عَدوُّك وإن علاكَ، لكنه ليس إلهًا!
أبو فهر المسلم
لا حرج أبدًا:
في استحضار، القوة الهائلة، والهيمنة المُسلّحة لأعدائنا، والاعتراف بأنهم في الداخل والخارج؛ أشدّ منّا قوة، وأكثر جَمعًا!
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
لا حرج أبدًا:
في استحضار، القوة الهائلة، والهيمنة المُسلّحة لأعدائنا، والاعتراف بأنهم في الداخل والخارج؛ أشدّ منّا قوة، وأكثر جَمعًا!
ولا حرج كذلك:
في الاعتراف بسيطرة منظومتهم العالمية، على كلّ ثَغرٍ وثُقب، وكونهم قد أحكموا قَبضتهم، على مفاتح البلاد، وأرزاق العباد، واسترقّوا الجيوش والحُكام في كلّ واد!
ولكن لا تنسَ أبدًا:
أنهم ليسوا آلهة مُتفرّدين، ولا أربابًا قاهرين، ولا مالكِين مُتصرّفين؛ فيُعجِزون اللهَ ربَّ العالمين!
كم استعلَى مَن سبقهم.. فأذلَّهم الله وأعمى أبصارهم: {فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} [فصلت:15]؟!
كم تفاخروا بجمعهم وعتادهم.. فأخذهم الله بذنوبهم: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر:45].
فابدأ أنت فقط، في الطريق الصحيح، لجهاد هؤلاء، ولا تُغفِل قوتَهم!
وأيضًا.. لا تَظنّ بالله ظَنّ السوء؛ فتُعجزُك سَطوتُهم!
واسْتَعن بالله ولا تَعجز!
{فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد:35].
نَصر الله آتٍ لا مَحالة.. وكلّ آتٍ قريب!
فإمّا أن تَلحق برَكب أهل نصره وولايتِه.. وإلَّا خسرتَ وكنت من النادمين!
{وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} [النساء:73ْ].
وهاك بشرى الكريم.. فاقبلها وأبشِر: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:74].
وأحقّ القول، وأصدق الوعْد.. قولُ الله ووعدُه: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ . وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْض} [القصص:5-6].
فلا رادَّ لفضلِه.. ولا مُعقِّب لحُكمه.. ولا غالب لأمره!
فكُونوا حقًّا من أنصاره وجُنده.. يَهَبكم نصرًا وتمكينًا من عنده!