معاناة مصابين بأسطول الحرية
منذ 2010-06-15
قصة الجزائري والإندونيسي والشهداء الأتراك التسعة تختزل قصة متضامنين من عشرات الجنسيات، شاركوا في قافلة الحرية لكسر الحصار عن قطاع غزة، وهو الحصار الذي يؤكد مراقبون أن جداره بدأ ينهار، في وقت حاصرت قصةُ المتضامنين من مختلف الجنسيات والأديان دولةَ
بعين واحدة أبصر البرلماني الجزائري السابق محمد الذويبي الجريمة الإسرائيلية بحق أسطول سفن الحرية بعد أن أصابته رصاصة إسرائيلية مطاطية في عينه اليمنى بعد ثلاث دقائق من الهجوم على السفن الأسبوع الماضي.
وفي المقابل نجا الصحفي الإندونيسي "نعمة الله" بأعجوبة من موت محقق بعد أن اخترقت رصاصتان أحشاءه كادتا أن تجعلاه الشهيد رقم 10 من شهداء القافلة.
ويشرح النائب السابق عن حركة النهضة الإسلامية في البرلمان
الجزائري فصول المعاناة التي عاشها، ولم يحتج إلا لبعض من بصره ليبصر
"إجرامية إسرائيل"، كما يقول.
ويضيف لـ(لجزيرة نت): "كنا نصلي الفجر عندما بدأ الهجوم على
قافلة الحرية، حيث بدأ الجنود بإطلاق الرصاص بشكل كثيف، وبعد ثلاث
دقائق فقط أُصبت برصاصة مطاطية بعيني اليمنى، لينقلني متضامنون لغرفة
الإسعاف، وأشاهد فظائع مما فعله الرصاص الإسرائيلي".
ويشرح الذويبي الذي يرقد على سرير الشفاء بمستشفى العيون التخصصي بعمان: "رأيت من تقطعت أحشاؤهم، ومن انفتحت رؤوسهم، ثم سيطرت القوات الإسرائيلية على السفينة".
ويشرح الذويبي الذي يرقد على سرير الشفاء بمستشفى العيون التخصصي بعمان: "رأيت من تقطعت أحشاؤهم، ومن انفتحت رؤوسهم، ثم سيطرت القوات الإسرائيلية على السفينة".
ووسط الألم الشديد الذي كان يعانيه، تحدث البرلماني الجزائري عن فصول المعاناة الأخرى التي اكتشف خلالها "ديمقراطية وإنسانية دولة إسرائيل"، ويقول: "أخذني متضامنون نحو جندي إسرائيلي وأبلغوه أنني مصاب، وطلب مني التقدم نحوه، وعندما وصلت إليه قام بتوثيق يدي بشكل قاس ورماني على الأرض".
ويتابع: "عندما وصلنا لميناء أسدود بعد نحو 12 ساعة من الإصابة والألم الشديد، وصلت لمرحلة الفحص الطبي فأبلغت الطبيب أنني مصاب بعيني، وبعد الكشف تم تحويلي لمستشفى داخل فلسطين المحتلة، وهناك حدثت معي مفارقة غريبة".
وزاد: "بعد تنظيف الجرح في العين المصابة، وصف لي الطبيب دواءً، وعندما أبلغوني بعودتي لميناء أسدود، طلبت الدواء، فقالوا إنني سأجده في الميناء، وفي أسدود قالوا إنني سأجده في سجن بئر السبع، وها أنا في الأردن ولا أعرف أين ذهب الدواء".
وحال وصوله للأردن نُقل الذويبي للمستشفى، حيث كان فاقدا للبصر بشكل تام في عينه اليمنى، وشخص الأطباء حالته على أن عينه اليمنى تعرضت لصدمة كبيرة أدت لنزيف حاد في العين وانعدام الرؤية وحدوث خلل في هيكل العين وانقطاع في العصب البصري.
ويحتاج الذويبي إلى ثلاث عمليات متباعدة قد تعيد له شيئا من بصره الذي فقده.
وفي رسالة قصيرة قال البرلماني الجزائري: "أعتذر فقط للشعب الفلسطيني عن تأخرنا الكبير عن نصرته، ومعرفة العدو الهمجي الذي يواجهه، نحن سنكثف جهودنا منذ اليوم، ليس لزوال الحصار فقط، بل لزوال الاحتلال عن فلسطين".
الطبيب المعالج يكشف على مكان إصابة الصحفي الإندونيسي، (معاناة أخرى):
وفي مكان آخر يرقد المصور الصحفي الإندونيسي "نعمة الله" على سرير الشفاء في مستشفى المدينة الطبية بعمان، التي وصلها الأحد قادمًا من فلسطين المحتلة، بعد أن عاش هناك بين الحياة والموت لستة أيام في مستشفى إسرائيلي.
قصة نعمة الله بدت غريبة لكل من سمعها، فالمصور الصحفي أخذ يمارس
عمله منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على قافلة الحرية.
ويقول: "كنت في مقدمة السفينة ألتقط الصور للشهداء والجرحى الأتراك، وشاهدني الجنود الإسرائيليون ولم يعترضوني".
وزاد: "بعد أن التقطت الصور لجريح كان ينزف وهو لا يزال على قيد الحياة، وضعت كاميرتي جانبا لأحاول إنقاذ هذا الجريح، وعندها عاجلني الجنود برصاصتين، وغبت من وقتها عن الوعي".
نعمة الله الذي يعمل بإحدى المجلات الأسبوعية بإندونيسيا أصيب
برصاصتين، دخلت الأولى في البطن، واخترقت الحجاب الحاجز، وسببت تهتكا
في الأمعاء، والثانية دخلت في الصدر، وسببت تهتكا في الرئة.
قصة الجزائري والإندونيسي والشهداء الأتراك التسعة تختزل قصة متضامنين من عشرات الجنسيات، شاركوا في قافلة الحرية لكسر الحصار عن قطاع غزة، وهو الحصار الذي يؤكد مراقبون أن جداره بدأ ينهار، في وقت حاصرت قصةُ المتضامنين من مختلف الجنسيات والأديان دولةَ إسرائيل.
المصدر: محمد النجار- عمان - الجزيرة
- التصنيف: