الأسرة؛ وغموض اللوائح
- التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة - تربية الأبناء في الإسلام -
أعتقد أنه قد مر عليك أيها المربي؛ حالات من أسر كثيرة أقل ما يقال عنها؛ مضطربة في كثير من مجالات حياتها؛ تتسم بالغموض في أهدافها وتعاليمها؛ تتعامل مع مشاكلها بأسلوب ردات الفعل؛ لا أكثر من ذلك!
لا يشبهها في إدارة نومها ويقضتها إلا أجواء الفنادق والاستراحات؛ لا تدري ماذا تريد وإلى أين تسير؛ همها أن تكون مشغولة بغض النظر عن ماهية شغلها وأهميته؛ إذا فما المشكلة التي تعاني منها تلك الأسر؟
إنه (غموض لوائح الأسرة)؛ ونعني به عدم وضوح لاوائح الفعل أو الترك أو ما يتعلق بهما داخل الأسرة؛
لا تتعجب من أن تجد طفلك يقول لك بعد أن تزجره عن فعل ما أن يقول لا أعلم لماذا عاقبتني؟!
ألم يدر بخلدك يوما ما أن ذلك يرجع إلى غموض في لوائح المنزل؟ ألم تستشعر يوما ما؛ أنه لابد من وضوح في لوائحك حتى لاتعاقب قبل المعرفة؟ وحتى لا تشعر بالظلم وحتى لا تجني ثمارا غير التي تريد.
إن اللوائح المنزلية ضرورية في تثبيت دعائم الأسرة؛ والأفضل أن تكون مكتوبة وواضحة.
إذا كيف نضع تلك اللوائح ؟
يكون ذلك بلقاء أسري يضرب موعده قائد الأسرة وهو ولي الأمر:(الأب)
ثم يجري مشاورات مع جميع أفراد الأسرة؛
ويراعي فيه الفروق والخصائص لكل فرد من الأسرة؛
واللوائح قد تكون في الجوانب الدينية؛
أو الاجتماعية أو العلمية أو غير ذلك ...
طبعا تختلف مضمونها من أسرة إلى أسرة أخرى حسب الاحتياج.
وتوضع آليه لاختيار الضوابط واللوائح الأسرية.
ثم لا تنسى أيها المربي أيتها المربية؛
من المتابعة والتذكير بتلك اللوائح؛
ولا بد أن تتصف تلك اللوائح بالوضوح والقياس والتحديد حتى لا تفسر من كل فرد من أفراد الأسرة بما يهواه ويشتهيه؛ وقد تغير بين الفينة والأخرى حسب احتياج الأسرة واحتياج أفرادها.
قل لي بالله عليك؛ هل تستوي الأسرة صاحبة الرؤية واللوائح الواضحة وأسرة أخرى لا تطبق شيئا من ذلك؟ أعتقد أن الجواب بالنفي.
إن الأولى تتصدرها قيم العدل والانضباط؛ ولا أقل من شعور الأسرة بوجود متابعة وهم تربوي لدى القائمين عليها من أب وأم.
نخلص من ذلك إلى أن وضع اللوائح ليس مفيدا لأبناءنا وبناتنا فحسب إنما إيجابيات ذلك تنعكس على المربين لشعورهم بالرضى ولو جزئيا عن اضطلاعهم بواجبهم التربوي أمام ربهم ثم أمام أبنائهم.
بقلم/ نبيل محمد أحمد