همسات للاستمتاع برمضان - [5] النساء والعبادة في رمضان
من ظنت أن العبادة تقتصر على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن فأقول لها أن العبادة للحائض لا تتوقف بمجرد انقطاعها عن الصلاة والصيام، بل هناك أبواب كثيرة لها، أذكر منها الآتي
من أكثر الأوقات التي تعاني منها النساء في رمضان، فترة الحيض والنفاس. وغالبًا فالسبب هو الظن بأن العبادة تقتصر على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن.
أما من فهمت العبادة بمفهومها الصحيح، فمعاناتها تكون نتيجة تقصيرها بأوقات طهارتها. فهي لم تتعرف على الله كما ينبغي في الرخاء (الطهر) ليتعرف عليها الله وقت الشدة (الحيض والنفاس).
وأتذكر إحدى الأخوات كانت تشتكي من ضعف إيمانها بفترة الحيض، فأجبتها أن تجتهد بفترة الطهر في العبادة
فقالت أنها تفعل. فأخبرتها أن تزيد لأن ما تفعله ليس بكافي، فهي كمن يشحن الوقود للسفر لكنها لم تشحن بالقدر الذي يعينها على اكمال طريقها للنهاية.
أما من ظنت أن العبادة تقتصر على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن فأقول لها أن العبادة للحائض لا تتوقف بمجرد انقطاعها عن الصلاة والصيام، بل هناك أبواب كثيرة لها، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
تلاوة القرآن والاستماع إليه:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "يجوز للحائض أن تقرأ القرآن من التفسير وغير التفسير إذا كانت تخشى أن تنسى ما حفظته. فإن كان من التفسير لم يشترط أن تكون على طهارة، وإن كان من غير التفسير بأن يكون من المصحف فلا بد أن تجعل بينها وبينه حائل من منديل أو قفاز أو نحوه؛ لأن المرأة الحائض وكذلك من لم يكن على طهارة لا يحل له أن يمس المصحف" انتهى.
من تسبيح وتهليل وحمد وتكبير وحوقلة والصلاة على النبي وغيرها، خاصة أثناء انشغالك بأعمال البيت من ترتيب وتنظيف وطبخ وغيرها ليكون لسانك رطبًا بذكر الله.
الاستغفار والتوبة:
للتخفيف من أثقال الذنوب. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم رغم ما بلغ من العلم والورع والتقوى والعبادة، كان يستغفر في اليوم والليلة 100 مرة، فما بالك بنا نحن النساء؟
خاصة بأوقات الاجابة كالثلث الأخير من الليل، وما بين الآذان والإقامة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60] (سنن الترمذي: [3372]).
والدعاء قد يكون:
- لنفسك: بأن تكوني من عتقاء الشهر وان يرزقك الله الفردوس الأعلى ورؤية وجهه الكريم.
- لوالديك: بأن يرزقهما الله حسن الخاتمة وان يلبسهما تاج الوقار.
- لزوجك: بأن يجعل قلبه معلق بالمساجد وأن يوفقه فيما يحبه الله ويرضاه، وأن يكون نِعمَ الزوج لك ونِعمَ القدوة الصالحة للأبناء.
- لأبناءك: بأن يجعل الله الصلاة قرة اعينهم، وأن يصلحهم ويؤدبهم ويربيهم وأن يرزقك برهم على الوجه الذي يحبه الله ويرضاه.
- ولعامة المسلمين، الأحياء منهم والأموات.
حفظ الجوارح واستشعار مراقبة الله عز وجل في كل وقت وحين:
فلا تقولي إلا ما يرضي الله.
ولا تنظري إلا إلى ما يرضي الله.
ولا تسمعي إلا ما يرضي الله.
ولا تمشي إلا إلى مكان يرضي الله.. وهكذا.
القراءة:
خاصة الكتب التي تتحدث عن عظمة الله وأسماءه وصفاته، فتكون عونًا لك على زيادة الإيمان والتقرب لله عز وجل.
احتساب الأجر:
فالنية من الأمور الهامة في تحصيل الأجر وصلاح الأعمال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «البخاري: [1]).
» (صحيحوالنية تحِّول العادات إلى عبادات تؤجري عليها، فلهذا ينبغي العناية والاهتمام بها، وجعلها خالصة لله تعالى.
ومن المهم تجديد النية دومًا وتعديدها قبل البدء بالعمل، لتنالي أكبر قدر من الأجور.
فيمكنك احتساب اأجر ادخال السرور على أهل بيتك، وإماطة الأذى عن الطريق من خلال ترتيب البيت وتنظيفه.
ويمكنك احتساب أجر افطار صائم من خلال تحضير الطعام.
ويمكنك احتساب أجر الكلمة الطيبة صدقة حين تستقبلينهم بالترحيب والدعاء.
وغيرها من العادات التي لو قمنا بها بنية العبادة واحتسبنا الأجر لتحولت إلى عبادات تؤجري عليها.
رمضان 1437
- التصنيف: