إسرائيل وسفن الحرية.. جريمة تليق بمرتكبيها

منذ 2010-06-01

إنّ هؤلاء الجنود عندما رفض نشطاء السلام على متن سفن الحرية الاستسلام لهم، قاموا بإطلاق النار عليهم رغم أنّهم عزل من أي سلاح. ويتوقع أن يكون لهذا المسلك عواقب وخيمة على جيش الاحتلال في أي مواجهة مسلحة قادمة..


ما زال الغموض يحيط بكثير من تفاصيل وملابسات الهجوم الإسرائيلي الإجرامي الذي استهدف صباح اليوم الاثنين سفن "أسطول الحرية"، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من نشطاء السلام الذين استهدفوا كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، الأمر الذي تسبب في إطلاق موجة واسعة من الانتقادات والإدانات شملت العديد من عواصم العالم، كما يتوقع أن تشهد الأيام المقبلة عدّة تحركات عبر المؤسسات الإقليمية والدولية المعنية بالأمر، لاتخاذ مواقف جماعية تجاه ما حدث، خاصة أن الهجوم وقع في المياه الدولية، واستهدف رعايا ينتمون إلى 40 دولة، ومن بينهم برلمانيون ونشطاء سلام دوليون.


وفي الإجمال، فإن هذه التحركات، ورغم ما قد يصاحب بعضها من صياغات إنشائية رنانة وقوية، تعدّ مجرد "إبراء ذمة" من جانب أصحابها، خاصة في أوروبا؛ إذ إنه ليس هناك مَن هو على استعداد لمحاسبة إسرائيل وفقًا لحجم الجريمة التي اقترفتها، وربما تكون تركيا هي الاستثناء الوحيد، حيث تشير التقارير الأولية إلى أن معظم الضحايا من مواطنيها، كما أن بعض سفن الأسطول كانت تحمل العلم التركي، فضلاً عن أن الشارع التركي معبأ بشدة ضد إسرائيل منذ العدوان على غزة نهاية عام 2008، وهو أمر لا تستطيع حكومة الطيب أرودغان تجاهله وهي تصوغ ردّ فعلها تجاه الجريمة الإسرائيلية، وإن كان عليه في نفس الوقت أن توازن بين ذلك وبين حسابات البراجماتية السياسية، المتعلقة بنفوذ اللوبي الصهيوني في أمريكا وأوروبا، ومدى قدرته على إلحاق الضرر بمصالح تركيا عبر العالم.
 
 
مؤشرات أساسية
 
وبشكل عام فإن المواقف وردود الفعل الأولى على الهجوم يمكن أن نستشفَّ منها عدة مؤشرات قد تساعدنا على فهم ما حدث، والتنبؤ بمسارات الأفعال والتحركات المتوقعة خلال الساعات والأيام المقبلة، وذلك على النحو الآتي:
 
أولاً: إنّ تركيا باتت اللاعب الرئيس فيما يتعلق بالملف الفلسطيني شعبيًا، حيث تعتبر مواقف أنقرة هي الأكثر قربًا من نبض الشارع العربي والإسلامي، ولذا فإنّ أنظار المواطنين العرب، وحتى المراقبين والمحللين، توجهت فور وقوع الجريمة الإسرائيلية صوب أنقرة، وليس تجاه أي عاصمة عربية، حيث يتوقع الجميع أن يكون موقف تركيا هو الأقوى. ومن اللافت أنّ إسرائيل باتت تدرك هذه الحقيقة حيث سارع مسئولوها لفتح قنوات اتصال عاجلة مع المسئولين الأتراك لاحتواء الموقف قدر الإمكان. وحتى الآن فإنّ ردود الفعل التركية شملت استدعاء سفيرها في تل أبيب واستدعاء سفير إسرائيل في أنقرة لنقل رسالة احتجاج شديدة إليه، كما سافر وزير الخارجية التركي إلى نيويورك للدعوة إلى اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة، ويتوقع أن يكون هناك مزيد من الخطوات الانتقامية التركية.

ثانيًا: إن جريمة اليوم تؤكد أن تصاعد الضغوط يجبر إسرائيل على اقتراف الأخطاء الفادحة، فما حدث ضد نشطاء السلام يعد خطأ فادحًا ستدفع إسرائيل جراءه ثمنًا باهظًا من سمعتها على الساحة الدولية، مع الأخذ في الاعتبار أن الضرر الذي ألحقته حرب غزة بصورة إسرائيل مازال عالقًا في الأذهان حتى الآن. ويفاقم من الضرر هذه المرة أن الهجوم وقع في المياه الدولية واستهدف نشطاء سلام عزل، ينتمون إلى نحو 40 جنسية، وهو ما يفتح جبهات عدة يجب على الاحتلال الإسرائيلي التعامل معها، وقد أقدمت- حتى الآن- كل من اليونان وإسبانيا والسويد والنرويج والدنمرك ومصر والأردن على استدعاء السفير الإسرائيلي لديها لإبلاغه احتجاجها. ولذا فإن الدرس الأول المستفاد من تلك الجريمة هو ضرورة تصعيد الضغوط ضد إسرائيل، وعدم الاستخفاف بتأثير أي خطوة تلحق الضرر بصورة إسرائيل في العالم مهما بلغت رمزيتها؛ لأن التأثير التراكمي لهذه التحركات أمام بالغ الأهمية.
 
 
سمعة زائفة
 
ثالثًا: إنّ السمعة الأخلاقية لجيش الاحتلال الإسرائيلي أصبحت "مزحة ثقيلة"، لا يجرؤ حتى الإسرائيليين أنفسهم على التلويح بها، والفضل في ذلك يعود لله تعالى ثم للمقاومة الفلسطينية، التي أجبرت جنود الاحتلال على خوض معارك حقيقية، وليس مجرد نزهة لاستعراض العضلات كما كان يحدث في السابق، وقد أدّى ذلك إلى أن الجندي الإسرائيلي أصبح أقل ثقة في نفسه، مما يجعله أكثر ميلًا للاستخدام المفرط لكل ما يحمله من أسلحة فتاكة بغض النظر عن حجم وطبيعة الهدف الذي يواجهه.

ولذا فإنّ هؤلاء الجنود عندما رفض نشطاء السلام على متن سفن الحرية الاستسلام لهم، قاموا بإطلاق النار عليهم رغم أنّهم عزل من أي سلاح. ويتوقع أن يكون لهذا المسلك عواقب وخيمة على جيش الاحتلال في أي مواجهة مسلحة قادمة؛ لأن الجيش الذي لا يتحكم جنوده في أفعالهم يتحول إلى مجرد عصابات للقتل، وهناك شكوك جدية في قدرته على تحقيق انتصار عسكري منظم.
 

رابعًا: إنه لم يَعُد هناك من يراهن على موقف عربي فاعل ضد إسرائيل، بل إن هناك من العرب من باتَ يدير علاقته مع إسرائيل بمعزل تمام عن الملف الفلسطيني، بمعنى أن هذه العلاقة لا تتأثر بما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين، ومن المفارقة هنا أن قطر التي سارعت بالتنديد بالجريمة الإسرائيلية بعبارات رنانة، كانت تستضيف في ذات الوقت وزير الصناعة الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر للمشاركة في مؤتمر اقتصادي بالدوحة، رغم سجل الرجل الدموي ومجازره الشهيرة ضد الأسرى المصريين في حرب يونيو 67. ولذا فإنه يتوقع في الأيام المقبلة أن يلتحق العرب بالمواقف التركية، دون أن تكون لديهم رؤية مستقلة للتحرك أو الفعل، وليس هناك من يتوقع أو يراهن على سحب سفراء أو قطع العلاقات مع إسرائيل.
 

خامسًا: إنّه في ظل الاختلال الرهيب في موازين القوة بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، والتخاذل العربي عن اتخاذ موقف تضامني فعال، يجب على الفلسطينيين ومناصريهم التحرك بقوة في الأوساط الشعبية العالمية، لجذب المؤيدين وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، فورقة الرأي العام العالمي أصبحت في غاية الأهمية، ليس طبعًا لتحرير الأرض، وإنّما في توضيح الحقائق وحرمان الإسرائيليين من احتكار الحديث لوسائل الإعلام والنخب في العالم، خاصة أن إسرائيل تشهد في السنوات الأخيرة صعودًا قويًا لقوى اليمين المتطرفة، ما يسهل كثيرًا من مهمة الفلسطينيين ومناصريهم.
 
 
الاثنين 17 جمادى الآخرة 1431 هـ - الموافق 31 مايو 2010 م
 
Editorial notes: - المقاومة الحقيقية التي تتبنى القضية الفلسطينية هي المقاومة الإسلامية داخل فلسطين، أما الإدعاءات التي يقوم بها حزب حسن نصر اللبناني، ما هي إلا مظاهر خداعة لخدمة أهداف إيرانية رافضية لها أجندتها بالمنطقة ولا تعمل إلا لتحقيق أهدافها الخاصة، والله المستعان .

- الحل الأوحد للقضية الفلسطينية هي مقابلة الاعتداء الصهيوني والاحتلال الغاشم بالجهاد الإسلامي الحقيقي، وليس التنديد والاستنكار والشعارات، فليس من سبيل سوى الجهاد لاسترداد الحق، وما أخذ بقوة لن يعود إلا بقوة، قال تعالى : {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} [الأنفال:60].
المصدر: مصطفى عياط - موقع الإسلام اليوم
  • 0
  • 0
  • 4,533
  • الشافعى احمد

      منذ
    لقد قلت ان المسلم فى زماننا هذا لايساوى ثمن سيجاره فالغضب يعمى صاحبه ويجعله مثل الاعمى واقول الان واقسم بالله ان طفل مسلم واحد يوحد الله ويذهب الى المسجد مع الاطفال يصلى فى الصف الاخير هو عند الله سبحانه وتعالى اكرم من ملوك ورؤساء واشراف العالم اصحاب العظمه والفخامه الذين يحاربون الله ويعلنون الحرب عليه وعلى شريعته وعلى رسوله وعلى عباده الموحدين المؤمنين به وبرسالته وبينى وبينكم كتاب الله يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم فطفل مسلم يلعب فى الشارع عندى برقاب كل هؤلاء العظماء من مشرق الارض الى مغربها الذين قال فيهم سبحانه الذى خلقهم واوجدهم وهو سبحانه اعلم بمن خلق انما المشركون نجس اى اوباما على جورج بوش على نتنياهو وساركوزى وهذا وهذا انجاس عند الله وقال الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله فى تفسير هذه الايه انهم ليسوا متصفين بالنجاسه بل هم النجاسه نفسها فانا لا احب جلد الذات ولا احب من يقنط الناس من رحمه الله وفرجه ولا يهبط من روح المسلمين ومن عزيمتهم ابدا ابدا بل احب دائما الفال والبشر والامل مهما كانت الظروف قاسيه وهذا ليس فكرى ولا علمى ولا ثمار افكارى بل هذا دين وشريعه من خالفها فهو اثم ومذنب ومن قال هلك القوم فهو اهلكهم او اهلكهم واعوذ بالله ان اكون سبب فى هلاك احد فالاسلام ينتصر وينصره الله ويعز اهله ولو كانوا اثنين او ثلاثه وسط قرى كامله مثل نبى الله لوط بيته البيت الوحيد فى كل القرى التى من حوله كان مؤمنابالله قال سبحانه فما وجدنا غير بيت من المسلمين هو و هو ابنتيه او ثلاث بنات فقط والكل يحاربهم والكل عدو لهم قفون ضددهم ومع ذالك والكل يمكر بهم ويدبر لهم ويخطط لهم نجاهم الله منهم ومن كيدهم ثن جعل عاليها سافلها على كل القرى التى من حولهم بقدرته وقوته وسلطانه سبحانه وتعالى وقصص القران عبره وعظه لنا ولكل من يقراها فانا لااحب اقنوط ومن يقنط الناس ويياسهم ويدمر نفوسهم ويحبطها وهو جالس فى مكانه ولكنها كانت ساعه غضب فالاسلام عزيز وسيظل عزيز والمسلمون اعز واكرم اهل الارض على الله حتى ولو كانوا يقتلون ويذبحون فمن عاش منهم فحياته فى عز الطاعه وشرف العبوديه لله الواحد ومن مات منهم اوقتل فالى رحمه الله و جنه عرضها السموات والارض وهؤلاء وكل اعدائهم ومن على دينهم وملتهم من عاش منهم فحياتهم فى غضب الله وطرد من رحمته لا بركه فيها منزوعه البركه ومن مات منهم او قتل فالى عذاب الله وسخطه وما لا عين رات ولا خطر على قلب بشر من العذاب والنكال فبئس حياتهم كانت وبئس مصيرهم ومثواهم خالدين فيها ابدا لا يخفف عنهم العذاب ولا هم منها مخرجون فضيله الامام صالح ال طالب ذرات التراب التى تمشى عليها فى المسجد الحرام عندى بالف من اوباما وامثاله

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً