علو الهمة في الذكر وتلاوة القرآن
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم.
الذكر زيّن الله به ألسنة الذاكرين.. كما زيّن بالنور أبصار الناظرين.
• قال الحسن البصري رحمه الله: "تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وقراءة القرآن".
• قال ذو النون رحمه الله: "ما طابت الدنيا إلا بذكره، ولا طابت الآخرة إلا بعفوه، ولا طابت الجنة إلا برؤيته".
لنا أحاديث من ذكراك تشغلنا *** عن الطعام وتلهينا عن الزاد
• الذكر يجمع على العبد ما تفرق من همته وعزيمته.. ويفرق ما اجتمع عليه من الهم والغم والذنوب والخطايا.. ويقرّب إليه الآخرة.. فلا يزال المرء يلهج بالذكر حتى كأنه حضرها.
• قيل لبعضهم: إذا قرأت القرآن هل تحدّث نفسك بشيء؟
فقال: أو شيء أحب إلي من القرآن حتى أحدّث به نفسي.
• قيل لذي النون رحمه الله: ما الأنس؟ قال: "العلم والقرآن".
• قال محمد بن واسع رحمه الله: "القرآن بستان العارفين فأينما حلّوًا منه حلّوًا في رياض نضرة".
• قال بعض العلماء: "هذا القرآن رسائل أتتنا من قبل ربنا عز وجل، نتدبرها في الصلوات، ونقف عليها في الخلوات، وننفذّها في الطاعات".
• كان مالك بن دينار رحمه الله يقول: "يا حملة القرآن، إن القرآن ربيع قلب المؤمن، كما أن الغيث ربيع الأرض".
• قال وهيب بن الورد رحمه الله: "رحم الله أقوامًا كانوا إذا مرّوا بآية فيها ذكر للنار فكأنّ زفيرها في آذانهم".
مَنَعَ الْقُرَانُ بِوَعْدِهِ وَوعِيدِه *** مُقَلَ الْعُيُونِ بِلَيْلِهَا لاَ تَهْجَعُ
• تلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيها اللسان والعقل والقلب فاللسان يصحّح الحروف، والعقل يفسر المعاني، والقلب يتعظ وينزجر ويتأثر. فاللسان يرتل، والعقل يترجم، والقلب يتعظ.
• قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم".
• قال ثابت البناني رحمه الله: "كابدت القرآن عشرين سنة، وتنعمت به عشرين سنة".
• قال مالك بن دينار رحمه الله: "ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله".
• قال أبي المهلب رحمه الله: "كان أبيّ بن كعب يختم القرآن في ثمان".
• قال ابن مسعود رضي الله عنه: "ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون".
• عن إبراهيم رحمه الله قال: "كان الأسود النخعي يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال".
• قال أبو إسحاق رحمه الله: "إن أبا عبد الرحمن السلمي كان يُقرئ الناس في المسجد الأعظم أربعين سنة".
• وقال أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله: "أقبلت على زيد بن ثابت فقرأت عليه القرآن ثلاث عشرة سنة".
• لله در أهل القرآن: "كم أنسُوا بكتاب ربهم، وعلموه غيرهم".
وما أحسن قول الشاعر:
جَزَى اللهُ بِالْخَيْرَاتِ عَنَّا أَئِمَّةً *** لَنَا نَقَلُوا القُرْآنَ عَذْباً وَسَلْسَلاَ
• قال سلام بن أبي مطيع رحمه الله: "كان قتادة بن دعامة يختم القرآن في سبع، فإذا جاء رمضان ختم كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة".
• قال الأوزاعي رحمه الله: "كان حسان بن عطية إذا صلى العصر يذكر الله تعالى في المسجد حتى تغيب الشمس".
• قال الأعمش رحمه الله: "كان يحيى من أحسن الناس قراءة، وكان إذا قرأ لم تحس في المسجد حركة، كأن ليس في المسجد أحد".
• عن ابن فضيل عن أبيه رحمه الله قال: "كان أبو إسحاق السّبيعي يقرأ القرآن في كل ثلاث".
• قال الإمام النووي عن محمد بن عبدالله الأودي رحمه الله: "متفق على إمامته وورعه وعبادته، قال لابنته حين بكت عند حضور موته: لا تبكي، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة".
• قال حسين الكرابيسي رحمه الله : "بتّ مع الشافعي ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله، ولا بآية عذاب إلا تعوّذ، وكأنما جمع له الرجاء والرهبة جميعًا".
• يقول عبد الله بن أحمد عن أبيه الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: "كان يقرأ القرآن كل يوم سبعًا، يختم ذلك في كل سبعة أيام".
• قال الجنيد رحمه الله: "العبادة على العارفين أحسن من التيجان على رؤوس الملوك".
• قال زكريا بن دلوية رحمه الله: "كان أحمد بن محمد القطان إذا جلس بين يدي الحجام ليحفي شاربه، يسبح، فيقول له الحجام: اسكت ساعة.. فيقول: اعمل أنت عملك".
• قال محمد بن يحيى رحمه الله: "مرّ أحمد بن حرب بصبيان يلعبون فقال أحدهم: أمسكوا فإن هذا أحمد الذي لا ينام الليل. فقبض على لحيته وقال: الصبيان يهابونك وأنت تنام؟ فأحيا الليل بعد ذلك حتى مات".
• قال الحافظ عمر البزار عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وكان قد عُرفت عادته: لا يكلمه أحد بغير ضرورة بعد صلاة الفجر، فلا يزال في ذكر الله.. هكذا دأبه حتى ترتفع الشمس".
• قال فتح الموصلي رحمه الله: "المحبّ لا يجد مع حب الله للدنيا لذة، ولا يفتر عن ذكر الله طرفة عين".
إذا نسي الناس العهود وأغفلوا *** فعهدك في قلبي وذكرك في فمي
• عالي الهمة.. ينظر إلى عظم أجر الذكر، فيداوم عليه.
• من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا.. فليستوطن مجالس الذكر، فإنها رياض الجنة.
• ليس العجب من قوله: {فَاذْكُرُونِي} إنما العجب من قوله: {أَذْكُرْكُمْ} [البقرة من الآي:152].
{فَاذْكُرُونِي} بالتذلل {أَذْكُرْكُمْ} بالتفضّل.
{فَاذْكُرُونِي} بالرهبة {أَذْكُرْكُمْ} بتحقيق الرغبة.
{فَاذْكُرُونِي} بالتعظبم {أَذْكُرْكُمْ} بالتكريم.
{فَاذْكُرُونِي} بترك الأخطاء {أَذْكُرْكُمْ} بأنواع العطاء.
فيا نجيب القلب أسرع إلى نيل الدرجات.
مساعد بديوي
- التصنيف:
- المصدر: