{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ}
أبو الهيثم محمد درويش
فقبل الورود على الميزان، على كل مِنَّا أن يقف مع نفسه ويزن أعماله.
- التصنيفات: القرآن وعلومه - التفسير - الدار الآخرة -
عزيزي كلنا أحد اثنين: إما مفلح قد ثقلت موازينه، وإما خاسر قد ظلم نفسه وقد خفت موازينه.
فقبل الورود على الميزان، على كل مِنَّا أن يقف مع نفسه ويزن أعماله.
قال تعالى: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} [الأعراف:8-9].
قال السعدي في تفسيره:
"{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} أي: والوزن يوم القيامة يكون بالعدل والقسط، الذي لا جور فيه ولا ظلم بوجه.
{فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} بأن رجحت كفة حسناته على سيئاته {فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} أي: الناجون من المكروه، المدركون للمحبوب، الذين حصل لهم الربح العظيم، والسعادة الدائمة.
{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} بأن رجحت سيئاته، وصار الحكم لها، {فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم} إذ فاتهم النعيم المقيم، وحصل لهم العذاب الأليم {بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} فلم ينقادوا لها كما يجب عليهم ذلك".