أنواع المعاصي حتى لا يقع فيها فإن قصر فشأنه إلى الله.
أما الرسول صلى الله عليه وسلم فإنما عليه البلاغ والهداية بيد الله وحده ...وكذا كل مبلغ عن الله من أمة محمد صلى الله عليه وسلم: طالما بلغ فقد أدى الأمانة وعلى من وصلته الدعوة وبلغه أمر الله أن يتحمل مسؤولية نفسه أمام الله.
قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} [المائدة:92].
قال السعدي في تفسيره: طاعة الله وطاعة رسوله واحدة، فمن أطاع الله، فقد أطاع الرسول، ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله. وذلك شامل للقيام بما أمر الله به ورسوله من الأعمال، والأقوال الظاهرة والباطنة، الواجبة والمستحبة، المتعلقة بحقوق الله وحقوق خلقه والانتهاء عما نهى الله ورسوله عنه كذلك.
وهذا الأمر أعم الأوامر، فإنه كما ترى يدخل فيه كل أمر ونهي، ظاهر وباطن، وقوله: {وَاحْذَرُوا} أي: من معصية الله ومعصية رسوله، فإن في ذلك الشر والخسران المبين.
{فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ} عما أمرتم به ونهيتم عنه.
{فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} وقد أدى ذلك.
فإن اهتديتم فلأنفسكم، وإن أسأتم فعليها، والله هو الذي يحاسبكم، والرسول قد أدى ما عليه وما حمل به.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: