جِراحنا الغائرة.. الداء والدواء!
أبو فهر المسلم
والله يعلمُ أن هذا المنهجَ الإلهي؛ تكرهُه الطواغيت، ويعلمُ أنه لا بد لأصحاب السلطان أن يُقاومُوه؛ لأنه طريقٌ غير طريقهم، ومنهجٌ غير منهجهم.. ليس بالأمس فقط، ولكن اليوم وغدًا، وفي كل أرضٍ، وفي كل جِيل!
- التصنيفات: الواقع المعاصر - قضايا إسلامية معاصرة -
المسجد الأقصى.. سوريّة.. مصر.. اليمن.. العراق.. الفلوجة.. بورما...!
والله.. إن الحُجَج تتكاثر علينا، من هاهنا وهاهنا، فاللهمّ انصر جندك المجاهدين في مشارق الأرض ومغاربها، فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا بك.. ثمّ جهادهم في سبيلك!
فأمّة بغير جهاد.. سفينةٌ تجري على يَبَسِ.
أمّة بغير جهاد.. كجُندٍ بغير عتاد.
كحديثٍ بلا إسناد.
كعِلمٍ بغير كتاب.
كأُسْدٍ بلا أنياب.
الكلُّ ساقطٌ هاوٍ، لا قَدْر ولا حساب..!
ومن تطلّب للأمّة عزًّا وتمكينًا، بغير جهاد؛ فلاهٍ عابث.. كمَن يطلب سقفًا بغير عماد!
وأفٍّ لآخر.. ينتظر لها تمكينًا في حِضن الكلاب!
أفيجوز يومًا أن تحمي الغنمَ الذئاب؟!
فالعزّ والتمكين بالجهاد لا غير!
جهادًا واقعيًّا مسلَّحًا، بما استطعنا من عُدَّة وآلةٍ وسلاح!
وإلا كان الأمر هزلًا ولعبًا، لا يليق بأمّة التمكين!
وخذوها من سيّد قطب رحمه الله.. وهذا هو دين المسلمين، وما نتديَّنُ به لربِّ العالَمين!
يقول سيّد رحمه الله تعالى: "إنَّ الجهاد في سبيل الله؛ هو طريق الدعوة إلى الله، والجهادُ ليس مُلابَسةً طارئةً، من ملابسات فترة الدعوة الأولى، وإنما هو ضرورةٌ مُصاحبةٌ لرَكْب هذه الدعوة..!
ولو كان الجهادُ ملابسةً طارئةً في حياة الأمَّة المُسلِمة؛ ما استغرق كلَّ هذه الفصول الواسعة من صُلب كتاب الله، ولَما استغرق فصولًا طويلةً من سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم...!
والله يعلمُ أن هذا المنهجَ الإلهي؛ تكرهُه الطواغيت، ويعلمُ أنه لا بد لأصحاب السلطان أن يُقاومُوه؛ لأنه طريقٌ غير طريقهم، ومنهجٌ غير منهجهم.. ليس بالأمس فقط، ولكن اليوم وغدًا، وفي كل أرضٍ، وفي كل جِيل!
وأنَّ الله سبحانه يعلمُ؛ أنَّ الشرَّ مُتبجِّحٌ، ولا يمكن أن يكون مُنصِفًا، ولا يمكن أن يدَعَ الخيرَ ينمُو، مهما يَسلك هذا مِن طرقٍ سليمةٍ مُوادِعة!
فإن مجرد نموّ الخير؛ يحمل الخطورةَ على الشرّ.. ومجرد وجود الحقّ؛ يحمل الخطرَ على الباطل، ولا بد أن يَجنح الشرُّ إلى العدوان، ولا بد أن يُدافع الباطلُ عن نفسه؛ بمحاولته قتلَ الحق وخَنقِه بالقوة.. هذه فطرة وليست حالةً طارئة!
ومِن ثَمَّ؛ لا بد من الجهاد.. لا بد منه في كلِّ صُوَرِه!
ولا بد أن يبدأ في عالم الضمير، ثم يظهر فيشمل عالمَ الحقيقة والواقع!
ولا بد من مواجهة الشَّر المُسلَّح بالخير المُسلَّح.. ولا بد من لقاء الباطل المُتترس بالعَدد؛ بالحقِّ المُتوشِّح بالعُدَّة.. وإلا كان الأمرُ هَزلًا.. لا يليق بالمؤمنين".
قلتُ:
يرحمُك اللهُ أيها الشيخ والأستاذ.. حكايةُ كلامِك؛ تُغنِي عن كلِّ مقالٍ وتعليق!
فياليتَ القوم يعلمون فيَعملون..!