الكيان العاجز
منذ 2010-05-31
الطريقة الوحشية والدموية والعنف والإجرام الذي تعاملت به قوات الاحتلال الصهيوني مع المتضامنين القادمين عبر سفن أسطول الحرية المحملة بالمساعدات الإنسانية بهدف كسر الحصار عن قطاع غزة المحاصر منذ أربع سنوات؛ كشفت للعالم أجمع عن الوجه الحقيقي لهذا
الطريقة الوحشية والدموية والعنف والإجرام الذي تعاملت به قوات الاحتلال الصهيوني مع المتضامنين القادمين عبر سفن أسطول الحرية المحملة بالمساعدات الإنسانية بهدف كسر الحصار عن قطاع غزة المحاصر منذ أربع سنوات؛ كشفت للعالم أجمع عن الوجه الحقيقي لهذا الاحتلال، وأن ما مارسه على البحر هو ذاته ما يمارسه على البر يومياً، إنها دولة القراصنة واللصوص، تسرق الأرض والمقدسات، وتمارس القرصنة في البر والبحر والجو، عجيب أمر هذا الكيان، وحاله كمن يسوق نفسه للموت سوقاً، ويلقي بنفسه إلى التهلكة.
بقي الكيان ينافح عن صورته، ويحاول أن يظهر بمظهر الدولة الديمقراطية الوحيدة بالمنطقة، إلا أن رياح سفن الحرية جاءت على عكس ما أراد، ففضحته وكشفت للعالم أجمع عن الوجه القبيح للكيان، لم تكن سفن الحرية أول الريح التي تعصف بهذا الكيان وبمقومات بقائه، فلقد سبقتها ريح حرب غزة وما سبقها من مجازر حاول إخفاءها أو التبرير لها، لقد كانت تلك الحرب انتصاراً للشعب الفلسطيني وللأحرار في العالم كله، لم يفق الكيان من تلك الصدمة حتى جاءت عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي لتظهر صورة أخرى للكيان السارق والقاتل والمزور والفاشل في الأمن والاستخبارات والحرب، لن تكون ريح حرب غزة وريح سفن الحرية هي الأخيرة التي تعصف بالكيان، بل هي جزء من ريح مدمرة سوف تتوالى حتى يسقط الكيان.
المسؤولون الصهاينة اعترفوا بأنهم يخوضون حرباً إعلامية خاسرة أثناء دفاعهم عن موقف تل أبيب الذي يمنع دخول الأساطيل البحرية التي تحمل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بسبب الحصار الذي تفرضه على القطاع منذ الحسم العسكري عام 2007، أما شلومو درور المتحدث باسم وزارة الحرب الصهيونية فقد قال: "إننا متأكدون من شيء واحد وهو أننا سنخسر الحرب في كل الأحوال في الإعلام"، مضيفا "لا يهم ما نقوم به، فإذا سمحنا لهم (أسطول الحرية) بدخول غزة فسيتحدثون ضد إسرائيل، وإذا منعناهم فستكون الصورة سيئة أيضا".
اليوم ترتفع دعوات طرد سفراء الاحتلال من العواصم العالمية لا العواصم العربية فقط، اليوم ترتفع دعوات المطالبة بمعاقبة الاحتلال في كل مكان، اليوم تقاطع المنتجات الصهيونية في كل مكان، اليوم يجد الكيان نفسه في مواجهة أمام أحرار العالم لا الفلسطينيين أو المسلمين فقط، الكيان يدرك اليوم أن بقاء بعض القيادات السياسية المؤيدة له هنا أو هناك لا تكفي لحمايته وتأمين بقائه أمام خسارته للشعوب في كل مكان، يدرك الكيان اليوم أن ما لديه من عتاد وسلاح وقوة ليست كفيلة بحمايته، هذا الخوف والقلق والرعب الذي يعصف في قلوب الصهاينة يدفعهم لارتكاب مثل هذه الجرائم إنها سياسة يهودية عمياء ماضية {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ} [سورة الحشر، 2].
قبل يوم من عملية الهجوم أجرت إحدى القنوات مقابلة مع والدة أحد الأتراك المشاركين على متن أسطول الحرية وسألتها عن أمنيتها، فقالت تلك الأم: أتمنى أن ينال ابني الشهادة، حقيقة لا أعلم إن كان ابنها نال ما تمنت أم لا؟ ولكني أعلم كما تعلمون أن عودة تركيا إلى العالم الإسلامي سيكون لها الأثر الكبير، أمام عجز دولي وعربي في مواجهة قراصنة البر والبحر والجو ، وأمام تصاعد قوة المقاومة وقدرتها على التأثير والردع.
17/6/1431 هـ
المصدر: زياد المشوخي - موقع المسلم
- التصنيف:
الشافعى احمد
منذ