(23) اشلحي ما في زلام
أم هانئ
ويبدو أنني كنت مازلت في لجة الأحلام، فلم أفقه مرادها من ذلك الكلام ...!!
- التصنيفات: تربية النفس - قصص مؤثرة -
تقول صاحبتنا:
سرت في الطريق إلى المسجد النبوي مع رفيقتي، ولا تسألنني أخواتي عن غريب حالتي وشديد وجدي ولهفتي. سرت و كأنني أطير في السماء، تحلق روحي في تلكم الأجواء، مغيبة في حالة من الوجد والانتشاء. كأنني في طريقي وحيدة، أفكر ونفسي عني بعيدة: أحقًا أنا في مدينة رسولنا عليه الصلاة والسلام! أحقا تقلني تلك البطحاء، وتظلني ذات السماء! وأتنسم عبير ذات الهواء! لعل رسولنا عليه السلام وقف هنا مع صحبه الكرام! لعلهم اجتمعوا هنا أوهناك، أو ساروا على نفس الطريق أوذاك.
وغرقت في لجة من التصورات، ولم أفق من تلكم الخيالات إلا وأنا في داخل المسجد بالذات. وإذا بأخت تسعى إليّ من بعيد، تقصدني وخُيّل إليّ أن كلامها فيه الوعيد:
- قالت: أخيتي اشلحي ما في زلام!
ويبدو أنني كنت مازلت في لجة الأحلام، فلم أفقه مرادها من ذلك الكلام، فأجبتها في شدة أسف وحياء، وأنا أنحني لأخلع عن قدمي الحذاء:
- أخيتي سامحيني، رجاء لا توبخيني، فقد أُنسيت خلع الحذاء؛ لشدة وجدي وحنيني!
وهنا بشدة ضحكت ثم ضحكت ثم ضحكت رفيقتي، وأنا ذاهلة في وقفتي، قالت وهي تحاول من الإحراج إقالتي، تساعد جاهدة في تقويم عثرتي: هي لا تتحدث عن الحذاء، بل تنصحك بوضع الحجاب؛ فالرجال من هذا المكان في غياب!
فضحكت من نفسي، ولم أحاول أن أكرر لأيٍ منهن عذري.
ويتبع بإذن الله.