على طريق النَّصر
أبو فهر المسلم
وما المنتصبون لنُصرة الدِّين والدعوة؛ إلا بعض أسبابٍ لا كلّها !
فمَتى قَضوا أو تولَّوا؛ ظهر من أقدار الله المُبهِجة؛ ما يُطَمْئن القلوب، ويشرح الصدور !
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
وَمضَــــة على طريق النَّصر .. !
ولو أن الدعوة والدّين والإسلام، يتأثَّر بموت أحدٍ أو بغيابه أو فَقده ؛
لتأثَّر بموت النبيّ الأكرم - صلَّى الله عليه وسلَّم - !
ولكن الإسلام بعد وفاته؛ أكبر حجمًا، وأوسع أرضًا؛ من ذلك في حياته !
فدِين الله؛ هو القدَر المَرضيّ، لخير البلاد، وسعادة العباد، شاء مَن شاء، وأبَى من أبَى !
وما المنتصبون لنُصرة الدِّين والدعوة؛ إلا بعض أسبابٍ لا كلّها !
فمَتى قَضوا أو تولَّوا؛ ظهر من أقدار الله المُبهِجة؛ ما يُطَمْئن القلوب، ويشرح الصدور !
{هُو الذي أرسَل رَسولَه بالهُدى ودِين الحَقّ لِيُظهرَه}.
فهو عالٍ ظاهر .. وإن طالت الفتنة، وانتفش الباطل !
يقول [ ابن تيمية رحمه الله، في الفتاوى] :
( فإن الله سبحانه، لا بدَّ أن يَنصر رسولَه والذين آمنوا، في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، فمن كان النصر على يَديه؛ كان له سعادة الدنيا والآخرة! وإلا جعل الله النصرَ على يد غيره، وجازَى كلَّ قوم بعملهم، وما ربُّك بظلام للعبيد! والله سبحانه، قد وعَد أنه لا يزال هذا الدين ظاهرًا، ولا يَظهر إلا بالحقّ .. وأنه مَن نَكل عن القيام بالحقّ؛ استبدل مَن يقوم بالحقّ ! فقال تعالى: {إلا تَنفِروا يُعذِّبكم عذابًا أليمًا ويَستبدل قومًا غيرَكم ولا تَضُرُّوه شيئًا والله على كل شيءٍ قدير}).
فكُن مُناصرًا لدينك وأهل ملّتك، ولو بثبات قلبك على الحقّ؛ فذاك أضعف الإيمان !
والمَحروم مَن حُرم، ولا يَهلك على الله إلا هالِك !
ولا يُفوِّت مثلَ هذه الغَزاة اليوم بيننا وبين الكافرين، ولا يُحرَم أدنى المشاركة؛ إلَّا مَن خَسِرتْ تجارتُه، وسَفِه نفسَه، وحُرِم حظًّا عظيمًا من الدنيا والآخرة !
فياربّ استعملنا واستبدلنا، ولا تستبدل بنا!
وانصر المجاهدين من عبادك في سبيلك؛ في كلّ قُطرٍ مسلم، وكُن لهم وليًّا ونصيرًا!
وبرّد على صدور المُستضعَفين، واربط على قلوبهم، فلا حول ولا قوة إلا بك!