رثاء المسلمين

منذ 2016-05-02

رثاء بعد مجازر حلب الدموية

كـانوا رجـالًا ، فـما صِـرنا كـما كانوا *** فـالـيوم هُـنّـا ، ومـا ذَلّـوا ولا هـانوا
كُــنّــا أبــاطــرةَ الــدنـيـا وسـادتَـهـا *** فـاسـتـنْـوقتنا أحـابـيـشٌ وقُـطـعـانُ
كــم ارتـفـعنا عـلـى الـدّنيا بـهامتنا *** فـمُـرِّغَـت بــعـدُ هــامـاتٌ وتـيـجـانُ
أجــدادُنـا كَـتـبـوا بـالـعِـزِّ مَـجـدهـمُ *** ونـــحــن أمــجــادُنـا ذلٌّ وخُــــذلانُ

فــمــا لـمـؤتـةَ إلا مـعـشـرٌ نــجُـبٌ *** يَـــروي غـراسَـهـمُ وحـــيٌ وقُــرآنُ
ومــا كـمـثل سـيوف الله مِـن أحَـدٍ *** إلّا ســـيــوفٌ بِــنـصـر الله تــــزدانُ
فـأيَّ نـصرٍ يُـرجّي الـناكصون على *** أعـقـابهمْ ، فـكـأنّ الـقـوم عُـمـيانُ
فـانـظر إلـيـنا تَـجِـد مـا لا تُـسَرُّ بـهِ *** فــإنّـمـا نــحــنُ لـلـعُـبدانِ عُــبـدانُ

وإنّــمــا نــحــن أشــــلاءٌ مـمـزَّقـةٌ *** وبـأْسـنـا بـيـنـنا بــطـشٌ وطـغـيـانُ
سـيـوفُـنا لـــم تـكـنْ إلا لِـتـحصدَنا *** وروحُــنـا لِـخـصـومِ الــدِّيـنِ قُــربـانُ
مــا أسـلَـمَتْنا إلـى الأعـداءِ عـاديةٌ *** وإنّــمـا أسْــلـمَ الإخـــوانَ إخـــوانُ
ولا تُــقـامُ بــهـذي الأرض مـذبـحـةٌ *** إلّا لـنـا ، ثـمّ يَـطوي الأمـرَ نـسيانُ

لـو أنّـنا مِن بني الكُفرانِ لانتفضَتْ *** لــنــا عـروبـتُـنا ، واقــتـصَّ كــفـرانُ
فـهل رأيـتَ سوى أجسادِنا حُرِقَتْ *** وأُســقِـطَـتْ فـوقـنـا دُورٌ وجُـــدرانُ
وهل رأيتَ سوى أعراضِنا اغتُصِبَتْ *** والـغاصِبُ الـعِلجُ مـحمودٌ ، وجَذلانُ
صـبـياننا يُـتِّـموا ، هـذا إذا سَـلِمَتُ *** أرواحُـهمْ وبَـقيْ فـي القومِ صِبيانُ

فـابـكِ الـدّيـارَ الـتي دُكَّـتْ مـنابِرُها *** وخُـرِّبَـت ، ولـهـا بـالأمـس عُـمـرانُ
وقُــل لِـبَاكٍ مَـدى الأزمـانِ أنـدلسًا *** كــم تـسقُطُ الـيومَ أوطـانٌ وبُـلدانُ
أوّاهُ مِـــن أُمّــةٍ أضـحَـتْ مُـضـرَّجةً *** بـالـذلِّ ، والــذلُّ نُـقصانٌ وخُـسرانُ
مـلـيارنا كـغـثاء الـسيل مـا افـترقوا *** وهُــم إذا اجـتـمعوا عِــزُّ وسـلطانُ 

 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

عبد العليم محمود فرج حسن

مُعِيدٌ, بقسم الحديث وعلومه, بكلية أصول الدين والدعوة, بجامعة الأزهر بأسيوط

  • 13
  • 1
  • 13,455

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً