الأقصى في نهاية عقد انتفاضته
منذ 2010-03-25
أليس حرياً بعقلاء الأمة لا فلسطين وحدها أن يباشروا حلاً يعيد إلى الضفة دورها كحاضنة للمقاومة ضد تهويد القدس، وكابحاً لابد من وجوده لترسيخ تلك المقاومة على أرض الواقع القريبة من الأقصى المبارك؟
التدنيس الشهير الذي قام به رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق آرييل شارون للمسجد الأقصى قبل أقل من عشرة أعوام، كان كفيلاً باندلاع انتفاضة عارمة حملت اسم الأقصى المبارك، وأسفرت عن جملة من المكاسب للقضية الفلسطينية، سرعان ما حولتها الطغمة المتنفذة في الضفة الغربية إلى خسائر بعد نجاحها بمعاونة صهيونية في كبح جماح الغضب الفلسطيني في تلك المنطقة.
كانت تلك الحادثة دافعاً منطقياً لم يحتج إلى محفزات أخرى
لاشتعال ثورة الغضب الفلسطينية حتى لو أتت رياح كامب ديفيد الفلسطينية
بما تشتهيه "المقاطعة" في رام الله، كما جسدت روح المقاومة العارمة
التي لم تكن مضطرمة في النفوس في الفلسطينية في الضفة الغربية.
ما الذي تغير إذن، والكثيرون يتداولون معلومات عن اقتحام بل هدم
محتمل للأقصى المبارك يوم 16 مارس الحالي؟! أو في أقل الأحوال ضم مؤقت
للمسجد إلى "التراث اليهودي" في "إسرائيل"؟
لن نسيء الظن بأهلنا المناضلين في الضفة الغربية، ما دامت
إرادتهم مصادرة على أيدي "السلطة العارية" التي تبتزها "إسرائيل" كل
حين كلما أرادت امتناعاً عن تصويت (حول تقرير جولدستون) أو عودة
مفاوضات في ظل وضع مزرٍ تتآكل فيه كل مبررات إقامتها (المفاوضات غير
المباشرة)، من ازدياد رقعة "الاستيطان"، وقرارات ضم المسجد
الإبراهيمي، والاستيلاء على قبور الأنبياء لاسيما إبراهيم وإسحق
ويعقوب عليهم السلام، والشروع في ضم المسجد الأقصى المبارك إلى
"التراث اليهودي" تمهيداً لمشاركة اليهود، المسلمين في مسجدهم الثالث،
ولن نعتبر أن الفصائل الإسلامية في الضفة الغربية قد قصرت، إذ أدى
كثير من أبنائها ما عليهم في سجون ومعتقلات رام الله.
لكن أليس حرياً بعقلاء الأمة لا فلسطين وحدها أن يباشروا حلاً
يعيد إلى الضفة دورها كحاضنة للمقاومة ضد تهويد القدس، وكابحاً لابد
من وجوده لترسيخ تلك المقاومة على أرض الواقع القريبة من الأقصى
المبارك؟
إن كثيراً من التقارير اليوم تتفق على "مزاعم" حول تفجر ثورة
عارمة في بلاد المسلمين إن مس الأقصى السوء، وقد لا نشاطر هذه
التقارير رأيها، لكن الأهم، أننا نعتقد أن تل أبيب بالتأكيد لم تعد
تتحسب لشيء من هذا.
ونظن أن من الواجب السياسي الآن على الأمة أن تشعر "إسرائيل"
بصحة هذه التقارير إن هي التحفت بأردية العجز والشلل في الأداء
الوظيفي لمهمتها الأساسية، بإنقاذ الأقصى، وبتر هذا الورم السرطاني من
جسد الأمة الإسلامية.
ليس أقل من تقديم ما ينذر بأن نهار "إسرائيل" سيماثل ليلها إن هي
شرعت فيما نتحسب له. نعم ندرك أنه سيصار إلى القول، وماذا أفادت
البيانات المطولة، والتظاهرات القليلة أو الكثيفة في تنفيذ سياسة خطوة
الخطوة التي ينتهجها الكيان الصهيوني حيال المسجد الأقصى، وهل حالت كل
أنشطة المقاطعة والتنديد دون اندفاع المبطلين؟ وهل أثرت تلك الخطب في
إبطاء عجلة الغزاة؟ نعم، نظن أن شيئاً من ذلك قد أرجأ خاتمة
الاستراتيجية الصهيونية حيال الأقصى، وأشعر محللي مجسات الرأي العام
الإسلامي أن ارتكاب جريمة كهذه قد لا يمر دون عقاب.
إن علينا الإبقاء على كل مشاعر الغضب، وإحياء القضية بكل الصور
والأشكال، والعمل على ابتكار صور جديدة لمقاومة المخططات الصهيونية
حيال الأقصى، وزرع الأمل في النفوس من جديد، وتجديد العهود بألا يضيع
الأقصى ونحن شهود.
موقع المسلم
المصدر: موقع المسلم
- التصنيف: