{قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
محمد علي يوسف
أولئك الذين يصرون على تحويل نفوس الملتزمين لصحارٍ جرداء منزوعة البهجة مطموسة الفطرة، تلك الفطرة التي جبلها مولاها على حب الجمال، وجعل لها نصيبًا مباحًا للاستمتاع به.
- التصنيفات: الواقع المعاصر - أعمال القلوب -
ذلك الشعور بالتأثم والحرج واتهام النفس بالوقوع في أسر حب الدنيا والتعلق بزينتها؛ والذي يصيب بعض المنتسبين للالتزام والاستقامة عند تذوقهم لشيء من الجمال المباح. عند تأثرهم بمشهد بديع، أو طرب نفوسهم بنسمة عليلة، أو لوحة جميلة، أو قصيدة بليغة، أو رواية ماتعة، أو حتى تلذذهم بوجبة هنيئة.
تأثم وحرج وعنت وندم وجلد للذات، فقط لأنها تجرأت وتذوقت الجمال ثم أعجبت به.
هذه المشاعر في غير موضعها، هي من أعظم ما جناه أولئك المنفرون الذين يفسدون من حيث يظنون أنهم يصلحون.
أولئك الذين يصرون على تحويل نفوس الملتزمين لصحارٍ جرداء منزوعة البهجة مطموسة الفطرة، تلك الفطرة التي جبلها مولاها على حب الجمال، وجعل لها نصيبًا مباحًا للاستمتاع به.
{قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [الأعراف من الآية:32].
تأمل..
{لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}.