كوني خديجية - لله دَرُّك يا حَبيبة..!

منذ 2016-04-26

أو تُدركين يا مَرفَأ السَّكَن.. ومُستَودَعَ السَّكينة.. ومُسَتَقَرَّ الهناءة.. أنّ المَوَدّة التي تُهديها إليه.. وخَفض الجَناح الذي تَتَقَرَّبين به منه.. إنما هُم رَحِمٌ ثانٍ فيه يَتَكَوَّن.. وروحٌ تَدُبُّ في روحِه.. فَيَكبُرُ خَلقًا من بَعدِ خَلق..!

لله دَرُّك يا حَبيبة..!

أيتها المَخلوقةُ من روحٍ ومِسك.. أن هُديتِ ووُفِّقتِ لَما يجعله كذلك يَراكِ..!
أو تُدركين يا مَرفَأ السَّكَن.. ومُستَودَعَ السَّكينة.. ومُسَتَقَرَّ الهناءة.. 
أنّ المَوَدّة التي تُهديها إليه.. وخَفض الجَناح الذي تَتَقَرَّبين به منه..
إنما هُم رَحِمٌ ثانٍ فيه يَتَكَوَّن.. وروحٌ تَدُبُّ في روحِه.. فَيَكبُرُ خَلقًا من بَعدِ خَلق..! 
فيَكسو وَهَنٌ تَتَكَلَّفُه لأَجلِهِ حُبًّا وكَرامَة.. صَلابَتَه رَحمة.. وشِدَّته لينًا.. وتَأخذ بِلجامِ فَرَسَه العائد للدِّيار.. 
رغبةً إلى ديباجِ ملاذِه الآمِن.. وطَمَعًا في إغفاءَةٍ وادِعَةٍ مُطمَئنة.. بعدَ هَولِ المشاهد ونَقعها..
وزلزلة أرض النِّزالِ وقَرعِ سيوفها.. فَتُذهِبُ عنه وَعثاء السّفَرِ وقَسوة الطَّريق.. 
وتُؤنِسُ وَحشَةً في القلَبِ تَخشى محَطّات المُغادَرَةِ وبَريق علامات الوُصول..! 
وتُغدِقُ على الطِّفلِ القابِعِ بِداخِله.. بدفقاتٍ من إيمانٍ واثق.. وحنانٍ جارِف.. 
ويَقينٍ جازِمٍ في ما هو عَليه.. ما يَحلُمُ به.. 
وما حباه الله به لِيَصعَدَ مُصَوِّبًا عَينَيه نحو الجِنانِ المُرتَقى..!
فُتُعيدُه بما رُزِقَت به من حكمة مَخبوءَةٍ ومَحَبّةٍ لؤلؤية الطابِع.. 
كأَنَّما خُلِقَ لِتَوِّه.. مَوفورَ الحُبِّ والقُوّةٍ والشَجاعة .. 
تَلتَمِعُ عَيناه وروحَه كأن لَم يلقَ بأسًا بالأمس.. 
ويَنبِضُ قلبه بما لا تَصفه كلماتٍ أو أحرف..
عرفانًا لتلك التي كانَت لَه جَنَّةً جُمِعَت في امرأة.. 
رَفيقة وصديقةً.. أُمّا وطفلة.. أَمَةً وسَيِّدة.. فَطنت لِدَورها الذي له خُلِقَت.. 
ومَكامِن قُوَّتها التي بضعفها اقترنت..
وأنها من ضُلعِه خُلِقَت.. وأنهار الخُلد وبساتينها التي لِمِثلها ازَّيَنَت.. 
فهانَ عليها حَرّ كُلّ قائظ.. 
ومَشاقّ كُلّ عارِض.. 
ولازَمَت مهما تعاقبت الليالي.. 
ابتغاء الرضا السَرمَدِيّ.. 
مقالةً يَحدوها حُبٌّ وفعل.. 
في سَرّاء و ضَرّاء.. "لا أذوقُ غَمضًا حتى تَرضى"..! 

بسمة موسى

مهتمة بالقراءة في مجالات مختلفة والمجال الأدبي خاصة بفروعه المختلفة

  • 4
  • 0
  • 3,900
المقال السابق
وأَنتِ يا طالِبةَ وِداده..!
المقال التالي
كَإناءٍ من الفُخار

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً