حوار مع الشيخ رائد صلاح مرابط أرض الإسراء
ملفات متنوعة
مرابط أرض الإسراء، رجل يقف على ثغر الأقصى مدافعا نيابة عن الأمة
بأسرها ، لقد بذل كلّ ما يملك من أجل أن يظل عرب 48 في رباط، وسل سجون
الاحتلال عنه فقد الفت دخوله وخروجه...
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
مرابط أرض الإسراء، رجل يقف على ثغر الأقصى مدافعا نيابة عن الأمة بأسرها ، لقد بذل كلّ ما يملك من أجل أن يظل عرب 48 في رباط، وسل سجون الاحتلال عنه فقد الفت دخوله وخروجه، فهو الشيخ "رائد صلاح" رئيس الحركة الإسلامية، ورئيس المجلس الأعلى للدعوة والإغاثة في الأراضي المحتلة، ولعلّ لشيخنا حظاً من اسمه فهو رائد للبذل والتضحية - والله حسيبه- وصلاح لما أفسده الاحتلال، وبشرى للأمة تبث الأمل فيها لكي تنهض وتطالب بحقها وتبذل الثمن، إن الحديث مع الشيخ المرابط رائد صلاح العلم يبعث الهمة والعزيمة والحماس، لأن حديثة ينبعث بلا تكلف، وكلماته يقولها بتلقائية، فهي من القلب إلى القلب:
تبني قضية الأقصى وسيلة لإجهاض المخطط الإسرائيلي
يتكرر الاعتداء الصهيوني على الحرم القدسي، ومواصلة الحفريات تحت أساسات المسجد، ما دوركم، ودور المسلمين كافة حيال الاعتداءات الموجهة لمقدسات المسلمين ؟
تهويد القدسلا زلت أؤكد أنه ما دام المسجد الأقصى تحت الاحتلال الإسرائيلي فهو في خطر، ولن يزول هذا الخطر إلا إذا زال الاحتلال الإسرائيلي، وما دام المسجد الأقصى المبارك في خطر فهناك احتمال مؤلم ومؤسف فقد تعرض جانب من المسجد الأقصى للهدم ، وهذا وقع على طريق المغاربة التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي في عام م1967
المخطط الأساس الذي يجب أن يواجه المخطط الإسرائيلي هو أن يتم تبنّي قضية المسجد الأقصى المبارك من قبل الحاضر الإسلامي والعربي على اعتبار أنها قضية كلّ مسلم وكل عربي في كل العالم ، على اعتبار أن الحاضر الإسلامي والعربي الآن مطالب بالعمل الدؤوب على نصرة أرض المسرى، وعلى نصرة القدس الشريف ، وهذا أمانة في أعماق الجميع على صعيد الحكام والعلماء والمؤسسات والإعلام والأحزاب والشعوب ، كلها مطالبة بهذا الواجب الذي ستسأل عنه أمام الله يوم القيامة، هذا في تصوري هذا منطلق الحق الأساس الذي يجب ان يعمل على نصرة المسجد الأقصى المبارك ، وفي تصوري إذا انطلقنا من هذه القناعة على صعيدنا الإسلامي والعربي ، فهذا يبشر بخير ، هذا يبشر بأن الحاضر الإسلامي والعربي بات مستعدا إن شاء الله تعالى لحسم الموقف الحق لصالح الحفاظ على إسلامية وعروبة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك .
تدمير غزة وحصارها
الذي حدث في غزة لا يتصوره عقل
وماذا عن موقف الحركة الإسلامية في أرض 1948 من حصار غزة وتدميرها بآلة الحرب الصهيونية ؟
الذي حدث في غزة لا يتصوره عقل، آلة حرب المؤسسة الاحتلالية الإسرائيلية لا تزال كل لحظة تقوم بجريمة حرب في قطاع غزة ما دامت تواصل حصار قطاع غزة ، وجريمة الحرب غير المسبوقة في التاريخ هي جريمة حرب نكراء، استباحت قتل المرضى ، واستباحت تجويع الأطفال الرضع ، واستباحت قطع الكهرباء والوقود ومنع الطعام والدواء عن أهلنا في قطاع غزة ، وهذا المشهد المأساوي يجب أن يدفع كل صاحب ضمير في الدنيا دون استثناء ان يقف في وجه هذا الحصار الاحتلالي الإسرائيلي، وبشكل خاص هذا المشهد المأساوي ، يجب أن يدفع كل مسلم في العالم ، ويجب أن يدفع كل عربي في العالم أن يقف في وجه هذا الحصار الاحتلالي الإسرائيلي، بل لا يسعى إلى إنهاء هذا الحصار، والى تقديم الواجب الذي يتمثل بالدعم الإنساني لأهلنا المحاصرين هناك قبل أن تتفاقم المأساة ،وقبل أن يزداد عدد الشهداء الذين باتوا يموتون في هذه الأيام لا لسبب ، بل لعدم وجود الدواء أو لعدم وجود الغذاء، أو لعدم وجود الوقود والكهرباء فالطقس البارد جدا خاصة في الشتاء القارس الذي عاشته غزة وهذا مما يضاعف المأساوية على أهلنا في قطاع غزة .
الحاضر الإسلامي مستعد للحفاظ على إسلامية وعروبة القدس
هل من الممكن إيجاد ضغوط على إسرائيل من قبل الدول العربية التي لها علاقة مع الكيان الغاصب ؟
إن الاعتداءات لن تنتهي على بيت المقدس إلا باستمرار المقاومة، ولا يزال رباطنا هناك ببشرى رسول الله، صلى الله عليه وسلم ـ إلى قيام الساعة، واليهود خططهم لن تنتهي لأنهم يريدون إقامة الهيكل المدّعى على أنقاض الأقصى، وهذا لن يحدث وفينا عين تطرف، فلن يكون الاعتداء على الأقصى من قبل باب المغاربة الأول، ولن يكون الأخير، والهدف المعلن حين الاعتداء كان توسيع المساحة التي يحتلها اليهود من قبل حائط البراق، لإقامة مصلى للنساء اليهوديات، يريدون أن ينتهجوا سياسة الخطوات الوئيدة الأكيدة، إنهم يريدون الأقصى كاملا ليقيموا على أنقاضه هيكلهم .
ونحب أن نؤكد أنَّ هدم المسجد الأقصى والمقدَّسات غير اليهودية يُمثِّل هدفاً للحركة الصهيونية، كما قال مؤسس هذه الحركة العنصرية تيودور هرتزل في نهاية القرن التاسع عشر: «إذا حصَلْنا يوماً على القدس فسوف أحرقُ الآثارَ التي مرت عليها قرون، وأزيلُ كلَّ شيء ليس مُقدَّساً لدى اليهود». ومع ذلك فما زِلنا نتذكَّر زيارةَ شارون للمسجد الأقصى، والتي كانت سبباً في تفجُّرِ الانتفاضة الفلسطينِية الباسِلة التي استمرَّت لأربعِ سنواتٍ متواصلة؛ فلا يزيد اسفزازُ اليهود للمسلمين إلا تمسُّكاً بالمسجد الأقصى ودفاعاً عنه وتعلُّقاً به. فالمسجدَ الأقصى المبارَك ما زالُ منذ احتلال فلسطين يَشهَدُ استِهدافاً مُتواصِلاً من الصَّهاينة المعتَدِين. وها هو في مطلع هذا العام1428هـ ـ 2007م يواجِهُ تهديداً جديداً من اليهودِ المحتَلِّين.
وأحب أن أؤكد أن أعمال الحفر الإسرائيلية للأنفاق تحت المسجد الأقصى المبارك، وصلت إلى تحت المسجد مباشرة مما يزيد من مخاطر سقوطه، و السلطات الإسرائيلية تستخدم عمالا تايلنديين في أعمال الحفر المتواصلة في باب المغاربة، والنفق الجديد إحدى أساليب ممارسة التضليل، فهؤلاء العمال "لا يعرفون ما يجري أو مدى حساسيته الدينية والقومية، وعندما يرون عمليات نهب لآثار يتم العثور عليها، فإنهم لن يتكلموا. ومن خلال عمليات متابعة منا توفرت لنا معلومات مؤكدة أن العمل يجري الآن تحت سبيل الكأس أمام المسجد الأقصى. ويعتبر سبيل الكأس، المتوضأ الرئيسي في الحرم القدسي.
الأقصى الآن معرّض لخطر كبير بسبب الحفريات، حيث صارت أساساته القديمة مفرغة من الأتربة تماما، وكانت الأتربة التي أزالها اليهود بحثا عن وهم بقايا الهيكل، تمثل دعامات تحمل أرضية المسجد وباحاته، والمنطقة تقع ضمن حزام الزلازل الممتد حتى تركيا، ولو حدث زلزال ـ لا قدر الله ـ لتصدع
أعمال الحفر الإسرائيلية وصلت إلى تحت المسجد مباشرة
الأقصى أو تهدم، لذا نهيب بالمسلمين جميعا أن يهبوا لإنقاذه.
لازلنا في رباط إن شاء الله
عرب 48 هل ما يزالون في رباطهم؟ أم بدءوا بالانشغال كل بشأنه؟أعمال الحفر الإسرائيلية وصلت إلى تحت المسجد مباشرة
- عرب 48 هم بحمد لله ما زالوا مرابطين في أرضهم وفي بيوتهم لا زالوا يحافظون على هويتهم بكل أبعادها فهم على يقين أن لهم الرباط الذي يشدهم إلى الحاضر الإسلامي والعربي، لهم هويتهم ذات العمق التاريخي والعمق الديني، ويصرّون على هذه الهوية من خلال فهمهم وسلوكهم وتربية الأبناء والأحفاد سواء كان ذلك في البيت أو المكاتب أو في بقية المؤسسات العامة.
أرض الميعاد هل لا يزال حلما لدى اليهود ؟ أم
أجهض هذا الحلم ؟
-
المشروع الصهيوني هو مشروع عدواني على العالم الإسلامي
في تصوري أن المشروع الصهيوني لم ولن يتنازل في يوم من الأيام عن أحلامه السوداوية التي بدأت وكانت بدايتها نكبة فلسطين عام 1948 م، ثم تواصل هذا الحُلم الصهيوني ليضع يده على القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك وكان ذلك عام 1967 م،ثم تواصل هذا الحلم الأسود الصهيوني طامعاً في اجتياح حدود دول عربية أخرى وكان ذلك عام 1982 عندما دخلوا إلى لبنان.
حريق المسجد الأقصىومعنى ذلك أن هذا المشروع الصهيوني هو مشروع توسّعي هو مشروع لا يزال يظن نفسه أنه لن يكتمل في حدود مخططاته الإرهابية، ولذلك ممارساته تؤكد لنا أنه مازال يحمل عقلية التوسع في العمق الإسلامي والعربي، وهنا نقف عند قضية التوسع فهناك رأيان في المدرسة الصهيونية حول معنى كلمة التوسّع: هناك من يسعى للتوسّع من خلال توسع السيطرة بمعنى بسط النفوذ الاقتصادي الصهيوني وبسط النفوذ السياسي والنفوذ الإعلامي في العمق الإسلامي والعربي دون اللجوء إلى الاجتياح العسكري لدول مجاورة أو لما بعدها من دول أخرى، هذه الرؤية الأولى في المدرسة الصهيونية.
ولكن هناك رأي آخر أنه لا يزال حتى الآن يتحدث عن نفسه وهو الذي يطمع في تحقيق حلم الدولة الكبرى من النيل إلى الفرات تحقيقاً واقعياً بمعنى الهيمنة على الأرض بكل معنى الكلمة ولذلك هم لا يخفون هذه الآراء فهم يعتبرون على سبيل المثال أن حدود عام 1948 وهي التي نسميها الداخل الفلسطيني هي لهم، والضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشريف يظنون ويطالبون أنها تكون لهم، بل أبعد من ذلك أنهم يطالبون بأن تكون الضفة الشرقية ـ وهي المملكة الأردنية ـ أيضاً يطالبون بأن تكون لهم وما بعد ذلك من الحدود التي يظنون أنها ذات أصل تاريخي لهم في العراق أيضا، فهم يطالبون بأن تكون لهم.
طبعاً أصحاب هذه الرؤية الثانية نجد العدد الكبير منهم في دائرة الأحزاب السياسية الدينية وفي دائرة الحزب السياسي المعروف بالليكود، فلا يزالون يرددون بعض أغانيهم التي تعبر على هذا الطموح التوسعي، وأنا أرى أنه من الواجب أن أقدم نصيحتي وهو: أن مبدأ التوسّع عند كلا المدرستين قائم ، ولكن كما قلت البعض يطالب بسيطرة وهيمنة اقتصادية وإعلامية وسياسية دون اللجوء إلى الآلة العسكرية والاحتلال للأرض ، والنظرة الثانية هي التي تطالب بالهيمنة بكل أبعادها باحتلال الأرض وبسط النفوذ العسكري ، لذلك فإن المشروع الصهيوني هو مشروع عدواني على العالم الإسلامي والعربي بالإضافة على أنه مشروع عدوني على الشعب الفلسطيني.
-
المشروع الصهيوني هو مشروع عدواني على العالم الإسلامي
في تصوري أن المشروع الصهيوني لم ولن يتنازل في يوم من الأيام عن أحلامه السوداوية التي بدأت وكانت بدايتها نكبة فلسطين عام 1948 م، ثم تواصل هذا الحُلم الصهيوني ليضع يده على القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك وكان ذلك عام 1967 م،ثم تواصل هذا الحلم الأسود الصهيوني طامعاً في اجتياح حدود دول عربية أخرى وكان ذلك عام 1982 عندما دخلوا إلى لبنان.
حريق المسجد الأقصىومعنى ذلك أن هذا المشروع الصهيوني هو مشروع توسّعي هو مشروع لا يزال يظن نفسه أنه لن يكتمل في حدود مخططاته الإرهابية، ولذلك ممارساته تؤكد لنا أنه مازال يحمل عقلية التوسع في العمق الإسلامي والعربي، وهنا نقف عند قضية التوسع فهناك رأيان في المدرسة الصهيونية حول معنى كلمة التوسّع: هناك من يسعى للتوسّع من خلال توسع السيطرة بمعنى بسط النفوذ الاقتصادي الصهيوني وبسط النفوذ السياسي والنفوذ الإعلامي في العمق الإسلامي والعربي دون اللجوء إلى الاجتياح العسكري لدول مجاورة أو لما بعدها من دول أخرى، هذه الرؤية الأولى في المدرسة الصهيونية.
ولكن هناك رأي آخر أنه لا يزال حتى الآن يتحدث عن نفسه وهو الذي يطمع في تحقيق حلم الدولة الكبرى من النيل إلى الفرات تحقيقاً واقعياً بمعنى الهيمنة على الأرض بكل معنى الكلمة ولذلك هم لا يخفون هذه الآراء فهم يعتبرون على سبيل المثال أن حدود عام 1948 وهي التي نسميها الداخل الفلسطيني هي لهم، والضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشريف يظنون ويطالبون أنها تكون لهم، بل أبعد من ذلك أنهم يطالبون بأن تكون الضفة الشرقية ـ وهي المملكة الأردنية ـ أيضاً يطالبون بأن تكون لهم وما بعد ذلك من الحدود التي يظنون أنها ذات أصل تاريخي لهم في العراق أيضا، فهم يطالبون بأن تكون لهم.
طبعاً أصحاب هذه الرؤية الثانية نجد العدد الكبير منهم في دائرة الأحزاب السياسية الدينية وفي دائرة الحزب السياسي المعروف بالليكود، فلا يزالون يرددون بعض أغانيهم التي تعبر على هذا الطموح التوسعي، وأنا أرى أنه من الواجب أن أقدم نصيحتي وهو: أن مبدأ التوسّع عند كلا المدرستين قائم ، ولكن كما قلت البعض يطالب بسيطرة وهيمنة اقتصادية وإعلامية وسياسية دون اللجوء إلى الآلة العسكرية والاحتلال للأرض ، والنظرة الثانية هي التي تطالب بالهيمنة بكل أبعادها باحتلال الأرض وبسط النفوذ العسكري ، لذلك فإن المشروع الصهيوني هو مشروع عدواني على العالم الإسلامي والعربي بالإضافة على أنه مشروع عدوني على الشعب الفلسطيني.
هل الجدار العازل أنهى الحلم الإسرائيلي كما يذكر البعض .. هل هذا القول واقعي ؟
الجدار الفاصل الشعب الفلسطيني يتمسك بقيمة الصبر والرباط والثبات كقيمة دائمة في كل مسيرته منذ بداية نكبة فلسطين التي لم تنته حتى هذه اللحظات، فقد مر بمشاهد الترحيل و المجازر والسجون وما يلحقها من تعذيب ، مر بمشاهد الشهداء، مرورا لا يزال يمر بعشرات ألاف الأيتام وعشرات آلاف الأرامل، ورغم المعاناة، لا يزال ثابتاً مرابطاً في الأرض مطالباً بكامل حقه، ولكن للحقيقة نقول أن الجدار العنصري هو جدار مؤذ بكل معنى الكلمة، على سبيل المثال هو الجدار الخانق الذي امتد حول القدس الشريف وتسبب باقتطاع أكثر من أربعين ألف من أهلنا كانوا أصلاً في القدس الشريف، فالجدار العنصري بعد أن أقيم حول القدس الشريف فصل هؤلاء الأربعين ألفا عن مجتمعهم الطبيعي في القدس الشريف وأصبحوا الآن خارج هذا الجدار وهذا معناه أن المؤسسة الإسرائيلية سعت بواسطة هذا الجدار إلى تقنين عدد الأهل المرابطين في داخل القدس الشريف، بالإضافة إلى ذلك فإن هذا الجدار العنصري هو جدار خانق حول الأرض القائمة في الضفة الغربية التي تحولت إلى سجن كبير جداً، فصل ما بين أبناء المجتمع الفلسطيني الواحد وأصبح أداة حصار وتجويع وأصبح أداة لمنع الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه حتى من حقه في العلاج.
لقد أصبح هذا الجدار أداة قمع بكل معنى الكلمة وأصبح شعبنا الفلسطيني يعاني هذه المظاهر التي ذكرتها، وبالإضافة إلى هذه الآثار الإرهابية القبيحة فقد أدى إلى اغتصاب مساحة واسعة من أرض الضفة الغربية وأصبحت الآن في عداد ما اغتصبته المستوطنات الصهيونية القائمة في عمق الضفة الغربية ، هذا الجدار تسبب في اجتثاث عشرات ألاف أشجار الزيتون التي كانت مصدر رزق للشعب الفلسطيني خلال هذا الحصار الطويل الذي لا يزال يضرب عليهم منذ سنوات طويلة، معنى ذلك أنه لو أردنا أن نتابع آثار هذا الجدر التفصيلية لوجدنا أنه مأساة بكل معنى الكلمة، هو عبارة عن أداة إرهاب يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بأسلوب بشع ووقح ودموي وإجرامي يخالف فيه كل القيم الإنسانية والمواثيق الدولية ويضرب بها عرض الحائط، كل نداءات حقوق الإنسان التي انطلقت من جمعيات حقوق إنسان مختلفة من العالم الغربي والعالم العربي طالبت بهدم هذا الجدار، وكما نعلم هدم الجدار مطلب دولي أيضاً ومع ذلك المؤسسة الإسرائيلية سدرت في غيّها واحتلالها وظلمها وهذا الجدار هو مشهد لكل ذلك.
نرفض اليأس ونحافظ على الذات
ما سبل الحفاظ على الذات رغم محاولات بث اليأس في النفوس ؟
مرابط أرض الإسراء الشيخ رائد صلاحلدينا قضية ..فعندما يقوى في داخل الإنسان الانتماء لهويته فإنه بذلك يحفظ في داخله كل قيم الثبات والصمود التي تعينه على تجاوز كل الشدائد والابتلاءات التي يمر بها، لذلك فإن المؤسسة الإسرائيلية ظنّت في يوم أنها من خلال إنزال الضربات القاسية على شعبنا الفلسطيني من خلال المجازر، و مصادرة الأرض و هدم البيوت وهدم المقدسات ظنت أنها من خلال كل ذلك قد تنجح في ترحيل شعبنا الفلسطيني إلى الأبد ، وتصل إلى مرحلة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، كما عرّف المشروع الصهيوني نفسه بهذا التعريف ولكن شعبنا الفلسطيني هو شعب مؤمن بالله سبحانه وتعالى، هو شعب له التحامه الأبدي مع العمق الإسلامي والعربي وهو شعب يعرف أن له جذوره التاريخية والحضارية الإسلامية والعربية، منها يستمد هويته منها يستمد رؤيته للمستقبل، ولذلك بإذن الله على صخرة هذا الفهم الواضحة ستتحطم كل المؤامرات الصهيونية المدعومة بالمدد الأمريكي والأوروبي الرسمي.
نأمل تسليط الضوء دور الحركة الإسلامية كبير في عمارة القدس، ما هي العوائق الموجودة الآن؟
حقيقةً العائق الأول والأخير هو الاحتلال الإسرائيلي ولا يوجد أي عائق آخر، الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يسعى الآن إلى لتهويد القدس الشريف، الاحتلال الإسرائيلي هو الذي أعلن حرباً على القدس الشريف عام 1967م ولم تنته حتى الآن، لا تزال هذه الحرب تدور في القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، وإن كانت وسيلة الحرب في هذه الأيام هي ليست الوسيلة العسكرية وإنما الحرب لا تزال قائمة وتهدف من ورائها المؤسسة الإسرائيلية إلى وضع يدها على كل شبر أرض في القدس الشريف ووضع يدها على كل بيت وعلى كل دكان وعلى كل سوق وعلى الحجر والشجر في القدس الشريف، وبالإضافة إلى ذلك فإن المؤسسة الإسرائيلية والتي لا تزال تسعى إلى مواصلة اعتداءها اليومي على المسجد الأقصى المبارك، وأنا قلتها في الماضي ولا زلت أقولها أن الخطر الأكبر الذي يعاني منه المسجد الأقصى المبارك هو الاحتلال الإسرائيلي، وكل الأخطار الأخرى تنبع من هذا الخطر الأساس، ولذلك فإن الأخطار ستبقى متواصلة مادام الاحتلال الإسرائيلي قائما على الأقصى المبارك ، وحتى تزول هذه الأخطار لن تزول إلا إذا بزوال الاحتلال الإسرائيلي عن المسجد الأقصى المبارك، نحن ندرك كل هذه الحالات المأساوية التي يمر بها القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك .
على ضوء ذلك لا زلنا ننادي أنفسنا ولا زلنا ننادي الحاضر الإسلامي العربي على ضرورة التعاون من أجل إقامة صندوق إسلامي عالمي لإنقاذ القدس الشريف من الضياع، ولا زلنا نتبنى كل خطوة مباركة تصب في إحياء وأعمار المسجد الأقصى المبارك من حيث الإعمار المادي الذي يتعلق ببناء المسجد الأقصى المبارك وتصب في إحياء المسجد الأقصى المبارك من خلال الإعمار الروحي بمعنى مواصلة التشجيع والحث الدائم على شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك في المسيرة المباركة التي بدأناها منذ سنوات، وهي "مسيرة البيارق" من خلال إقامة الدروس الثقافية الإسلامية المختلفة في المسجد الأقصى المبارك، من خلال الافطار الرمضاني في المسجد الأقصى المبارك، من خلال إقامة المهرجانات الكبيرة في المسجد الأقصى المبارك مثل المهرجان السنوي الذي يقوم تحت اسم مهرجان صندوق طفل الأقصى بالإضافة إلى ذلك النشاط الذي نقوم به خارج المسجد الأقصى المبارك مثل مهرجان الأقصى في خطر السنوي الذي يحضره في كل عام ما بين ستين ألف إلى سبعين ألف من أهلنا، وكذلك الفعاليات الإعلامية التي نجتهد من خلالها بإنتاج أفلام وثائقية عن القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك وتوزيع هذه الأفلام على القنوات العربية التي تقوم مشكورة في بث هذه الأفلام وهذا شيء مهم جداً والحمد لله رب العالمين.
إن القدس في خطر، إن المسجد الأقصى في خط ، وواجبنا الذي هو فرض عين على كل واحد فينا بدون استثناء على صعيد العلماء والشعوب والحكام، فرض عين على الجميع أن يتعاون الجميع على إنقاذ القدس الشريف وعلى إنقاذ المسجد الأقصى المبارك.
أصابع الصهاينة وراء الشقاق
من المسؤول عن موجات شق الصف الفلسطيني التي تظهر بشكل علني عبر وسائل الإعلام العالمية؟
أصابع الصهاينة وراء الشقاق الفلسطينيإن شقّ وحدة الصف الفلسطيني هي سياسة أمريكية صهيونية لا تستهدف الصف الفلسطيني فقط بل هي تسعى إلى استهداف كل الحاضر الإسلامي العربي، بناءً على هذه السياسة اللئيمة سعت أمريكا وكل حلفائها إلى شق وحدة الصف المسلم في أفغانستان على سبيل المثال وسعت إلى شق وحدة الأهل في العراق، ولا تزال تسعى إلى شق وحدة الأهل في لبنان والبقية لا تزال تسعى لها أمريكا وحلفاؤها في السودان والصومال وفي مواقع كثيرة أخرى، واضح جداً أن من هذه المواقع التي يركزون على شق وحدة الصف فيها هي السعي المتواصل إلى شق وحدة الصف الفلسطيني بناءً على هذه المؤامرة الأمريكية الصهيونية ، ولذلك نحن قلنا دائماً ولا زلنا نطالب بوحدة البيت الفلسطيني وبوحدة الطريق الفلسطيني وبوحدة الحاضر والمستقبل الفلسطيني ، ولازلنا نؤكد أن أي فتنة قد تقع في داخل هذا البيت الفلسطيني هي خسارة للجميع كل من يسكن هذا البيت وهي عبارة عن ضرب للمنجزات الفلسطينية التي قدمت من أجلها قوافل الشهداء وقوافل السجناء والتي عانى بسببها قوافل الأيتام وقوافل الأرامل ، ذلك نحن منذ أن بدأت مظاهر مقلقة حول الوضع الفلسطيني بادرنا وأقمنا هيئة سميناها باسم "هيئة الوفاق الوطني" ، وذلك من أجل أن نقوم بدورنا كتبنا وثيقة وطالبنا الجميع أن يوقعوا على هذه الوثيقة كي تكون بمثابة المرجعية للحفاظ على وحدة البيت الفلسطيني .
كان لنا لقاءات مع أطراف فلسطينية مختلفة ، وكان لنا مؤتمرات إعلامية متواصلة في القدس الشريف من أجل التأكيد على القيم التي وردت في هذه الوثيقة ، ونحن في نهاية الأمر لا زلنا على يقين أن قيادات شعبنا الفلسطيني المخلصة والحكيمة لن تسمح في يوم من الأيام في جر الحالة الفلسطينية إلى وضع من الفتنة ونحن على يقين أنهم سيحسنون لجم كل محاولات الفتنة من أي جهة كانت سواء صهيونية أو أمريكية .
الشعب الفلسطين، كيف يعيش تحت الاحتلال ؟
شعب فلسطين كأي شعب في الدنيا لا يزال في أرضه ووطنه ولا يزال يصر على التمسك بحقه في هذا الوطن وما يحمل من هم أرض ومقدسات وحاضر ومستقبل، ولذلك أنا أقول وبكل وضوح: إن التاريخ علّمنا أنّ بيت المقدس لا يعمّر فيها ظالم كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام، وكلّ احتلال حاول أن يثبت وجوده في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس زال غير مأسوف عليه، وكذلك أنا على يقين أن الاحتلال الإسرائيلي سيزول بإذن الله تعالى كما زال كل احتلال سبقه خلال السنوات الطويلة الماضية.
أقصد ماهي الدوافع الرئيسة التي جعلت الشعب الفلسطيني يتكيف ويعيش حياته برغم من قسوة الاحتلال ؟
بإرادته التي يتمسك بها في وجوده متوكلاً على الله سبحانه وتعالى ومؤمناً أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع اليسر يسرا، وأن دوام الاحتلال هو شيء مستحيل وأن زواله القريب هو شيء حتمي وأن الصبر في هذا الموقف هو ليس من أجل الحق الفلسطيني فقط بل هو من أجل الحق الإسلامي والعربي لأن القضية الفلسطينية هي قضية كل الحاضر الإسلامي والعربي، ولذلك فهذا الشعب الفلسطيني يدرك كل ذلك ويدرك أنه في امتحان ، نعم الامتحان صعب وشديد ومؤلم وموجع، الامتحان يحتاج إلى تضحيات بالدماء وبالحريات وبالصبر على الدموع وبالصبر على جوع الأطفال وبالصبر على مشاهد الأرامل، يحتاج إلى كل ذلك ولكن في تصوري شعبنا الفلسطيني يتمسك بموقفه الثابت في وجه الاحتلال الإسرائيلي ليكون بمثابة الحصن الذي يمنع امتداد هذا السرطان الصهيوني في العمق الفلسطيني والعربي والإسلامي.
لن نرحل أبدا
شعار لن نرحل - شعار قديم - هل لا يزال الشباب الفلسطيني مقتنعا به، أم أنهم أخذوا يميلون إلى الهجرة، وترك الأرض للغاصبين؟
لاشك أن الجواب محسوم نحن على يقين أننا كشعب فلسطيني أصحاب الحق في هذه الأرض، نحن لم نغتصبها من أحد، نحن قد عشنا فيها أجيالاً بعد أجيال متمسكين بحقنا في أرضنا، متمسكين بحقنا في القدس الشريف، متمسكين بحقنا في المسجد الأقصى، نسعى لبناء حاضرنا ونسعى لبناء مستقبلنا في هذه الأرض، ولذلك من الطبيعي أن يتواصل وجودنا وامتدادنا وأن يتواصل تكاثرنا في هذه الأرض وأن تبقى لنا وأن تبقى لأولادنا وأن تبقى لأحفادنا وأن نبقى بإذن الله رب العالمين الحصن الصادق الذي يقف في وجه امتداد السرطان الصهيوني في العمق الفلسطيني أو في العمق العربي أو في العمق الإسلامي.
ونحن بإذن الله رب العالمين ندرك أننا يوم أن نصر على هذا الموقف فلن يكون التمسك بهذا الموقف بالمجان، نحن ندرك أن وراء ذلك تضحيات، وشهداء، وسجونا وأيتام وأرامل وحصار وتجويع ومن وراء ذلك مرضى وآلام ومن وراء ذلك المعاناة الطويلة، ولكننا نؤكد مرة بعد مرة أن شعبنا الفلسطيني خلال عشرات السنوات الماضية قد أكد في واقع عمله أنه قد حمل هذه المعاناة متوكلاً على الله سبحانه وتعالى ومؤمناً بأن دوام الاحتلال الإسرائيلي هو مستحيل وأن زواله هو أمر طبيعي، وكذلك شعبنا الفلسطيني يؤمن بأن هذا الموقف الذي يقوم به هو ليس انتصاراً لنفسه فقط بل هو انتصار للحاضر الإسلامي والعربي بحقنا التاريخي والحضاري في هذه الأرض، وبحقنا الديني في هذه الأرض، وبحقنا وحق أبنائنا وأحفادنا ولحاضرنا ولمستقبلنا.
أمام محاولات التجويع الحاصلة في الأراضي الفلسطينية، وأمام النزاعات التي تحصل بين الحين والآخر بين الفصائل الفلسطينية، ما هو دوركم؟ أم أنتم في جزيرة منعزلة؟
حاشى لله أن نكون في جزيرة منعزلة، وكيف لنا أن نرضى بذلك والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: من بات ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ولذلك نحن ندرك أن المأساة الفلسطينية هي مأساتنا هي ألمنا، وأن السعي إلى تجاوز هذه المأساة هو طموحنا وأملنا بإذن الله رب العالمين، وحول قضية الحصار والتجويع فنحن لنا دورنا الطيب بإذن الله رب العالمين من خلال مؤسسة الإغاثة التي تشرف على كفالة أكثر من 13.000 يتيم من أهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي تقود حملات إغاثة موسمية في فترات الأعياد وخلال شهر رمضان المبارك وقبيل المواسم المدرسية التي تقوم بحملات إغاثة لدعم حالات خاصة مثل المرضى.
نحن لا زلنا نقوم بهذا الواجب وهو واجب علينا ولن نرضى لأنفسنا أن نقصر فيه أو أن نتنازل عنه، ونحن كنا من المبادرين الأوائل لإقامة هيئة الوفاق الوطني يوم أن لاحظنا وجود مظاهر مقلقة بدأت بعد الانتخابات الأخيرة في مسيرة شعبنا الفلسطيني وما زلنا نؤمن بأننا يجب أن نعمل في سبيل دفع المسيرة الفلسطينية نحو حكومة وحدة فلسطينية تحفظ وحدة البيت الفلسطيني وتحفظ وحدة المسيرة الفلسطينية.
تهويد المدينة القديمة
كيف تواجهون المخطط الإسرائيلي لتفريغ المناطق الشمالية من عرب 48 إلى الجنوب ؟
نحن نعاني من سياسة الاضطهاد القومي، من سياسة الاضطهاد الديني، من سياسة المطاردة الاستخباراتية لحياتنا ومسيرة مؤسساتنا، وكنا في شئوننا العامة التي تهم كل مجتمعنا الفلسطيني، نحن ندرك أن هذه السياسة العنصرية لا تزال تتمثل في السعي إلى مصادرة أرضنا وإلى السعي إلى هدم بيوتنا ومصادرة حقوقنا الكثيرة ولذلك ممن مظاهر هذه المعاناة نحن نعاني حتى هذه اللحظات من المؤسسة الإسرائيلية التي لا تزال تصادر أوقافنا الإسلامية والتي تساوي 1/16 من كل مساحة فلسطين التاريخية، لا زلنا نعاني من هذه المؤسسة التي لا تزال تصرّ على عدم الاعتراف بحق المهجّرين للعودة إلى أرضهم وبيوتهم، بالإضافة إلى عدم الاعتراف بحق العودة، لا تزال هذه المؤسسة تصر على عدم الاعتراف بأربعين قرية في الجليل وسبعين قرية في النقب، لا تزال هذه المؤسسة الإسرائيلية ترفع شعار الترحيل بكل وضوح على ألسنة رجال السياسة والإعلام فيهم، نحن ندرك كل ذلك ، لذلك نحن قلنا ولا زلنا نتبنى إستراتيجية واضحة وثابة ألا وهي إستراتيجية الصمود حتى نلقى الله تعالى.
المؤسسة الإسرائيلية الآن بكل الصراحة بدأ بعض رجالها يطالبون بترحيل قسم منا تحت مبررات لئيمة وخدّاعة وبشكل خاص يطالبون بترحيل منطقة المثلث، وهي قطاع واسع لأهلنا ، وأنا شخصياً ممن يعيشون في هذا القطاع، كذلك فإن المؤسسة الإسرائيلية ترفع شعار تهويد الجليل وتهويد النقب ومعنى تهويد النقب بشكل خاص أنها بدأت تسيطر على كل أرض الأهل في النقب وبدأت تسعى إلى تجويعهم وخنقهم في تجمعات استيطانية محاصرة ، لدرجة أن المؤسسة الإسرائيلية باتت تهدم عشرات البيوت أسبوعياً في النقب ولا أبالغ، بل تهدم قرى كاملة في النقب، خلال هذه الفترة التي نعيشها ، وباتت تهدد بهدم قرى أخرى وعلى سبيل المثال:
نحن ندرك أن مسلسل الهدم بعد مصادرة البيوت في القدس القديمة قائم ، نحن من أجل التصدي لهذا السلوك الظالم من المؤسسة الإسرائيلية نحن نحاول بحمد الله رب العالمين أن نحافظ على أرضنا ونحاول إعمار أرضنا ونحاول التعاون في بناء كل بيت يهدم، في دائرة عملنا اليومي هناك اللجنة المعروفة لدينا باسم "لجنة المتابعة العليا" التي تمثل كل القيادات السياسية في الداخل الفلسطيني، هناك قاعدة متفق عليها في هذه اللجنة مفادها أن كل بيت تهدمه المؤسسة الإسرائيلية يجب أن نسعى وأن نتعاون فوراً إلى بنائه وهذا ما نقوم به بإذن الله رب العالمين، وحول محاولات نقل البعض منا إلى جهات أخرى نحن ندرك هذه السياسة ونحن ندرك ما بين السطور في هذه السياسة اللئيمة، ولذلك ضرورة بث الوعي بين أهلنا هو أمر هام والحمد لله رب العالمين الوعي موجود ويدركون ما وراء هذه السياسة من مخاطر ولذلك نحن بحمد الله رب العالمين نحيط بكل هذه التفصيلات والجزئيات نعرف دورنا ونعرف أن نبقى في أرضنا، ويجب أن لا نرحل من أرضنا سواء كان الواحد منا يسكن في مدينة يافا التي تقع من ضمن المدن الساحلية أو يسكن في مدينة أم الفحم التي تقع في المثلث أو يسكن في مدينة الناصرة التي تقع في الجليل نحن متمسكون بهذا الخيار الوحيد الذي لا نرفض بديلاً عنه وهو أن نبقى حتى نلقى الله سبحانه وتعالى.
هل تعتقد أن هناك أياد خفية كانت وراء ذلك الخلاف الذي كان بين الفصائل الفلسطينية ؟
طبعاً لا شك في ذلك، منذ اللحظة الأولى التي ظهرت فيها نتيجة الانتخابات أعلنت أمريكا موقفها القبيح والإرهابي من نتيجة الانتخابات الفلسطينية، أعلنت أنها لن تعترف بالحكومة الجديدة، ولن تتعامل مع الحكومة الجديدة ودعت الآخرين إلى عدم التعاون مع الحكومة الجديدة تبعها بعد ذلك الموقف الرسمي الأوروبي وكان من وراء ذلك التحريض الإسرائيلي الذي لا يزال حتى الآن لذلك، والحمد لله أن استطاع شعبنا أن يميز موطن الخطر ،أن شعبنا الفلسطيني يدرك ما أقول جيداً وقيادته تدرك ما أقول جيداً ولذلك نحن بإذن الله على يقين أن قيادات شعبنا الفلسطيني ستقوض هذا الطمع الاحتلالي الصهيوني الإسرائيلي الذي يريدونه لأنفسهم والذي يفرحهم أن يرو الدم الفلسطيني يراق بأسلحة فلسطينية وأن البيت الفلسطيني يحترق بأيد فلسطينية ، يفرحهم ذلك ونحن يجب أن لا نفرحهم يجب أن يموتوا بغيظهم إن شاء الله تعالى من خلال بقاء الوحدة الفلسطينية والمسيرة الفلسطينية إن شاء الله تعالى.
ما هو دور المرأة الفلسطينية في مسيرة الرباط والنضال والتنمية التي تعيشونها اليوم ؟
للمرأة الدور الكبير في مجالات مختلفة على سبيل دورها في المؤسسات هناك مؤسسة قامت منذ سنوات وهي مؤسسة "مسلمات من أجل الأقصى" تعمل على تجميع قطاع واسع من النساء لمناصرة المسجد الأقصى المبارك من خلال جمع التبرعات المالية والإسهام في مشاريع مناصرة المسجد الأقصى المبارك هذه المؤسسة تعمل على تنظيم مسيرات واسعة إما لمناصرة المسجد الأقصى المبارك أو لمناصرة بعض قطاعات من شعبنا تمر بمعاناة شديدة ، ولذلك تقوم على سبيل المثال بيوم نفير إلى منطقة النقب، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه المؤسسة لها مؤتمراتها ولها مهرجاناتها ولها نشاطاتها الإعلامية، وهناك مؤسسة أخرى تسمى مؤسسة"سند للأمومة والطفولة" والتي تشرف عليها مجموعة من النساء ذوات المؤهلات العلمية المختلفة ما بين شؤون اجتماعية ومؤهلات حقوقية ومؤهلات أخرى يقمن بالسعي بالاهتمام بمشروع البيت وهموم الأمومة والطفولة وكل ما يتعلق بها من تفصيلات، لدينا كذلك مجلة تسمى مجلة إشراقه وهي مجلة نسائية تهتم بشئون البيت وتهتم ما يتعلق به من قضايا وهي ذات نجاح طيب بحمد الله تعالى تكتب بأقلام نسائية، وبالإضافة إلى ذلك هناك لدينا مؤسسة "حراء النسائية" التي تهتم بأكبر عدد من الطالبات بهدف تحفيظهن القرآن الكريم، ولذلك نجحت هذه المؤسسة النسائية لتجميع آلاف الطالبات في هذا المشروع، هناك أيضاً القسم النسائي في جمعية "اقرأ"التي تهتم برعاية الطالبات الجامعيات، وبحمد الله رب العالمين لدينا هناك المئات اللواتي نجحن أن يكملن تعليمهم .
هل من رسالة لإخوانكم في شتى بقاع العالم الإسلامي ؟
نحن نؤكد قبل كل شيء أننا نعتز بانتمائنا الإسلامي والعربي ونحن نؤكد أن المشروع الصهيوني يوم أن قام فقد قام معلناً الحرب على الله سبحانه وتعالى، ومعلناً الحرب على الحاضر الإسلامي والعربي بما في ذلك الشعب الفلسطيني وعلى هذا الأساس فإن قضية فلسطين لم تكن في يوم من الأيام هي قضية للفلسطينيين فقط بل هي قضية الحاضر الإسلامي والعربي وعلى هذا الأساس فإن مشروع قضية فلسطين لا يجب أن يبقى فقط في الدائرة الفلسطينية يجب أن يكون مشروع المناصرة مشروع إسلامي وعربي ويجب أن تكون مناصرة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك هي عبارة عن قضية إسلامية وعربية ونحن لا زلنا على يقين مع حالة الضعف السياسي والعسكري التي يمر بها الحاضر الإسلامي والعربي، إلا أننا لا زلنا على يقين أن الخير في هذا الحاضر قائم ودائم ونحن على يقين أن هذا الحاضر الإسلامي والعربي سينجح في أن يتجاوز حالة هذه الضعف إلى حالة قوة وحالة الفرقة إلى حالة وحدة وأن يتجاوز حالة الوهن إلى حالة عزة بإذن الله رب العالمين، ونحن على يقين بأن هذا الشيء هو أساس ضروري لنصرة قضية فلسطين ولنصرة قضية القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك.
المصدر: حوار:عادل صديق الشيخ - موقع قصة الإسلام