فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: التفسير -
لا يصرف الضر ولا يدفع البلاء إلا هو سبحانه. الكل يوقن بذلك في داخلة نفسه إلا من فقد عقله، ولكن البعض يجحد ويتبع الهوى والبعض يصدق ويتبع مراد الملك سبحانه وهذا الصنف هو الموفق بإذن الله.
ولكل من اتبع هواه فعبده من دون الله فاتخذ منهجاً غير منهجه أو حارب شريعته أو تقرب لولي أو قبر أو صنم ....إلخ.
يا هذا: كيف حالك إذا ما عاينت العذاب يوم القيامة؟
من سيصرفه عنك؟
ها سيصرفه هواك؟
هل سيصرفه الولي؟
هل سيصرفه القبر؟
هل سيصرفه الحجر؟
لا راد لقضاء الله و لا معقب لحكمه و لا حول ول لا قوة إلا به سبحانه. قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} [الأنعام:40-41].
قال السعدي في تفسيره: "يقول تعالى لرسوله: {قُلْ} للمشركين بالله، العادلين به غيره: {أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أي: إذا حصلت هذه المشقات، وهذه الكروب، التي يضطر إلى دفعها، هل تدعون آلهتكم وأصنامكم، أم تدعون ربكم الملك الحق المبين.
{بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} فإذا كانت هذه حالكم مع أندادكم عند الشدائد، تنسونهم، لعلمكم أنهم لا يملكون لكم ضرًا ولا نفعاً، ولا موتًا، ولا حياة، ولا نشورًا.
وتخلصون لله الدعاء، لعلمكم أنه هو النافع الضار، المجيب لدعوة المضطر،فما بالكم في الرخاء تشركون به، وتجعلون له شركاء؟ هل دلكم على ذلك، عقل أو نقل، أم عندكم من سلطان بهذا؟ بل تفترون على الله الكذب؟