زاد المتصدقين في القرآن الكريم والسنة النبوية
حسين أحمد عبد القادر
الصدقة بابٌ من أبواب الجنة؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة: يا عبد الله، هذا خيرٌ، فمن كان من أهل الصلاة، دُعِيَ مِن باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد، دُعِيَ من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة، دُعِيَ من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام، دُعِيَ من باب الريَّان»،قال أبو بكرٍ الصِّديق: "يا رسول الله، ما على أحدٍ يدعى من تلك الأبواب من ضرورةٍ، فهل يُدْعى أحدٌ من تلك الأبواب كلها؟"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نَعم، وأرجو أن تكون منهم» (البخاري ومسلم، واللفظ لمسلم).
- التصنيفات: الحث على الطاعات -
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
إنها الصدقة، القربة العظيمة، والعبادة الجليلة، إنها سبيل الصالحين، ونهج المحسنين، وزاد المذْنِبين، وطريق التائبين، وبرهان على إيمان المتصدقين، الصدقة من الأدلة القوية على صدق إيمان العبد لله رب العالمين، ومن السبل الكريمة للتقرُّب إلى الله تعالى أكرم الأكرمين، وبالصدقة يتخلص المسلم من الحرص على الدنيا؛ ليقينه في ثواب الآخرة، ويثري في نفسه حب الخير للآخرين، فيشاركهم أحلامهم، ويخفف من آلامهم بفضل الله سبحانه.
الصدقة بابٌ من أبواب الجنة؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة:يا عبد الله، هذا خيرٌ، فمن كان من أهل الصلاة، دُعِيَ مِن باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد، دُعِيَ من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة، دُعِيَ من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام، دُعِيَ من باب الريَّان»، قال أبو بكرٍ الصِّديق: "يا رسول الله، ما على أحدٍ يدعى من تلك الأبواب من ضرورةٍ، فهل يُدْعى أحدٌ من تلك الأبواب كلها؟"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نَعم، وأرجو أن تكون منهم» (البخاري ومسلم، واللفظ لمسلم).
ولذا فالمسلم يسارع أن يكون له نصيب مِن الدخول من هذا الباب العظيم، وعلى المسلم أن يعلَمَ يقينًا أن الله تعالى يبارك له في ماله ووقته، وفي كل ما سخَّره لعبادة الله تعالى، فينال البركة والرضوان في الدنيا والآخرة، وفي رحاب جمال هذه العبادة الكريمة، نتعرف على فضائل الصدقة التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية؛ لتكون حافزًا ثريًّا للإقبال على الصدقة، والحرص عليها أشد الحرص، وحث الآخرين عليها، والتعاون معهم في بذل الصدقات، واقتناص الفرصة للتصدق، فيشارك في جميع أبواب الخير، حتى يجد ثمار صدقته في الدنيا والقبر والآخرة.
فضائل الصدقة في القرآن الكريم
- قال الله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [البقرة:270].
- قال الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة:103].
- قال الله تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:96].
- قال الله تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} [البقرة:276].
- قال الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:261].
- قال الله سبحانه: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ من الآية:39].
- قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:274].
- قال الله سبحانه: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} [يوسف:88].
- قال الله جل جلاله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:245].
- قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [البقرة:264].
- قال الله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [البقرة:271].
- قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9].
- قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المزمل من الآية:20].
- قال الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:280].
- قال الله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [آل عمران:92].
- قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل:5 - 7].
- قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البقرة:267].
- قال الله تعالى:{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:261].
فضائل الصدَقة في السنَّة النبوية
- عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلُّ امرئٍ في ظل صدقته حتى يُقضَى بين الناس» (صححه الألباني).
- عن أبي اليسَرِ رضي الله تعالى عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن أنظَر معسرًا أو وضع عنه، أظله الله في ظله» (مسلم).
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تبارك وتعالى: يا بنَ آدم، أَنفِقْ أُنفِقْ عليك» (مسلم).
- عن عمرو بن الحارث رضي الله تعالى عنه، قال: "ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم دينارًا، ولا درهمًا، ولا عبدًا، ولا أمَةً، إلا بغلتَه البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه، وأرضًا جعلها لابن السبيل صدقةً" (البخاري).
- عن سعد بن وقاص رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإنك لن تنفق نفقةً إلا أُجِرْتَ عليها، حتى اللقمة ترفعها إلى فِي امرأتك» (البخاري).
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما نقَصَت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» (الألباني).
- عن بُريدة بن الحُصَيْب الأسلميِّ رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أنظَر معسرًا فله كل يومٍ مثله صدقةٌ»، فقلت: يا رسول الله، سمعتك تقول: «من أنظر معسرًا فله كل يومٍ مثليه صدقةٌ»، قال له: «كل يومٍ مثله صدقةً قبل أن يحل الدَّين، فإذا حل فأنظر فله كل يومٍ مثليه صدقةٌ» (الألباني).
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال رجلٌ: لأتصدقَنَّ بصدقةٍ، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارقٍ، فأصبحوا يتحدثون: تُصُدِّق على سارقٍ، فقال: اللهم لك الحمد على سارقٍ! لأتصدقن بصدقةٍ، فخرج بصدقته فوضعها في يد زانيةٍ، فأصبحوا يتحدثون: تُصُدِّق الليلة على زانيةٍ، فقال: اللهم لك الحمد على زانيةٍ! لأتصدقن بصدقةٍ، فخرج بصدقته فوضعها في يد غنيٍّ، فأصبحوا يتحدثون: تُصُدِّق على غنيٍّ، قال: اللهم لك الحمد على زانيةٍ، وعلى سارقٍ، وعلى غني! فأُتِيَ فقيل له: أما صدقتك فقد تُقُبِّلت، أما الزانية فلعلها أن تستعفَّ به من زناها، ولعل السارق أن يستعف به عن سرقته، ولعل الغني أن يعتبر فينفق مما أعطاه الله عز وجل» (النسائي والألباني).
- عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الرجل بصدقة ماله، صلَّى عليه، فأتيته بصدقة مالي فقال: «اللهم صلِّ على آل أبي أوفى» (ابن ماجه والألباني).
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل البخيل والمتصدق، مثل رجلين عليهما جُنَّتان من حديدٍ، قد اضطرت أيديهما إلى تراقيهما، فكلما همَّ المتصدق بصدقةٍ اتسعت عليه حتى تعفيَ أثره، وكلما همَّ البخيل بصدقةٍ تقبَّضَت كل حلقةٍ إلى صاحبتها وتقلصت عليه وانضمت يداه إلى تراقيه»، وسمعت رسول الله يقول:«فيجتهد أن يوسعها فلا تتسع» (النسائي، وصححه الألباني).
- عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل قرضٍ صدقةٌ» (صححه الألباني).
- عن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في ابن آدم ستون وثلاثمائة سلامى أو عظمٍ أو مفصلٍ، على كل واحدٍ في كل يومٍ صدقةٌ، كل كلمةٍ طيبةٍ صدقةٌ، وعَوْن الرجل أخاه صدقةٌ، والشَّربة من الماء يسقيها صدقةٌ، وإماطة الأذى عن الطريق صدقةٌ» (صححه الألباني).
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تصدق أحدٌ بصدقةٍ من طيِّبٍ - ولا يقبل الله إلا الطيب - إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرةً في كف الرحمن، حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربي أحدُكم فَلُوَّه أو فَصِيله» (الترمذي وصححه الألباني).
- عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن عمر بن الخطاب أصاب أرضًا بخيبر، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها، فقال: "يا رسول الله، إني أصبتُ أرضًا بخيبر لم أصب مالًا قط أنفَسَ عندي منه، فما تأمر به؟"، قال:«إن شئتَ حبَسْتَ أصلها وتصدَّقْتَ بها»، قال: فتصدق بها عمر؛ أنه لا يباع ولا يوهب ولا يورث، وتصدق بها في الفقراء وفي القربى وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل والضيف، لا جناحَ على مَن وَلِيَها أن يأكل منها بالمعروف ويُطعِمَ غيرَ متموِّلٍ" (البخاري ومسلم).
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مما يلحق المؤمن مِن عمله وحسناته بعد موته علمًا علَّمه ونشره، وولدًا صالحًا تركه، ومصحفًا ورَّثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه، أو نَهَرًا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته» (ابن ماجه وحسنه الألباني)
- عن أبي مسعودٍ الأنصاري عقبة بن عمرو بن ثعلبة رضي الله تعالى عنه: أن رجلًا تصدق بناقةٍ مخطومة في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليأتين يوم القيامة بسبعمائة ناقةٍ مخطومة» (النسائي وصححه الألباني).
- عن حذيفةَ بن اليَمَان رضي الله تعالى عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال: لا إله إلا الله ختم له بها، دخل الجنة، ومن صام يومًا ابتغاء وجه الله ختم له به، دخَل الجنة، ومن تصدق بصدقةٍ ابتغاء وجه الله ختم له بها، دخل الجنة» (صححه الألباني).
- عن جَرير بن عبدالله رضي الله تعالى عنه، قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمَّا بعد، فإن الله أنزل في كتابه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء من الآية:1] إلى آخر الآية، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر من الآية:18] إلى قوله: {هُمُ الْفَائِزُونَ} [الحشر من الآية:20]، تصدقوا قبل ألا تصدَّقوا، تصدق رجلٌ من ديناره، تصدق رجلٌ من درهمه، تصدق رجلٌ من بُرِّه، تصدق رجلٌ من تمره، من شَعيره، لا تحقِرَنَّ شيئًا من الصدقة، ولو بشق تمرة» (صححه الألباني).
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبق درهمٌ مائة ألف درهمٍ»، قالوا: وكيف؟، قال: «كان لرجلٍ درهمان تصدَّق بأحدهما، وانطلق رجلٌ إلى عرض ماله، فأخذ منه مائة ألف درهمٍ فتصدق بها» (النسائي وحسنه الألباني).
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعةٌ يظلهم الله عز وجل يوم القيامة، يومَ لا ظلَّ إلا ظله: إمامٌ عادلٌ، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجلٌ ذكر الله في خلاءٍ ففاضت عيناه، ورجلٌ كان قلبه معلقًا في المسجد، ورجلانِ تحابَّا في الله عز وجل، ورجل دعَتْه امرأةٌ ذات منصبٍ وجمالٍ إلى نفسها، فقال: إني أخاف الله عز وجل، ورجل تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلَمَ شِماله ما صنعت يمينُه» (النسائي وصححه الألباني).
- عن عقبة بن الحارث رضي الله تعالى عنه، قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم العصرَ، فأسرع، ثم دخل البيت، فلم يلبَثْ أن خرج، فقلت - أو قيل له - فقال: «كنت خلَّفتُ في البيت تِبْرًا من الصدقة، فكرِهْتُ أن أُبيِّتَه، فقسمته» (البخاري).
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن خير الصدقة ما ترَك غنًى، أو تصدق به عن ظهر غنًى، وابدَأْ بمن تعُولُ» (أبو داود وصححه الألباني).
- قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجودُ ما يكونُ في رمضان" (رواه البخاري).
- عن عقبة بن عمرو رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أنفق الرجل على أهله نفقةً وهو يحتسبها، كانت له صدقةً» (صححه الألباني).
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرًا؟"، قال:«أن تصدَّقَ وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تخشى الفقر، وتأمُلُ الغِنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت:لفلانٍ كذا، ولفلانٍ كذا، وقد كان لفلانٍ» (رواه البخاري).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أفضل الصدقةِ الصدقةُ على ذي الرحم الكاشح [وهو الذي يُضمِرُ العداوة]» (رواه أحمد وصححه الألباني).
- عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقات: ظلُّ فسطاطٍ في سبيل الله، ومنيحة خادمٍ في سبيل الله، أو طَرُوقة فحلٍ في سبيل الله» (الترمذي وحسنه الألباني).
- عن سعد بن عُبادة رضي الله تعالى عنه، قال: سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ الصدقة أفضلُ؟، قال: «سَقْيُ الماءِ» (النسائي وحسنه الألباني).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الدنيا لأربعة نفرٍ: عبدٍ رزقه الله مالًا وعلمًا فهو يتقي فيه ربه، ويصِل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأفضل المنازل ..» (الترمذي وصححه الألباني).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: «دينارٌ أنفقته في سبيل الله، ودينارٌ أنفقته في رقبةٍ، ودينارٌ تصدَّقْتَ به على مسكينٍ، ودينارٌ أنفقته على أهلك، أعظمُها أجرًا الذي أنفقتَه على أهلك» (رواه مسلم).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله، إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له» (مسلم).
- عن أبي ذرٍّ الغِفَاري رضي الله تعالى عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يسُرُّني أن عندي مِثْلَ أُحُدٍ هذا ذهبًا تمضي عليَّ ثالثةٌ (وفي رواية للبخاري: ليلةٌ أو ثلاثٌ) وعندي منه دينارٌ، إلا شيئًا أُرصِدُه لدَيْنٍ، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا، عن يمينه، وعن شِماله، ومِن خلفِه، ثم مشى فقال: إن الأكثرين هم الأقلُّون يوم القيامة، إلا مَن قال هكذا وهكذا وهكذا، عن يمينه، وعن شِماله، ومِن خلفه، وقليلٌ ما هم» (البخاري).
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «من أصبَح منكم اليوم صائمًا؟»، فقال أبو بكر: "أنا"، قال: «فمَن تبِع منكم اليوم جنازة؟»، فقال أبو بكر: "أنا"، قال: «هل فيكم مَن عاد مريضًا؟»، قال أبو بكر: "أنا"، قال: «هل فيكم من تصدَّق بصدقة؟»، فقال أبو بكر: "أنا"، قال: «ما اجتمَعْنَ في امرئٍ إلا دخَل الجنة» (مسلم).
- عن أمِّ المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها: أنها قالت: "جاءَتْني مسكينةٌ تحمِل ابنتين لها، فأطعمتُها ثلاث تمرات، فأعطَتْ كلَّ واحدة منهما تمرةً، ورفعت إلى فيها تمرةً لتأكلها، فاستطعمَتْها ابنتاها، فشقَّتِ التمرةَ التي كانت تريد أن تأكلَها بينهما، فأعجبني شأنُها، فذكرتُ الذي صنعَتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتَقَها بها مِن النار»" (مسلم).
- عن عديِّ بن حاتم الطائي رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحدٍ إلا وسيكلمه الله يوم القيامة، ليس بين الله وبينه ترجمانٌ، ثم ينظر فلا يرى شيئًا قدَّامه، ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار؛ فمَن استطاع منكم أن يتقيَ النار ولو بشق تمرة» (البخاري ومسلم).
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقصَتْ صدقةٌ من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه» (مسلم).
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملَكانِ ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفِقًا خلَفًا، ويقول الآخَر: اللهم أعطِ ممسِكًا تلَفًا» (البخاري ومسلم).
- عن حذيفةَ رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فتنة الرجل في أهله، وولده، وجاره، تكفِّرُها الصلاةُ، والصوم، والصدقة، والأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكَر» (البخاري ومسلم).
- عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بنَ آدمَ، إنك أن تبذُلَ الفضل خيرٌ لك، وأن تمسكه شرٌّ لك، ولا تلامُ على كَفافٍ، وابدَأْ بمن تعُول، واليد العليا خيرٌ من اليد السفلى» (مسلم).
- عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثَل الذي يرجع في صدقته، كمثَل الكلب يقِيءُ، ثم يعود في قيئه فيأكُله» (مسلم).
- عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن عمرَ بن الخطاب تصدق بفَرَسٍ في سبيل الله، فوجده يباع، فأراد أن يشتريَه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأمره، فقال: «لا تعُدْ في صدقتك»، فبذلك كان ابنُ عمر رضي الله عنهما لا يترك أن يبتاع شيئًا تصدق به، إلا جعله صدقة (البخاري ومسلم).
- عن زينبَ امرأةِ عبدالله رضي الله تعالى عنها قالت: "كنتُ في المسجد، فرأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: «تصدَّقْنَ ولو مِن حُلِيِّكنَّ»" (البخاري ومسلم).
- عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم أضحى، أو فِطْرٍ، فصلى ركعتين، لم يصلِّ قبلها ولا بعدها، ثم أتى النساء ومعه بلال، فأمرهنَّ بالصدقة، فجعلت المرأة تُلقي خُرْصَها، وتُلقي سِخَابَها" (مسلم).
- عن أم المؤمنين عائشةَ رضي الله تعالى عنها، قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: « «إذا أنفقت المرأةُ مِن طعام بيتها غيرَ مفسِدة، كان لها أجرُها بما أنفقت، ولزوجها أجرُه بما كسَب، وللخازن مِثلُ ذلك، لا ينقُصُ بعضُهم أجرَ بعضٍ شيئًا» (البخاري ومسلم).
- عن أم المؤمنين عائشةَ رضي الله تعالى عنها: أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "إن أمِّي افتُلِتَتْ نفسُها، وأظنها لو تكلَّمَتْ تصدَّقَتْ؛ فهل لها أجرٌ إن تصدَّقْتُ عنها؟"، قال: «نَعَم» (البخاري ومسلم).
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "إن أبي مات، وترك مالًا، ولم يوصِ؛ فهل يكفِّرُ عنه إن تصدَّقْتُ عنه؟"، فقال: «نعم» (مسلم).
- عن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن سعدَ بن عُبادة توفِّيَتْ أمُّه وهو غائب عنها، فأتى النبيَّ فقال: "يا رسول الله، إن أمي توفِّيَتْ وأنا غائب عنها؛ فهل ينفَعُها إن تصدَّقْتُ عنها؟"، قال: «نعم»، قال: "فإني أُشهِدُك أن حائطي المِخْرَافَ صدقةٌ عنها" (البخاري).
- عن جابرٍ رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلمٍ يغرس غرسًا إلا كان ما أُكِلَ منه له صدقةً، وما سرق منه له صدقة، وما أكل السبع منه فهو له صدقةٌ، وما أكلت الطير فهو له صدقةٌ، ولا يَرْزَؤُه "ينقصه" أحدٌ إلا كان له صدقة» (مسلم).
- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن نفَّس عن مؤمن كربةً مِن كُرَبِ الدنيا، نفَّس اللهُ عنه كربة من كُرَبِ يوم القيامة، ومَن يسَّر على معسِر، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومَن ستر مسلمًا، ستَره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عَوْنِ العبد ما كان العبدُ في عونِ أخيه» (مسلم).
- عن عقبةَ بن عامر رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل امرئٍ في ظلِّ صدقته حتى يُقضَى بين الناس» (صححه الألباني).
- عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الصدقةَ لتُطفئُ عن أهلها حرَّ القبور، وإنما يستظل المؤمنُ يوم القيامة في ظلِّ صدقته» (صححه الألباني).
نسأل اللهَ تعالى أن يجعلنا مِن المحسنين المتصدِّقين الشاكرين، وأهلنا أجمعين، وجميع المسلمين، وأن يغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَن اتبَعه بإحسان إلى يوم الدين، والحمد لله ربِّ العالَمين.
حسين أحمد عبد القادر