ومتى توقفت مذابحنا، أو جفت مآقينا؟!
- ذكروا أبناءكم أننا مستباحون منذ عقود عديدة، وأن الأمم قد تداعت علينا كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، وأن مجازرنا لم تتوقف، وأن دماءنا ما زالت تسفك، وكلما كدنا ننسى فاجعة جاءت أختها لتنكأ الجراح، وتهيج الآلام.
- ذكروا أبناءكم أننا مستباحون منذ عقود عديدة، وأن الأمم قد تداعت علينا كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، وأن مجازرنا لم تتوقف، وأن دماءنا ما زالت تسفك، وكلما كدنا ننسى فاجعة جاءت أختها لتنكأ الجراح، وتهيج الآلام.
- عرفوا أبناءكم بتلك المذابح وتاريخها، وأخبروهم أن لنا ثأرًا ودماءً غالية لن تضيع هدرًا ولن تذهب سدى.
- أخبروهم أننا لهواننا وضعفنا وقلة حيلتنا وحبنا للدنيا وكراهيتنا للموت لم نفعل شيئًا، وإنما استسلمنا استسلامًا مخزيًا، وفقط كلما حدثت مجزرة أو حلت مصيبة، ولولنا ونحنا، وبكينا كالنساء دمًا مستباحًا لم نهب لنصرته كما ينبغي أن يفعل الرجال، أو كتبنا عدة منشورات لنفرغ بها شحنة الغضب والأسى، ثم عدنا بعد أيام لننسى ذلك كله، ولننشغل بالدنيا ونتنافس فيها.
- حفظوهم أسماء تلك المذابح، واطبعوها في ذاكرتهم، لعلهم يومًا يكونون أكثر منا رجولة وصبرًا وصمودًا، وجهادًا: دير ياسين، وتل الزعتر، وبحر البقر، وصابرا وشتيلا، وقانا، وبيروت، وجنين، والفليبين، وأفريقيا الوسطى، وبورما، والهند، وكشمير، والبوسنة والهرسك، وسربرنيتسا، وتركستان، وأفغانستان، والشيشان، والحبشة، والصومال، والعراق، والجزائر، ومالي، وليبيا، وحماة، وحمص، ومضايا، ودير الزور، وحلب، و...، و...
- عرفوهم: من قتل، ومن شارك، ومن عاون، ومن مول، ومن خان، ومن تآمر، ومن خذل!
- وأخيرًا أفهموهم أن القائمة ما زالت مفتوحة، وأن المشانق منصوبة، والمجازر في الطريق -إلا أن يشاء الله شيئًا- والأيام دول، والجزاء من جنس العمل، وعاقبة خذلان المسلمين وخيمة، ورب أهل بلد باتوا في أمن وعافية ثم تقلبت بهم الأحوال، وأذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون، ولن ينتهي ذلك كله إلا إذا ظهر وكثر أولئك الرجال، الذين جمعوا صحة المعتقد وسداد العمل، و{صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب من الآية:23].
- التصنيف: