مع القرآن - وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ

منذ 2016-05-15

يا صاحبي: انتبه لهذه المعاني جيداً ثم لا تلومن إلا نفسك بعدها: كلما اتلبس الإيمان بظلم تهدد الأمن الحياتي في الدنيا وتزعزع الاهتداء الديني. وعلى قدر الظلم سواء أكبر أو أصغر يكون مقدار تصدع الأمن الحياتي والاهتداء الديني.

يا صاحبي: انتبه لهذه المعاني جيداً ثم لا تلومن إلا نفسك بعدها:

كلما اتلبس الإيمان بظلم تهدد الأمن الحياتي في الدنيا وتزعزع الاهتداء الديني.

وعلى قدر الظلم سواء أكبر أو أصغر يكون مقدار تصدع الأمن الحياتي والاهتداء الديني.

لذا كان فهم السلف لها تطبيقياً: كنت أرى أثر معصيتي في خلق دابتي وامرأتي.

يعلم أنه لما عصى تزعزعت حياته وأن هذا التزعزع هو من عند نفسه وهو أثر للمعصية

و العكس بالعكس: كلما اقترب الإيمان من الكمال كلما اقتربت الحياة في الاسقرار الآمن واقترب الاهتداء من الكمال.

قال تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ . وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام:82-83].

قال السعدي في تفسيره: "قال الله تعالى فاصلاً بين الفريقين {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا} أي: يخلطوا {إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} الأمن من المخاوفِ والعذاب والشقاء، والهدايةُ إلى الصراط المستقيم، فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقًا، لا بشرك، ولا بمعاص، حصل لهم الأمن التام، والهداية التامة. وإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بالشرك وحده، ولكنهم يعملون السيئات، حصل لهم أصل الهداية، وأصل الأمن، وإن لم يحصل لهم كمالها. ومفهوم الآية الكريمة، أن الذين لم يحصل لهم الأمران، لم يحصل لهم هداية، ولا أمن، بل حظهم الضلال والشقاء.

ولما حكم لإبراهيم عليه السلام، بما بين به من البراهين القاطعة قال: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ} أي: علا بها عليهم، وفلجهم بها.

{نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} كما رفعنا درجات إبراهيم عليه السلام في الدنيا والآخرة، فإن العلم يرفع الله به صاحبه فوق العباد درجات. خصوصًا العالم العامل المعلم، فإنه يجعله الله إمامًا للناس، بحسب حاله ترمق أفعاله، وتقتفى آثاره، ويستضاء بنوره، ويمشى بعلمه في ظلمة ديجوره.

قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}.

{إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} فلا يضع العلم والحكمة، إلا في المحل اللائق بها، وهو أعلم بذلك المحل، وبما ينبغي له.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 3,037
المقال السابق
سفينة الله هي سفينة النجاة
المقال التالي
طريق إبراهيم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً