شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - (10) وحدث في وقت السحر

منذ 2016-04-10

وأذكر أنني حال مروري تعثرت، وكدت أقع على أحد النائمين على الأرض!

تقول صاحبتنا:

حين اتخذت السفينة مجراها إلى جِدة، انتابني شعور ببرد آلمني بشدة، فانتبهت بعد حين من نومي، وإذا الأخوات يقمن الليل من حولي، كانت تأمهن أخت لنا حافظة لكتاب ربنا؛ فلم أجد حولي من أسألها عن الوقت، ولا عن سبب ذلك البرد، ثم إني لم أستطع  المرور أوالقيام، فقد صففن -باركهن ربي- في الأمام!

فعدت أسند رأسي إلى الجدار، وأخذتني سِنَة وأنا في الانتظار، فلما أنهين الصلاة أيقظنني، وعن حالي سألنني!

- فبدأت ألومهن: لِمَ لمْ توقظنني لأصلي معكن؟

- قلن: حاولنا إيقاظك مرات ومرات، ولكن أخيتي هيهات ثم هيهات!

- قلت: كم بقي على الفجر؟

- قلن: أقل من ساعة قومي إلى السحور والوتر.

- قلت: من تصحبني إلى دورة المياه، فتطوعت إحداهن جزاها خيرًا الإله.

بينما سمعت من الأخوات همهمات، وبعض من الدعاء والضحكات!

فتملكني من فعلهن العجب، وبعد لحظات -فقط- لحظات تجلّى ليَ السبب، فقد وجدت الطرقات مفروشة بالناس والأمتعة و الحاجات!

نساء ورجال و شيوخ كذا أطفال... كلهم نيام في ضعيف إضاءة وشبه ظلام، فلما كان بد من سلوك هذا الطريق؛ أخذنا نتخطى تلكم العوائق بحرص بالغ وتدقيق!

نحاول البحث عن مكان مناسب لموطئ أقدامنا، حتى لا نؤذي نائمًا أو نائمة حال مرورنا، وفي الأخير وصلنا لمقصدنا بعد عناء كبير، وأما عن رحلة العودة فكانت مثالاً -يعلم الله- للألم والمشقة!

وأذكر أنني حال مروري  تعثرت، وكدت أقع على أحد النائمين على الأرض، فلما بفضل الله وفي ستره عدتُ، لم يبقَ إلا القليل من الوقت!

بالكاد الوتر -فقط- صليتُ، ثم إلى السحور جلستُ، وبدأت أسمع من رفيقاتي القصص، حول ما كان حال نومي وما حدث: فعلمت أن محارمنا الكرام، ما فتئوا يقرعونهن بشدة وملام! وأن الجميع اشتكى  شدة البرد، لأن مكيفات الهواء عملت مع انطلاق السفينة بأقصى حد! فحاول الجميع  إيقافها، وبشتى الطرق حاولوا تخفيفها، فلم يستطيعوا حتى ولا صرف اتجاهها؛ فقد قيل لهم: اربعوا على أنفسكم فلا أمل؛ إن تلكم المكيفات مركزية الإيقاف والعمل؛ فمن رضي فبها ونعمت، ومن سخط فليتسخط!

ويتبع بإذن الله.

أم هانئ

  • 0
  • 0
  • 1,301
المقال السابق
(9) وحدث في السفينة
المقال التالي
(11) بين السماء والبحر

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً