قبل أن تدوسنا الأقدام .. !

منذ 2010-04-24

إن الآثار السلبية للممارسات الغادرة الأمريكية اليهودية لا تقتصر على موقع الحدث فحسب؛ بل تتعدى إلى شخصيات وعقول الآلاف من الشباب المسلم في كل أرجاء العالم الإسلامي الذين يرون ما يحدث اعتداء عليهم وإهانة لدينهم واستخفافًا بوجودهم.

 

 
كل الناس تصرخ إزاء الغطرسة اليهودية في فلسطين!
والاستخفاف بمليار مسلم، بكل مقدراتهم، ومؤسساتهم، وإمكانياتهم !
لا يفصل بين استشهاد الرنتيسي -رحمه الله- واستشهاد أحمد ياسين -رحمه الله- سوى بضعة أيام!
وكلتا العمليتين تمت في وضح النهار، باغتيال سياسي سافر متبجح لا يستحي، ولا يتستر.

لقد افتخرت الإدارة الإسرائيلية بهذا النجاح.
وعقبت الإدارة الأمريكية بما يشبه التهنئة.
ظن بعض المحللين مع سقوط الاتحاد السوفيتي أن يضعف التحالف الأمريكي اليهودي!
لكن جاءت فرصة ما سمي بـ "الإرهاب الإسلامي" المزعوم؛ لتعيد للتحالف وهجه ورسوخه، وتؤكد أنه استراتيجية دائمة، وليس تكتيكًا مؤقتًا.
وأمام هذا العدوان السافر.. والوجه الآخر له، المتمثل بممارسة قوات التحالف في العراق، واستخفافها بحياة الناس، وجرأتها على القصف الأعمى لكل شيء تشتبه فيه، وهي تعمل في ميدان تجهله، وكل شيء فيه محل اشتباه ...، مما ضاعف خسائر الناس، وأوقع آلاف الإصابات في النساء والأطفال والإعلاميين، فضلاً عن غيرهم.

أمام هذا وذاك لا نلوم شباب الأمة ورجالها ونساءها حين يصرخون، ويبحثون عن الحل .
قطعًا .. لا أحد يرضيه الموقف، ولا أحد يقبل باستمراره.
والعقلاء أصبحوا في متاهة محرجة!
لا يدرون كيف الخلاص منها، وإنما يستخدمون العقاقير، والمسكنات لتهدئة الناس، أو مداواة أحزانهم وإحباطاتهم.
وأخشى أن نقبض ثمن هذه الإحباطات الحالية انتكاسات داخلية في العالم الإسلامي كله بعد فترة ليست بالطويلة.

هناك من يتفاقم معه الأمر، ولا يسمح له الواقع المر الذي هو فوق الاحتمال العادي ... بأن يفكر بطريقة عقلانية وهادئة، ولذا صارت فكرة الكثيرين أن خلط الأوراق مفيد مهما كان الأمر ..
وكأن شريحة من شباب الأمة تقول: لا وضع أسوأ مما نحن فيه ...؛ فليكن ما يكون.

إن الآثار السلبية للممارسات الغادرة الأمريكية اليهودية لا تقتصر على موقع الحدث فحسب؛ بل تتعدى إلى شخصيات وعقول الآلاف من الشباب المسلم في كل أرجاء العالم الإسلامي الذين يرون ما يحدث اعتداء عليهم وإهانة لدينهم واستخفافًا بوجودهم.
وقد لا تسعفهم رؤاهم الذاتية بصناعة خطة متكاملة للخروج المستقبلي من هذا المأزق.
فالاغتيال الذي يقع ليس اغتيالاً لأشخاص ورموز فحسب، بل هو اغتيال للسكينة والسلام والاستقرار النفسي للشباب المسلم في كل مكان.
وكأني هنا استرشد بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "مَا حَسَدَتْكُمُ الْيَهُودُ عَلَى شَىْءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى السَّلاَمِ وَالتَّأْمِينِ".
نعم، كانوا يحسدون المسلمين على التحية، والتحية ليست مجرد لفظ، بل نظام حياة وبرنامج لبناء العلاقة بين فئات المجتمع المسلم كافة، وهذا معلوم تمامًا.

إنهم يسعون في الأرض فسادًا، وسعيهم بالفساد في دنيا الإسلام متمثل في صناعة القلق والتوتر، ومحاربة الاستقرار في المجتمع المسلم؛ طمعًا في تحوله إلى ميدان مفتوح لعراك داخلي، على الصعيد الفلسطيني، والعربي، والإسلامي.
ومن الواجب أن نفكر جيدًا كيف نفوّت هذه المؤامرات الدنيئة من خلال صناعة الاستقرار والهدوء والطمأنينة لدى المسلم أيًّا كان، وتمكينه من أداء دوره المنتظر بطريقة صحيحة تحقق له إنجاز المسؤولية الربانية من جهة، وتزيل الاحتقان النفسي الناتج عن القهر والحرمان من جهة أخرى.

إن وسائل الإعلام هي إحدى القنوات المهمة التي يجب أن تكون (حقًّا) لكل مواطن، وبالتالي أن تكون أبلغ تعبير عن مشاعره وقناعاته وتطلعاته، وأن تواكب همومه وآلامه، وتنأى بنفسها عن مصانعة العدو الماكر، أو تنفيذ بعض برامجه لتخدير الشباب، وصرفهم عن الهم الجاد، إلى تأجيج الشهوة ومخاطبة الغريزة، وتهييج الجسد.
زد على هذا أن العالم الإسلامي يفتقر إلى برنامج للمستقبل على صعيد الدولة الواحدة، وعلى صعيد المجموع، بينما نحن في عصر التكتلات والقوى الضخمة.

هل نكون مخطئين إذا قلنا بأن الأمة تواجه انسدادًا حقيقيًّا وعجزًا عن الفعل، على الصعيد السياسي، فضلاً عن الاقتصادي أو التقني أو العسكري ... وأن المشكلة في أصلها ليست في العدو الخارجي بقدر ما هي في الافتقار إلى آلية جادة للبناء والمواجهة، مواجهة المستقبل بكل تحدياته، وليس فقط: مواجهة العدو المتغطرس.

إن الاتكاء على المبشرات مفيد بحد ذاته ، فهي نافذة إلى الأمل والتطلع لمستقبل مشرق ، ومن هنا يمكن توظيف النصوص الشرعية الواعدة لطمأنة الشباب المسلم وتهدئة مخاوفه .
ولكنها يجب أن تتحول إلى (برنامج عمل مفصل) للأفراد والجماعات والدول، بل للأمة كلها؛ فهذا المستقبل الموعود ليس منحة رخيصة للكسالى والقاعدين ، ولكنه فضل من الله ونعمة لأولئك الذين صبروا وصابروا ورابطوا ، والله مع المتقين .

 
المصدر: موقع جريدة الشعب المصرية

سلمان بن فهد العودة

الأستاذ بكلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم -سابقًا-

  • 2
  • 1
  • 3,967
  • الشافعى احمد

      منذ
    فضيله الشيخ الحبيب حسام فوزى جبر لقد تابعت الحلقه الماضيه يوم الاحد الماضى من خلال برنامج فى رحاب ايه والتى كانت بعنوان اتباع الهوى وقلت ان كل ذنب ومعصيه سببه اتباع الهوى بل الشرك والكفر بالله سببه اتباع الهوى واستشهدت بقوله سبحانه افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوه فمن يهديه من بعد الله افلا تذكرون فضيله الشيخ من اتخذ الهه هواه واصبح هواه هو الذى يامره وتحكم فيه بحيث اذا اراد الانسان وهوى شىء مالت اليه جوارحه وقلبه ونفسه فاذا هوى الخمور شربها واذا هوى المخدرات تعاطاها واذا هوى الكذب كذب واذا هوى السرقه سرق وهكذا اصبح حاله ودنياه ومعيشته ما هوى شىء فعله حتى اصبح الهوى رب والهه معبود اذا امر استجاب الانسان وقال لبيك فعباده الهوى واتخاذه اله ورب ان لم يكن حاله وهيئته بعباده الجوارح بالسجود والركوع فهو باطاعته وامتثال اوامره وحبه العظيم الذى طغى على حب من سواه فاصبح الهوى رب معبود باتباعه ومحبته وان لم يكن بالسجود والركوع له فان النصارى اتخذت رهبانهم وقساوستهم اربابامن دون الله كما حكى القران الكريم فهم لم يعبدوهم ولم يصلوا لهم ولم يدعوهم ولكن باتباعهم لهم وامتثال اوامرهم وطاعتهم عدهم الله اربابا لهم وهم عبيدهم فضيله الشيخ حسام بين العبد وبين ان يكون من عباد الله المخلصين ومن عباد الله المتقين والمحسنين والمقربين ومن اولياء الله الذين يدافع الله عنهم ويعلن الحرب على من عاداهم فبين هذا العبد لكى يبلغ هذه المنازل وهذه الدرجات عند الله بينه وبين كل هذا هو الهوى واتباع الهوى فاذا تبرء العبد وتخلص ووخالف وحارب هواه وجعل هواه ومراده على مراد الله واصبح هوى نفسه وميلها وحبها على ما يحبه الله ويرضاه فليس عليه بعد ذالك صعوبه ولا مشقه لكى يصل الى هذه المنازل والدرجات والقرب من الله فلا تجد ولا تسمع عن صحابى من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصتا المفربين من رسول الله امثال ابو وعمر وعثمان وعلى وابو عبيده وسعد وزيد وعبد الله بن عمر وغيرهم رضى الله عنهم لا تسمع ولا تقرا عن سيرتهم الا وتجد احوالهم كلها على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم اتباع قولى وفعلى وفى ماكلهم وفى مشربهم وفى عبادانهم وفى معاملاتهم وفى حتى تفكيرهم اهوائهم جميعا تجدها على هوى ما يحبه الله ورسوله حتى اصبح هوى النفس عندهم ومرادها هى صنم كسروه ورموبه فى البحر غير ماسوف عليه فاصبحت حياتهم ومعيشتهم وليلهم ونهارهم على مراد الله ومراد رسول الله صلى الله عليه وسلم شبر بشبر وخطوه بخطوه من غير ميل ولا زيغ ولا انحراف ولا بدع ولا اهواء لسان حالهم جميعا فى الكبيره والصغيره والعظيمه والحقيره سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك لانهم وجدوا فى ذالك النجاه والفلاح والفوز فى الدنيا والاخره فطردوا هوى انفسهم شر طرده وضربوا به عرض الحائط واقبلوا بقلوبهم وعقولهم وجوارحهم على مراد الله ومراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بحب جم واقتناع تام ورضى لانهم علموا وفهموا وفطنوا الى ان الله هو الحق وما جاء منه هو الحق فسلموا امرهم لله يفعل به ما يشاء فكانت عاقبتهم عندما خالفوا هواهم وحاربوه وعادوه وجعلوا هواهم على هوى مراد الله كانت عاقبتهم فى هذه الحياه الدنيا عز وتمكين ورفعه وسياده طوال حياتهم وما عشوا فى الدنيا فتحوا البلاد والامصار شرقا وغربا حتى وصلوا على حدود الصين اما فى اخرتهم ومؤواهم فى الاخره فقد بشرهم رسول الله بالجنه ونعيمها وزخارفها وزينتهاوالخلد فيها وهم لا يزالون يمشون على ارجالهم بين الناس و قال سبحانه ايضا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البريه جزائهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها ابد رضى الله عنهم ورضوا عنه ذالك لمن خشى ربه فبين العبد الصالح وبين كل العباد اجمعين هو اتباع الهوى فمن خالف وحارب وعادى هواه تجده عبد لا يوجد الا حيثما يحب الله ورسوله وتسمع منه كل ما يحبه الله ورسوله وعلى مراد الله ورسوله اما اذا اتبع هواه وسار وراء وهواه واتخذه الهه ففى الايه الكريمه التى من قبل جزائه وما سيفعل ويصنع الله به سيختم على قلبه وعلى سمعه وسيجعل على بصره غشاوه اى لاخير فيه ولا فى دنياه ولا معيشته وعاش دنياه مغضوب عليه مطرود من رحمه الله وفى الاخره من الخاسرين فما طال الدنيا ولا الاخره فمثله العدم كان خيرا له من الوجود وكل ذالك بسبب شؤم اتباع الهوى

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً