شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - (22) كفاح ليلي من أجل الذهاب إلى المسجد النبوي

منذ 2016-04-22

- قال بحدة: لا يستطيع أحدنا معكن الذهاب؛ بعد كل ما عايناه من نصب وعذاب! كيف تذهبن في هذا الوقت إلى مكان لا نعلم قربه من البعد!

تقول صاحبتنا:

نظر إليّ بعجب كل من حولي، حين سألت عن الذهاب إلى المسجد النبوي! انشغلت بعض أخواتنا بالأمتعة، بينما أخلدت بعضهن إلى راحة ماتعة، وأظنني كنت من أشدهن نصبًا، إلا أنني لم أطق عن المسجد النبوي صبرًا.

- قلت: من تذهب منكن معي؟

- فشنفت إحداهن بالموافقة مسمعي.

فلما ارتدينا كامل لباسنا، توجهنا لأخذ الإذن من أوليائنا، فلم يوافق أبي  بطبيعة الحال، وكان بيننا قيل وقال:

- قال أبي: لم لا تذهبن في الصباح، بعد قسط من السكون والارتياح؟

- قلت بتوسل ولين: يا أبي نحن في ليلة الحادي والعشرين؛ لم لا ننضم في المسجد النبوي إلى المصلين؟

- قال بحدة: لا يستطيع أحدنا معكن الذهاب؛ بعد كل ما عايناه من نصب وعذاب، كيف تذهبن في هذا الوقت إلى مكان لا نعلم قربه من البعد!

فقلت وقد غلبني البكاء أتوسل إليه في رجاء: سألت من ذهب وزار، فقال: إن المسجد قريب جدا بالجوار! ثم إننا في المدينة فأي مكان أكثر أمان!! كما أن معنا مخطوطًا بالهاتف والعنوان! فلسنا يا أبي صغارًا، ولن نضل إن شاء الله ليلاً أو نهارًا.

فغضب حفظه الله وأنهى الكلام: لا أوافق لا أوافق والسلام!

كانت رفيقتي وأبوها يستمعان للحوار، وإلى نهايته كانا في الانتظار. فأردت أن أسرّ لأبي بأهم الأسباب، عساه أن يأذن لنا بالذهاب.

- قلت: يا أبي والله لست لك بعاصية، ولكني أخشى مصيبة قاضية: أوشك حلول موعد حيضتي، والله أعلم هل سأوفّق في هذا الشهرلأداء عمرتي! فالصلاة في المسجد النبوي هي حظوتي بل سلوتي.

ثم طفقت أبكي بين يديه، أقبل رأسه وكفيه، ثم إني هممت أن أنكب على قدميه؛ فرق قلبه -حفظه الله- وأذن لي ثم أبعدني عنه في أناة، فشكرته وأنا أكاد من أمامه أطير؛ خشية أن يرجع في إذنه إن أبطأت أمامه المسير.

ويتبع إن شاء الله.

أم هانئ

  • 0
  • 0
  • 860
المقال السابق
(21) وحدث في المدينة
المقال التالي
(23) اشلحي ما في زلام

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً