الشيعة في نيجيريا (النّشأة والوسائل)

منذ 2016-05-22

أصبحت ظاهرة التشيع أو الرفض في نيجيريا قضية تشغل الرأي العام والخاص، وأصبح المهتمون بقضايا الأمة يتباحثون حولها في مجامعهم العلمية والدينية لمعرفة أسبابها، والوقوف على أبعادها في واقع الأمة الإسلامية، ويطرحون برامج متعددة لمواجهتها، والحد من انتشارها، وتوعية الناس من مخاطرها العقدية والأمنية.

المدخل:

أصبحت ظاهرة التشيع أو الرفض في نيجيريا قضية تشغل الرأي العام والخاص، وأصبح المهتمون بقضايا الأمة يتباحثون حولها في مجامعهم العلمية والدينية لمعرفة أسبابها، والوقوف على أبعادها في واقع الأمة الإسلامية، ويطرحون برامج متعددة لمواجهتها، والحد من انتشارها، وتوعية الناس من مخاطرها العقدية والأمنية.

وفي هذه العجالة إضاءة سريعة حول نشأة هذه الفرقة، والأسباب التي ساعدت على انتشارها، والوسائل التي سلكتها في سبيل نشر أفكارها وعقائدها بين المسلمين، ولا سيما العامة منهم.

أولاً: النشأة والتطور:

كانت بداية ظهور التشيع في نيجيريا بين طلاب المدارس والجامعات. الذين هم في الغالب يدرسون في تخصصات غير العلوم الشرعية كالطب والقانون، والاقتصاد وغيرها. قليل منهم من يدرس العلوم الشرعية؛ ولذلك كانوا قليلي المعرفة بالإسلام وتاريخه وعقائده، وسائر علوم الشريعة الأخرى، وإن كانوا من المتديّنين المحافظين على الصلوات المنخرطين في الدعوة والأنشطة الدينية التي عادة ما يقوم بها الطلاب في الجامعات والمدارس.

وهذا بطبيعة الحال ما جعل مثل هؤلاء الطلبة لقمة سائغة أمام الدعوات المختلفة، والتيارات العقدية والفكرية المنتشرة في البيئة الدراسية، وخصوصاً الجامعية.

ومن هذه التيارات التيار الشيعي الرافضي الوافد من إيران بعد ثورتها العارمة التي أطاحت بحكم الشاه محمد رضا البهلوي.

لقد كان من أهداف الثورة الإيرانية نشر المذهب الشيعي، فكانوا يوزعون المنشورات والكتب مجاناً، ويرفعون الشعارات البرّاقة اللمّاعة، من تأسيس الجمهورية الإسلامية، وتحرير المسجد الأقصى من أيدى اليهود، ومقارعة أعداء الله ورفع الظلم عن الشعوب المستضعفة، إلى غير ذلك من الشعارات البراقة التي خدعت كثيراً من شباب المسلمين قليلي الخبرة والتعليم، وألقت بهم في غياهب التشيع والرفض. وكان من بين هؤلاء المخدوعين شاب يدعى إبراهيم يعقوب الزكزكي.

الزكزكي وانتشار التشيع في نيجيريا:

برز اسم الزّكزكي في أوائل الثمانينيّات من القرن الماضي بعدما تخرّج في جامعة أحمد بللو بمدينة زكزك لرفضه أداء الخدمة الوطنية الإجبارية التي يؤديها خريجو الجامعات، زاعماً أن هذه الخدمة إنما هي في الحقيقة عبادة لصنم جديد اسمه "الوطن". وعلى الرغم من سوء الفهم وضيق الأفق الذى يدل عليه موقف الزكزكي هذا إلا أنه اكتسب بسببه شعبية واسعة ولاسيما في أوساط الشباب من طلاب الجامعات، وطلاب المدارس الذين تمتلئ قلوبهم بالحماسة الدينية مع قلة علمهم الشرعي؛ وأصبح إبراهيم الزكزكي بين عشية وضحاها يعد من قيادات الشباب الذين لهم ميل إلى التديّن والنّشاط الدّيني في نيجيريا.

كانت إيران في أثناء حربها الدامية مع العراق تدير حرباً إعلاميّة واسعة لاستمالة قلوب المسلمين، وكسب الرّأي العام الإسلامي إلى جانبها، وكانت تستضيف عدداً من الرؤساء والعلماء والزعماء وقيادات الطلاب والشباب من أنحاء العالم الإسلامي المختلفة لحضور المهرجان السنوي لذكرى انتصار الثورة الإيرانية.

تجنب الإيرانيون في اختيار من يستضيفونه من نيجيريا العلماء وأصحاب الثقافة الدينية، وركَّزوا على الشباب المتحمس ممن قلّت بضاعته في العلوم الشرعية وقلّت خبرته في الشئون الدنيويّة والمعيشيّة مثل إبراهيم بن يعقوب الزكزكي.

الذي وجدوه خالي الذهن من أبسط مبادئ الإسلام فأفرغوا فيه تعاليم التشيع وعقائد الرفض وبنوا شخصيته تدريجياً على مر السنين. بينما وجد الزكزكي هو الآخر أتباعاً متحمسين للإسلام، ولكنهم على غير علم، فاستلهاهم بشعارات الثورة الإيرانية البراقة، واستخف عقولهم بخطبه الحماسية في القضايا العامة، وخاصة السياسية. فكبُر الزكزكي في أعين هؤلاء الشباب السذَّج واعتبروه عالماً ربانياًّ مجاهداً، وإماماً معصوماً، يجب على جميع المسلمين اتباعه والانقياد لأوامره ونواهيه، ومن لم يفعل فهو خارج عن الإسلام وإن مات على ذلك مات ميتة جاهلية؛ لأنه مات على غير بيعة وعلى غير الجماعة!

وهنا شعر قلّة من العلماء والدّعاة بخطورة الموقف وتفاقم الخطر وخاصة بعد ما بدأ أتباع الزكزكي يخرجون في مظاهرات حاشدة في المناسبات الشيعيّة، مثل: يوم عاشوراء، والجمعة الأخيرة من رمضان التي جعلها قائد الثورة الايرانية آية الله روح الله الخميني يوماً لتحرير المسجد الأقصى والتضامن مع الفلسطينيين المضطهدين من قبل اليهود. وقد وقعت في بعض هذه التظاهرات اشتباكات مع رجال الشّرطة أدت إلى إصابات وخسائر في الأرواح والممتلكات. عندها هبّ بعض العلماء ينذرون بخطورة انتشار التشيع في نيجيريا، وينصحون الشباب بعدم الانخراط في حركة الزكزكي، وأن هذه الحركة قد تجرّهم الى اعتناق عقائد الرافضة المناقضة للإسلام. ولكن الرجل فيما يبدو قد بدأ يتقن فنّ "التقية" الذى هو أحد ركائز عقيدة الرافضة، فكان دائماً يطمئن أتباعه ويؤكِّد لهم بأنه ما يربطه مع حكام إيران وعلمائهم إلا الثورة، والجهاد، والنضال ضد قوى الاستكبار العالمي والطواغيت المحليين.

وهكذا ظل إبراهيم الزكزكي يستغل سكوت أكثر العلماء، ويكسب الأتباع وينشر تعاليم الشيعة وعقيدة الرفض طول الثمانينيات وصدراً من التسعينيات.

وظل الأمر كذلك إلى أن وقع حادث غيّر مجرى الحركة وتاريخها إلى الأبد، ذلك أن إحدى المجلات التى تطبع في إيران وتوزع مجاناً على القراء في نيجيريا وغيرها من البلدان، نشرت مقالاَ فيه نيل من الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه واتهام له بالكذب ووضع الحديث للخلفاء والسلاطين حرصاً على الدّنيا، فلم يستطع كثير من أتباع الزكزكي أن يتحمل ذلك، نظراً لما اشتهر به مسلمو نيجيريا من حب النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الذى اكتسبوه من عقيدتهم السنيّة العريقة، فهبّ هؤلاء وطالبوا الزكزكي بأن يدين هذه المقالة علناً وأن يعلن براءته من مذهب الرافضة، ولكن الرجل رفض، فكان هذا بمثابة تحقيق للاتهامات الموجهة إليه بأنه يعتقد الرفض ويمارس التقيّة.

ونتج من هذا الحادث أن انشقت طائفة من أتباع الزكزكي وكبار تلاميذه ومريديه، وأعلنوا البراءة منه، ومن مذهبه الشيعي، وذلك بعد مشاجرات واضطرابات داخل الجماعة ظلت سنين طويلة.

وفي سنة 1995 ميلادية انفصلت هذه الطائفة، وأسست تنظيماً باسم: (جماعة التجديد الإسلامي) بزعامة أحد تلاميذ الزكزكي المقرّبين لديه، وهو أبو بكر مجاهد. وبهذا خرجت جماعة الزكزكي من طور التقيّة إلى دور الإعلان بهويتها الحقيقية والجهر بعقائد الرافضة، من بغض أصحاب رسول الله وسبهم وتكفيرهم، واعتقاد تحريف القرآن الكريم، والقول بالأئمة الاثني عشر المعصومين، وغير ذلك من مقالات الرافضة المعروفة.

أسباب انتشار التشيع في نيجيريا:

إن جمهورية نيجيريا الاتحادية بلد سني لا يكاد يوجد به شيعي واحد قبل الثورة الإيرانية، وتصديرها لعقائد الرافضة إلى أنحاء مختلفة من العالم الاسلامي. والنيجيريون معروفون بحبهم الشّديد للنبي محمّد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم بمن فيهم أهل البيت وغيرهم. ومما يدل على ذلك الأسماء التى يتسمّى بها غالب سكان البلد؛ إذ لا يكاد بيت يخلو من اسم أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو غيرها من أسماء الصحابة.

فكيف وجدت الشيعة أرضاً خصبة في نيجيريا؟ وكيف استطاعت أن تنتشر هذا الانتشار الواسع في مدة يسيرة؟

إن هناك أسباباً ساعدت علي انتشار طريقة الرّفض في نيجيريا، نجملها فيما يلي:

السبب الأول والأهم: هو فشل العلماء فشلاً ذريعاً في قيادة الأمة وإرشاد الأفراد والجماعات، وتحصينهم ضدّ الفساد والبدعة وأنواع الضلال، والسير بهم على الصراط المستقيم، ولا شك أن هذه أهم وظائف العلماء في كل مجتمع مسلم، فلماذا عجز العلماء عن القيام بهذه الوظائف في نيجيريا؟

ولفهم هذا السبب لا بدّ من تقسيم العلماء في نيجيريا إلى ثلاث طوائف:

الطائفة الأولى: هي طائفة العلماء التقليديّين، وهي أكبر الطوائف وأعظمها احتراماً في نظر العامة، ولكن هذه الطائفة وللأسف قد تأخرت عن مواكبة التقدم العلمي والاجتماعي؛ وقصروا جهودهم العلمية في الفقه المالكي لا يتعدّونه إلي غيره من الفنون الإسلامية الأخرى، كالقرآن والتفسير والحديث والتاريخ وغيرها، وأصبح تأثيرهم محدوداً م لانعزالهم عن تطورات الحياة، وعن متابعة الأحداث والوقائع في المجتمع، وقليل جداً من يتمتع منهم بالنفوذ الواسع والكلمة المسموعة خارج محيطه، وهؤلاء القلائل هم أصحاب العلاقات بالأمراء ورجال السياسة، وليس لهم همّ في الغالب إلا تحقيق مصالحهم , والحفاظ على مراكزهم الاجتماعية؛ لذلك لم يكن أكثر العلماء من هذه الطائفة مؤهّلين لحمل أمانة العلم، والقيام بوظيفة العلماء العاملين من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وإحياء للسنة وإخماد للبدعة، بل إن كثيراً منهم يدعو إلى البدعة علناً ويدافع عن الطوائف المبتدعة، ويحارب كل من يدعو إلى إزالة البدعة وإقامة السنة. فلم يكن من المستغرب أن تنتشر بدعة التشيع تحت مرأى ومسمع هؤلاء العلماء، بل كثير منهم أسهم بطريق مباشر أو غير مباشر في انتشار عقيدة الرفض بين العامة وخصوصاً بين الشباب منهم.

وأما الطائفة الثانية: فهي تتكون من رجال الأعمال ومن خرّيجي الجامعات والمدارس وحملة الشهادات ممن تثقفوا بالثقافة العصريّة وتعلموا علوم العصر، ولم يتلقوا من علوم الإسلام إلا قليلا، فهؤلاء هم غالب من دخل في التشيع وكافح لأجل نشره والدفاع عنه.

ومما زاد الأمر خطورة أن رؤساء هذه الطائفة إضافة إلى جهلهم بالدين، فيهم نوع من الكبر والتعالي على عباد الله أدى بهم إلى التنطع والغلو والانغلاق على أنفسهم، وعدم قبول النصح وفهم يكيلون الشتائم والتهديدات لكل من يخالفهم من العلماء والأتباع على حد سواء. قصارى جهد أحدهم في الطلب أن يقف على بعض الكتيبات والمذكرات المترجمة إلى اللغة الإنجليزية.

وخير من يمثل هذه الطائفة هو إبراهيم الزكزكي نفسه، فهو مثال للغلو والاستعلاء واحتقار الآخرين، على قلة علمه الشرعي؛ فإنه يحمل شهادة " البكالوريوس" في الاقتصاد، ولم يُعرف له طلب للعلوم الإسلامية والعربية، لا في مدرسة تقليدية ولا عصرية، ولا كتب شيئا يعرف به علمه. وكل ما يعرف له خطبه ومحاضراته الطويلة المملة في التحليلات السياسية والتعليقات الصحفية والتهديدات والشتائم ضد الاستكبار العالمي والصهيونية والإمبريالية، والمخالفين له من المسلمين السنة وغيرهم ممن يجمعهم الزكزكي جميعا تحت عنوان "الطاغوت". . .

هذا حال الطائفة الثانية وهي كما ترى أصل كل البلية؛ وقد أصبحوا أصحابَ النفوذ العريض والكلمة المسموعة بفضل اتصالهم بالمؤسسات الرسمية وحسن استعمالهم لوسائل الإعلام؛ وبذلك استطاعوا أن ينشروا التشيع بين جمهور الناس على حين غفلة من العلماء.

وأما الطائفة الثالثة: فهم الذين جمعوا بين ثقافة الدين وثقافة العصر، بين العلوم الشرعية والعلوم العصرية المختلفة، ولهم فقه عميق بالواقع الذى نعيش فيه وإلمام قوي بالأوضاع الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والحضاريّة، وكذلك النظام الدولي القائم. وهؤلاء معظمهم من خرّيجي المدارس والكليات والجامعات في شتى الفنون العربيّة والاسلاميّة. وبعضهم تخرج في الجامعات الإسلامية في بعض البلاد العربية والإسلامية، مثل السودان ومصر والمملكة العربية السعودية وباكستان وغيرها. وأكثر هذه الطائفة - بتوفيق الله تعالى - من القائمين بالدعوة إلى السنة ومحاربة البدعة والرجوع بالأمة إلى منهاج السلف الصالح في فهم القرآن والسنة والتعامل معهما.

فرجال هذه الطائفة هم الذين تصدوا لطوفان الرفض في نيجيريا ووقفوا في وجهه، واستعملوا في ذلك كل الوسائل والأدوات المتاحة: فمنهم من استعمل طريقة الوعظ والدروس العامة في التلفاز والمذياع، ومنهم من استغل المنابر واتخذ من الخطب وسائل، ومنهم من سخر القلم واتخذ من الكلمة المكتوبة مطية توصله إلى غرضه، ولا تزال جهودهم تتواصل وإن كانت تفتقد النظام والمؤسسية.

وهناك أسباب أخرى ساعدت على انتشار التشيع في نيجيريا منها: كثرة الجهل وانتشاره وقلة العلم وانزواؤه؛ فإن مما ابتلي المسلمون به في كثير من الأقطار إعراضهم عن التفقه في الدين، وانصرافهم إلى العلوم المادية لطلب الدنيا؛ وهو ما فتح المجال أمام دعاة البدعة والضلال، وهيأ لمثل إبراهيم بن يعقوب الزكزكي أن ينشر التشيع وعقائد الرفض في البلاد.

ومنها: فصل الدين عن الدولة وهو من الكفريات التي فرضها الاستعمار على المسلمين فرضاً؛ وبذلك أمسى الدين بمعزل عن الحياة، لا سلطان له، وهذا ما أتاح الفرصة اللمتعالمين من أهل البدع أن ينشرو بدعهم، ويتكلموا في مسائل العلم بغير علم ودون رقيب ولا حسيب، وصار الدين حمى مستباحاً يلجه كل من هب ودب، ويتكلم فيه ويفتي من شاء بما شاء. أما الحكام فلا يهتمون بالدين إلا فيما يخدم مصالحهم السياسية، وكثير منهم يفضل التعامل مع المتعالمين والدجالين الذين يساعدونهم على تضليل العامة وإلجام أفواههم، وشراء ولائهم، . وهكذا ضاع الدين بينهم، وراجت سوق البدعة، وانتشرت الفرق الضالة، ومنها الرافضة البغيضة. تلك أهم أسباب انتشار التشيع في نيجيريا. . . [1].

ثانياً: وسائل نشر الرفض في نيجيريا:

الناظر في واقع أهل الرفض في نيجيريا يجدهم يتخذون سبلاً شتى، ويمارسون وسائل مختلفة في سبيل نشر مذهبهم بين الأمة المسلمة، وتتمثل هذه الوسائل فيما يلي:

1- الوسائل العلمية: منها:

♦ دروس في كتب الشيعة، كدروس زعيمهم إبراهيم الزكزكي، التي تنشر ا مقتطفات منها في صحيفة (الميزان)، ودروس الرجل الثاني في الحركة: يعقوب يحيى في ولاية كشنا، وهو أشدهم كشفاً لعقائد الشيعة، دون تقية، فإنه يصرح ولا يلوّح.

♦ نشر رسائل الأدعية الرافضية الشركية، وترجمة بعضها إلى اللغات المحلية، مثل: دعاء (ناد علياً)، ومختصر (مفتاح الجنان).

♦ نشر كتب ورسائل شيعية مترجمة إلى لغات محلية، كالهوسا.

♦ عمل المسابقات في الشعر والنثر، يتسابق فيها المشاركون من كُتّابهم وشُعرائهم وتقديم جوائز للفائزين فيها.

♦ نشر اللغة الفارسية في نيجيريا عن طريق البعثات التعليميّة إلى إيران، وعبر السفارة الإيرانية في العاصمة أبوجا. وقريباً عقد الملحق الثقافي للسفارة الإيرانية مؤتمراً لمناقشة موضوع بعنوان: (ما هي التحديات في تعلم اللغة الفارسية وثقافتها في المجتمع النيجيري)، وقد انعقد المؤتمر في جامعة لاجوس، بتاريخ 20/مايو/2009، وحضره بعض الأساتذة الجامعيين، وألقوا فيه محاضرات [2].

♦ تقديم المنح الدارسية للشباب للدراسة في معاهد وجامعات طهران، فقد أوفدوا بهذه الطريقة بعثات تعليمية، تخرج بعض طلابها ورجعوا إلى نيجيريا حاملين عقائد الرفض، ويعملون ليل نهار على نشرها في أوساط العامة.

♦ تستغل إيران الطلاب النيجيريين الذين لا يزالون يدرسون في معاهدها، بإيفادهم إلى بلاد الحرمين في أيام الحج، للقيام بدعوة الحجاج النيجيريين إلى التشيع في المشاعر وفي الخيام بمنى.

2- تلميع ما يسمى بـ"الثورة الإسلامية" في إيران وتمجيد زعماء الرفض:

من ذلك:

2 - تلميع الثورة الخمينية في إيران، وتمجيد رموزها، وكتابة المقالات، وإلقاء المحاضرات عنها في كل مناسبة.

♦ نقل ونشر خطابات آيات إيران، مثل المرشد آية الله (خامئني) وغيره، وترجمة خطبهم وكلماتهم في مناسبات عدة، ونشرها عبر جريدة (الميزان)، وفي مواقع الإنترنت التابعة لهم. كما يهتمون بنقل أخبارهم وزياراتهم ولقاءاتهم في إيران وفي غيرها.

♦ الاهتمام بشؤون إيران ونقل أخبارها، وتحليل سياستها الداخلية والخارجية، وتحركات ساستها وأخبارهم، بما يتفق مع المنهج الطائفي الرّافضي، ولا يتعارض مع توجهات آيات إيران ومواقفهم الدينية والسياسيّة.

♦ تغطية أخبار تحركات السّفير الإيراني في نيجيريا داخل ولاياتها، وترجمة كلماته في مناسباتهم الرافضية ونشرها، في مثل ذكرى وفاة الخميني ونحوها.

♦ تغطية تحركات زعيم الرافضة في نيجيريا إبراهيم يعقوب الزكزكي داخل نيجيريا بين ولاياتها ومدنها وخارج نيجيريا، وذلك بنشر أخباره في جريدة (الميزان) المطبوعة والإلكترونية.

3- الاحتواء باسم التقريب والوحدة. . وشراء الذمم:

ويتم ذلك بسلوك ما يلي:

♦ الدعوة إلى التقريب والوحدة بين السنة والشيعة، ويتم ذلك عبر إشراك علماء الطرق الصوفية في أنشطتهم، وبخاصة الموالد، ونشر جداول الفعاليات والمحاضرات التي يشارك فيها أولئك العلماء والدعاة الصوفية بأسمائهم في جريدتهم (الميزان).

♦ خصصّ الزعيم الرّافضي النيجيري إبراهيم الزّكزكي أسبوعاً كاملاً سَمّاه (أسبوع الوحدة) يتمّ فيه دعوة مشايخ الصّوفية للمشاركة فيه، وذلك بإلقاء المحاضرات حول هذا الموضوع، والهجوم على أهل السنّة والجماعة بالسبّ والشّتم، بتهمة أنهم العقبة الكؤود في طريق تحقيق الوحدة بين المسلمين.

♦ توزيع الهدايا لكل من تحمل اسم (فاطمة)، بمناسبة مولد فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ومساعدتها بأثاث البيت والأمتعة.

♦ محاولة إذكاء نار الفتنة والطائفية بين أهل السنة والجماعة وبين الصوفيّين، وإقناع الصوفيين بأن أهل السنّة والجماعة هم العدو المشترك للصوفيّة والرافضة، فيجب أن تتكاتف الجهود لمحاربتهم وتشويه سمعتهم، وعدم الإصغاء إلى ما يقولون عن الرّافضة باعتباره كذباً محضاً لا أساس له من الصحّة. ويحاولون إظهار القواسم المشتركة بينهم وبين الصوفيّة، مما يتصل ببعض الطقوس البدعيّة، والمعتقدات الشركيّة في الأولياء والصالحين.

♦ الخروج مع الصوفية في مظاهرات حاشدة باسم المولد النبوي، ورفع لافتات تحمل صور رموز الرّافضة، وصور شيوخ الطرق الصوفية في آن واحد، للإيهام بوحدة الهدف والموقف بينهم وبين الصوفية، ويجاهرون بلعن أهل السنة والجماعة واتهامهم ببغض النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته، وهوما جعل أهل البدع يقتبسون منهم هذه البدعة الجديدة، ليضيفوها إلى بدعة الموالد القديمة، فتراهم يخرجون في مسيرات ومظاهرات، الأمر الذي لم يكن يُعرف عندهم من قبل.

♦ زيارة بعض مشايخ الصوفية بمناسبة المولد، وتقديم الهدايا المادية والعينية لهم، وقد أثر ذلك في كثير من علماء الصوفية؛ فمالوا إليهم وسكتوا عن نقد عقائدهم، أو الطعن فيهم، وصاروا يبادرون إلى إجابة دعواتهم وحضور احتفالاتهم [3].

♦ محاولة احتواء بعض الأمراء التقليديين، وشراء ذممهم بالمال [4].

♦ حضور الشيعة الرافضة بعض احتفالات الصوفية بمناسبة موالد شيوخهم، كحضورهم الاحتفال بمولد الشيخ أحمد التجاني، والشيخ إبراهيم إنياس وغيرهما [5].

4- المؤتمرات والاحتفالات:

اتخذ الزعيم الرافضي النيجيري إبراهيم الزكزكي المؤتمرات والاحتفالات منبراً لإلقاء خطبه الطويلة المملة، يتكلم فيها بجهل بالغ، ويستعرض تاريخ ما يسميه بـ (الحركة الإسلامية) ونضالهم ضد الطواغيت، وما قاسوه في سبيل ذلك من اضطهاد وتعذيب وقتل وسجن، مظهراً فيها بطولاته، ونضاله الديني.

ومن خلال هذه المؤتمرات والاحتفالات يتحدث الزكزكي عن تاريخ بعض زعماء الشيعة وأئمتهم الاثني عشر، وما يزعم أنه قد نالهم من الظلم والبغي على أيدي الأمويين والعباسيين، وكل ذلك بجهل تام، وتضليل سافر، ومن هذه المؤتمرات:

♦ مؤتمرات خاصة بأبناء من يسمونهم "الشهداء"، (وهم الذين قتلوا في مصداماتهم مع الشرطة، أو في اشتباكاتهم مع المواطنين)، ويجري فيها جمع تبرعات من أتباع المذهب الرافضي لمواساة عوائل المقتولين.

♦ مؤتمرات خاصة بالنساء، في احتفال بمولد فاطمة الزهراء رضي الله عنها تجري فيها مسابقات ومحاضرات وعروض عسكرية، يتم فيها توزيع الجوائز والهدايا، وتكريم كل من اسمها فاطمة.

5- الوسائل المادية:

♦ استثمارات مالية بين الرافضة أنفسهم، وقد أسسوا ما سموه (منتدى التجارة) الذي يقوم على أساس عقدي رافضي، ويهدف إلى تقوية نفوذهم الاقتصادي.

♦ زيارة المرضى وأصحاب الاحتياجات الخاصة، وتقديم المساعدات المادية لهم، ونشر ذلك في صحيفتهم (الميزان).

♦ مواساة بعض المنكوبين، مثل زيارة أحد زعمائهم في كانو لسوق الصرافين، بعد أن هجم عليها اللصوص بالأسلحة وقتلوا بعض الشرطة [6].

♦ شراء ذمم علماء الصوفية ودعاتهم وبعض الأمراء التقليديين بالمال وغيره [7].

6- الوسائل الإعلامية:

♦ تركيزهم بشكل كبير على جريدة (الميزان)، التي تعد أقوى صوت إعلامي وسياسي لدعوة الرافضة في نيجيريا، وهي صحيفة تصدر باللغة الهوسا ذات الانتشار الواسع بين مسلمي نيجيريا، ويصدرون كذلك صحيفة (المجاهد) باللغة الإنجليزية إلا أنها غير منتشرة مثل جريدة (الميزان).

♦ إنشاء مواقع الإنترنت باللّغة المحليّة (الهوسا) وباللّغة الإنجليزيّة، مثل موقع (الحركة الإسلامية)، وموقع (الرّسول الأعظم)، وموقع جريدة (الميزان)، وغيرها. ويتمّ أحياناً نقل بعض المقالات المنشورة في هذه المواقع ونشرها في جريدة (الميزان) المطبوعة.

♦ شراء ساعات البث في وسائل الإعلام المحلية المرئية والمسموعة، لبث بعض دروسهم من تفسير القرآن وغيره، أو تقديم بعض البرامج الدينية باسم التقريب والوحدة بين المسلمين، ويُشرِكون فيها علماءَ ودعاة من الصوفية بمختلف طرقهم المبتدعة.

♦ نشر الأشرطة الصوتية التي تحتوى على ما يسمونه مدائح أهل البيت، وفاطمة رضي الله عنها، وفيها سب الصحابة تصريحاً وتلميحاً، وقد تسللت بعض هذه المدائح إلى بعض الإذاعات المحلية، التي تبثها من حين لآخر بجهل تام بمقاصدها ومحتوياتها الرافضية.

إن استغلال الشيعة لعواطف المسلمين لنشر عقائهم ليس بأمر جديد: قد استغل شعراء الشيعة وخطباؤها ما يسمى بمحن آل البيت في إثارة عواطف الناس واستجاشة مشاعرهم وإلهاب العواطف والنفوس، وتحريكها ضد الأمة ودينها.

وتُلمس في بعض ما وصلنا من "أدب" بعضُ الاتجاهات العقديّة عند الشيعة، وتُلمح المبالغة في تصوير ما جرى على أهل البيت من محن، واستغلال ذلك في نشر التشيّع، والطعن في الصحابة رضوان الله عليهم.

وقد أجهد رواد التشيع أنفسهم في نشر الخرافات والأساطير عن أئمتهم في ثوب قصصي مثير، أو في خطبة أو في شعر مبالغ في الغلو في مدح الأئمة.

ولقد تأثرت عقائد العامة وتصوراتهم، حتى أثر ذلك على عقيدة التوحيد عندهم فاتخذوا من الأئمة أرباباً من دون الله [8].

7- التمويه، والكذب، والافتراءات على أهل السنة:

♦ من ذلك إطلاق أسماء بعض الأعلام المحترمين لدى المسلمين على مؤسساتهم؛ لإيهام الناس بأنهم على مذهب الرفض والتشيع الغالي، فسموا كثيراً من مدارسهم باسم: (المدرسة الفودية) في ولايات مختلفة، نسبة ًإلى الشيخ المجاهد عثمان بن فودي الزّعيم الإسلاميّ الّذي قاد حركة التجديد فيما بات يعرف ببلاد (الهوسا). والرجل بريء من التشيع، وكُتبه كلُّها شاهدةٌ على ذلك، ناطقة به.

♦ في حال وقوع اعتداء من بعض أتباع الطرق الصوفية على أهل السنة، تقوم وسائل الإعلام الرافضية بنقل الأخبار الكاذبة حوله لمناصرة المتصوفة، وإظهار أهل السنة على أنهم هم الطرف المعتدي الظالم، كما حصل في مدينة (بيدّا) في ولاية نيجر، حيث اعتدى أتباع الطريقة التيجانية على أهل السنة، وأحرقوا بعض ممتلكاتهم، فرفع أهل السنة دعوى قضائية ضد التجانيين، فانحاز الرافضة إلى التجانيين ودعموهم بنقل أخباركاذبة وتشويه قضيتهم أمام الرأي العام. وتكرر نفس الموقف في ولاية بوثي فيما وقع من اعتداء الصوفية على جماعة إزالة البدعة وإقامة السنة.

♦ قلب الحقائق، والكذب على أهل السنة، من ذلك ما نشرته صحيفة الميزان [9] حول حادثة المدينة، وما جرى بين الرافضة ورجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فقد زعمت الصحيفة زوراً وبهتاناً أن رجال الهيئة هم الذين هاجموا الشيعة، والعارف بحقيقة ما جرى يدرك بوضوح أن هذا من أكاذيب الرافضة.

8- دعوى الكرامات والبطولات الزائفة:

♦ إظهار البطولة المزعومة لبعض زعاماتهم. من ذلك ما قامت به صحيفة (الميزان الأسبوعية) من نشر مقابلة أُجرِيت مع أحد زعمائهم يدعى: (يعقوب يحيى)، على هامش مؤتمر جالنغو، تحدث فيها عن معاناتهم إثر مظاهرة قاموا بها احتجاجاً على نشر صور رسومية مسيئةٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، نشرتها صحيفة (Fun Time) النيجيرية في عام 1991م، وكيف قامت الشرطة باعتقالات عشوائية شملت حتى النساء، وأُوقفوا لمدة أربعة أشهر.

♦ ادعاء كرامات لبعض المنتسبين إلى الرفض، للدّلالة على صحّة معتقدهم وسلامة طريقتهم، كما يقول الرجل الثاني في قيادة الحركة الرّافضية في نيجيريا يعقوب يحيى في تلك المقابلة المذكورة: أنهم عقب تلك المظاهرات التي قاموا بها أوقف كثير من المعتقلين في سجون الشرطة، لمدة أربعة أشهر، فأصيب أحدهم خلالها بالفالج، لكنه تعافى منه تماماً بسبب بركة الحركة الرافضية، ومات بعضهم - على حد تعبيره - ثم أحياه الله بعد يومين من وفاته، وعاش إلى أن، توفي هذا العام 2009م في حادث مروري، وكل ذلك ببركة رافضيته!!

9- محاولة اختراق بعض الكيانات الإسلامية، وتولىِّ مناصب إدارية مهمة في الجامعات والمعاهد العلمية:

♦ من ذلك اتحادات الطلاب المسلمين، فإنهم يحاولون فعل ذلك في بعض المعاهد التي ليس لأهل السنة فيها وجود كبير، فيظهرون التقيّة، ويدخلون في أنشطة اتحاداتها بقوة.

♦ كما أنهم في غالب الأحيان يعملون جاهدين ليتبوأوا مناصب كبيرة في بعض الجامعات والمعاهد الدينية، وكلّما تمكنوا من بعضها عملوا على استقطاب جماعتهم وإقصاء أهل السنة منها.

10- استمالة الساسة والأمراء التقليديّين:

لما كان أكثر السياسيين والأمراء التقليديين ليسوا من أهل العلم الشرعي ولا من طلابه، وبعض الساسة ليس لهم التزام حقيقي بالدّين، كان ذلك ثغرة كبرى استغلها الرافضة لجرهم إلى مستنقع الرفض، بعد إيهام الساسة منهم بأن لديهم (أي الرافضة) قوةً سياسيّةً لا يستهان بها، تزيد من فرص نجاحه في نضاله السياسي، فيؤيدهم، ويؤيد معتقداتهم بجهل وغرور.

هذه هي الوسائل العشر التي يتم من خلالها نشر الرفض والدعوة إليه في مجتمع نيجيريا، وكسب ثقة بعض الجهلة والمغرورين، وهي وسائل تحتاج إلى ما يضادها من برامج علمية ودعوية منظمة، وأولى من يقوم بهذا هم أهل السنة والجماعة، وهم الذين عُرفوا على مدى التاريخ بمنازلة فرق الضلال، وكسر شوكتهم، وحماية المسلمين من عقائدهم الزائفة. وهذا لا شك يحتاج إلى تكاتف جهود الجمعيات والمنظمات والعلماء والأفراد في الداخل والخارج، ويحتاج كذلك إلى إمكانية مادية وعلمية كافية، وهو أمر يتطلع إليه كثير من الدعاة والمصلحين، والجهود الآن قائمة إلا أنها لا ترقى إلى مستوى التحديات، وينقصها كثير من الخبرات والإمكانات المادية والعلمية، والله المستعان، وعليه التكلان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المراجع:

[1] راجع: بيان فساد عقائد الشيعة، للدكتور عمر محمد لبطو (ص92-125) .

[2] انظر: (جريدة الميزان، العدد 874).

[3] الميزان، العدد، 871، الصادر في 6 جمادى الأولى، 1430)، والعدد:867، الصادر في 9 ربيع الثاني، 1430هـ.

[4] انظر: المصدر نفسه، العدد، 866، الصادر في ربيع الثاني، 1430.

[5] انظر: الميزان، العدد865، الصادر في 20 ربيع الأول، 1430.

[6] انظر: صحيفة الميزان، العدد 867، الصادر في 8 ربيع الثاني، 1430هـ.

[7] راجع: جريدة الميزان، العدد، 871، الصادر في 6 جمادى الأولى، 1430)، والعدد:867، الصادر في 9 ربيع الثاني، 1430هـ والعدد، 866، الصادر في ربيع الثاني، 1430.

[8] أصول مذهب الشيعة الإمامية، للدكتور ناصر القفاري.

[9] العدد 865/ 24 ربيع الأول، 1430هـ.

بقلم

د. محمد الثاني عمر موسى

عضو رابطة علماء المسلمين

الثلاثاء 10 / شعبان / 1437هـ

17 / مايو / 2016م

المصدر: موقع منتدى العلماء
  • 1
  • 0
  • 5,968

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً