فوائد رمضانية قصيرة وقيمة (1/2)

منذ 2016-06-06

هذه فوائد قيمة تخص شهر رمضان المبارك منتقاة من جوال زاد لعام 1428، علمًا أن جوال زاد يشرف عليه الشيخ محمد صالح المنجد، عدد هذه الفوائد 60 فائدة.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

فهذه فوائد قيمة تخص شهر رمضان المبارك منتقاة من جوال زاد لعام 1428هـ

علمًا أن جوال زاد يشرف عليه الشيخ محمد صالح المنجد

عدد هذه الفوائد = 60 فائدة

 

(1)

النية شرط لصحة صوم رمضان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

«من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له»، وهي عزم القلب على الصيام، ومن تسحر ناويا الصيام أجزأه ذلك، والنية محلها القلب ولا يشرع التلفظ بها. ولا بد من تبييتها فيما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر.

وتكفي نية واحدة عن الشهر كله في أوله، والأفضل أن يجدد النية لكل يوم.

 

(2)

قال النبي صلى الله عليه وسلم : «عمرة في رمضان تعدل حجة»

ومن اعتمر هذه الليلة (أي ليلة الأول من رمضان) وقعت عمرته في رمضان

 

(3)

في المساجد:

- أخذ الزينة للرجال

- الصف الأول والتراص في الصفوف

مع الحذر من:

- إيذاء المصلين والملائكة بالروائح الكريهة.

- تقذير المسجد وجعله ساحة للصياح ولعب الأولاد.

- التشويش على المصلين حتى بالقرآن (فضلًا عن أصوات الجوالات).

- حجز الأمكنة إلا لمن كان داخل المسجد أو خرج لحاجة كوضوء.

- التعدي على مكان غيره أو الدخول في مكان لا يتسع له.

 

(4)

ليس من المفطرات:

-الإبر غير المغذية كالبنسلين والأنسولين وإبر التطعيم.

-الحقنة الشرجية، وقطرة العين والأذن، وبخاخ الربو، والتحاميل.

-خروج الدم بتحليل أو رعاف أو قلع سن أو جرح.

-غلبة القيء.

-الغرغرة إذا لم ينفذ للحلق.

-ما يدخل الجسم امتصاصًا من الجلد كالمراهم واللصقات.

-ابتلاع الريق وغبار الطريق، وشم الروائح.

-الحقن المظللة للأشعة.

 

(5)

ما أحراها بالإجابة أن تدعو الآن وقد اقترب إفطارك في ساعة الاستجابة يوم الجمعة، وقد انكسرت النفس لباريها بالجوع والعطش، وتواضعت لخالقها وتذللت وانقادت ترجو رحمته وتخشى عذابه، تأمل منه القبول، وهي وجلة من الردّ، والقلب يذكر الله خاليًا فتفيض العين، واللسان يلهج بأسماء الرب وصفاته يدعوه خوفًا وطمعًا {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف من الآية:56].

 

(6)

تشرع قراءة دعاء الاستفتاح في أول كل ركعتين من التراويح ويجوز لمن فاته العشاء الدخول مع إمام التراويح بنية العشاء.

 

(7)

مما امتاز به الصوم قوله تعالى في الحديث القدسي «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» فاختص الله به:

- لأنه لا يطلع عليه إلا هو، فهو سر بينك وبينه.

- ولأنه ينفرد بعلم مقدار ثوابه.

- ولأنه لا مثل له في العبادات وهو صبر يوفى صاحبه أجره بغير حساب.

فهنيئا لمن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا.

 

(8)

السحور بركة، ولو بجرعة ماء، ونعم السحور التمر، ولا يسمى سحورًا إلا إذا وقع في النصف الثاني من الليل، والسنة تأخيره.

وفيه:

- مخالفة لأهل الكتاب.

- إعانة على عبادة الصيام.

- وعلى القيام لصلاة الفجر.

- وعلى الدعاء والاستغفار وقت السحر.

 

(9)

الرحمة الحقيقية بالأولاد هي في أمرهم بالصيام إذا كانوا يطيقونه، وليس من الرحمة في شيء أمرهم بالإفطار وهم متحمسون للصيام.

قال الشيخ ابن باز: "الصبيان والفتيات إذا بلغوا سبعًا فأكثر يؤمرون بالصيام ليعتادوه، وعلى أولياء أمورهم أن يأمروهم بذلك كما يأمرونهم بالصلاة" (فتاوى ابن باز: [15/181]).

 

(10)

كان صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الوتر قال: «سبحان الملك القدوس» (3مرات) ويمد بها صوته ويرفع صوته بالثالثة ويقول: «رب الملائكة والروح» (ينظر زاد المعاد: [1/337]).

والقدوس: الطاهر والمنزه عن كل نقص وعيب.

 

(11)

كان النبي صلى الله عليه وسلم

- يفطر قبل أن يصلي على رطبات.

- فإن لم تكن رطبات فتميرات.

- فإن لم تكن تميرات حسًا حسوات من ماء.

وكان صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال:

«ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله».

 

(12)

البكاء من خشية الله عبادة، ولا تمس النار عينا بكت من خشية الله، ولكن بكاء النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن صياحًا ولا زعيقًا وإنما بكاء مكتومًا وكان يغالبه فيغلبه أحيانًا، وجاء في الحديث: «له أزيز كأزيز المرجل» وإذا كان دعاء بعض الأئمة كلامًا يرتبونه أو ينقلونه فإن البكاء عند سماع القرآن أولى وأحرى من المبالغة في الصياح من كلام نسجه البشر.

 

(13)

في الحديث «أعوذ بك من فتنة المحيا» ومن فتنة المحيا أن يرى في الحرام منفعة وفائدة، كمن يوظف النساء في استقبال العملاء من الرجال والرد على اتصالاتهم وتسويق المنتجات بينهم، فيعرضهن للفتنة والتهمة وتحرش السفهاء ومضايقات الفساق، طمعًا في مضاعفة ربحه وزيادة مكسبه، ولا بركة في مال يجنى من تسهيل المعاصي والإعانة عليها والإغراء بها.

 

(14)

كلما تعددت النيات وكثرت كان العمل أعظم وفي الحديث «وإنما لكل امرئ ما نوى» وقراءة القرآن يجتمع فيها عدة مقاصد ونيات منها:

- تكثير الحسنات، فالحرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها.

- طلب الشفاعة «القرآن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة».

- عمارة القلب «الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب».

- الذكر والمناجاة.

- المسألة والدعاء.

 

(15)

ومن نيات ومقاصد قراءة القران:

- رفع الدرجات في الجنة «فإن منزلتك عند أخر آية تقرأها».

- الاستشفاء: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ} [الإسراء من الآية: 82].

- طمأنينة القلب: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد من الآية:28].

- العلم وطلب الخيرية: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».

- التدبر والعمل: {لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص من الآية:29].

قال يحيى بن أبي كثير: "تعلموا النية، فإنها أبلغ من العمل".

 

(16)

حمل المصحف في صلاة التراويح لغير من يفتح على الإمام فيه مخالفة للسنة من وجوه:

- تفويت وضع اليدين على الصدر.

- تفويت النظر إلى موضع السجود.

- قلة الخشوع لكثرة الحركة في فتح المصحف وطيه ووضعه.

- إشغال المصلين بحركاته.

- حركة البصر الكثيرة في تتبع الكلمات.

(ينظر: فتاوى ابن باز: [11/341]، وابن عثيمين: [14/232]).

 

(17)

من دخل المسجد والإمام يصلي التراويح فهل الأفضل أن يدخل معه بنية العشاء أم يصلي العشاء مع جماعة أخرى؟

- يجوز له أن يدخل معه بنية العشاء فإذا سلم الإمام قام فأتم صلاته، لكن إن كان معه جماعة فالأفضل أن يصلوا وحدهم صلاة العشاء؛ ليدركوا الصلاة كلها من أولها إلى آخرها في جماعة.

(ينظر: فتاوى اللجنة الدائمة: [7/402])، وابن عثيمين: [14/231]).

 

(18)

اصطحاب الأب ولده للمسجد من حسن التربية على العبادة ويراعي:

- أن يكون الطفل مميزًا يعقل معنى الصلاة.

- أن يجعله قريبًا منه ليضبط حركته.

- أن يمنعه من الانصراف للخلف والتشويش على المصلين مع الصبيان الآخرين.

- ألا يتركه خارج المسجد كيلًا يتعرض لشر أومكروه.

- تصبيره على طول القيام بذكر الأجر وقرب النهاية فإن شق عليه أرشده إلى الصلاة جالسًا.

 

(19)

إذا نظرت إلى المصلين في التراويح وجدتهم أقسام:

فبعضهم يكتفي بصلاة العشاء، وبعضهم ينصرف بعد تسليمة أو تسليمتين من غير عذر ولا مرض، وربما ليدرك مسلسلًا أو برنامجًا أو مباراة مستبدلًا الأدنى بالذي هو خير، ولكن بحمد الله يبقى أكثر المصلين حتى نهاية الصلاة.

مستحضرين «من قام رمضان إيمانا واحتسابا»، «لا رياء ولا سمعة»، «غفر له ما تقدم من ذنبه».

 

(20)

آخر ساعة من يوم الجمعة في رمضان، وقت قراءة القرآن، وانتظار الأذان، والقلوب خاشعة، فما أحراها من ساعة يرفع فيها المؤمن يديه بخضوع وتضرع يدعو ربه دعوة تخترق آفاق السماء لتستقر عند عرش الرحمن «والله تعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا».

 

(21)

مضى ثلث الشهر «والثلث كثير»، ومما يعين على مواصلة العمل ومضاعفة العبادة:

- احتساب أجر الصيام والقيام.

- تنويع العبادة من صيام وقيام وقرآن وإطعام وعمرة.

- تذكر أنها أيام معدودات سرعان ما تنقضي، وأن لله عتقاء في كل ليلة.

فلنعوّض ما فات، ولندرك ما بقي، ونشحذ الهمة، ونقوي العزيمة، ونستدرك النقص، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

 

(22)

مما نسمعه من الأئمة في القنوت ما ورد في السنة: «واجعل ثأرنا على من ظلمنا».

ومعناه: أي اجعل إدراك ثأرنا مقصورًا على من ظلمنا ولا تجعلنا ممن يتعدى في طلب ثأره فنظلم غير الجاني كما كان يفعله أهل الجاهلية.

(ينظر: مرقاة المفاتيح).

 

(23)

زكاة الراتب:

للراتب حالان:

- أن يصرف كله أولًا بأول، فلا زكاة عليه فيه.

- أن يدخر منه ما يبلغ النصاب يزيد وينقص، فأحسن طريقة لزكاته أن يجعل بداية الحول من أول نصاب ادخره، ثم يخرج زكاة الجميع عند تمام الحول، فما تم حوله يكون قد أدى زكاته في وقتها وما لم يتم يكون قد عجل زكاته، وتعجيل الزكاة لا بأس به.

(ينظر: فتاوى اللجنة الدائمة: [9/280]).

 

(24)

زكاة العقارات:

‏- ‏المعدة للسكنى لا زكاة فيها.

‏- ‏المعدة للإيجار لا زكاة فيها بل في أجرتها إذاحال الحول عليها أو على ما بقي منها.

‏- المعدة للتجارة فيها زكاة.

- من تردد بين جعلها للسكنى أوالتجارة فلا زكاة فيها حتى يجزم ولو مر عليها الحول.

(ينظر: فتاوى ابن باز(14/167)

 

(25)

من صلى التراويح مع الإمام وأراد أن يصلي من آخر الليل فله خياران:

- أن يوتر مع الإمام ثم يصلي من الليل ما شاء شفعا بدون وتر لحديث «لا وتران في ليلة» ولأنه عليه السلام: صلى بعد الوتر ركعتين

- ألا يسلم إذا سلم الإمام من الوتر بل يقوم ويأتي بركعة ثم يصلي بعد ذلك ما شاء ويوتر آخر الليل. (ينظر: فتاوى ابن باز)

والأول أولى وأبعد عن الرياء

 

(26)

مما ينبغي للإمام في القنوت:

- المحافظة على الأدعية الواردة الجامعة

- أن يترك الدعاء أحيانا حتى لا يظن العامة أن القنوت واجب في الوتر

- ألا يتكلف في العبارات والسجع

- ألا يدخل في تفاصيل غير مشروعة

- ألا يبالغ في رفع الصوت والصياح

- ألا يخرج عن الغرض من الدعاء فيحوله إلى خطبة أو موعظة

- ألا يطيل إطالة تشق على المأمومين وتوجب مللهم

 

(27)

موائد تفطير الصائمين عمل عظيم ومظهر للتكافل والدعوة ويراعى فيه مايلي:

-طلب الدعاة وتجهيز المكان بأشرطة وكتيبات بلغات مختلفة

-عدم الإسراف وتوزيع الفائض النظيف على بيوت المحتاجين

-التنظيم وتقديم الطعام بطريقة صحية

-ألا تكون سببا تعطيل المرور والتضييق على الآتين للمسجد

-ألا توضع فيها زكاة لأن من روادها من ليس بفقير وربما من ليس بمسلم

 

(28)

الاحتفال في ليلة الخامس عشر من رمضان أو في غيرها بمناسبة ما يسمى مهرجان القرقيعان "بدعة لا أصل لها في الإسلام" فيجب تركها والتحذير منها ولا تجوز إقامتها في أي مكان، والمشروع في ليالي رمضان بعد العناية بالفرائض الاجتهاد بالقيام وتلاوة القرآن والدعاء.

(ينظر فتوى اللجنة الدائمة رقم: [5054]).

 

(29)

قال صلى الله عليه وسلم: «من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء» وظاهر الحديث أنه إذا فطر صائما ولو بتمرة واحدة فإن له مثل أجره (ابن عثيمين)

وقيل: المراد بتفطيره أن يشبعه، فإن لم يتيسر إلا تمرة أو شربة لبن أو ماء فله أجره على حسب البذل والإخلاص.

 

(30)

ورد في دعاء الإفطار «وثبت الأجر إن شاء الله» وفي حديث آخر «لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت» والفرق بينهما أن الأول من باب التبرك والإخبار والرجاء وليس دعاء، وأما الثاني فمن باب الدعاء ومن آدابه العزم والجزم والخضوع والإلحاح وقول (اغفر لي إن شئت) مشعر بأن السائل مستغن عن عطية المسؤول.

 

(31)

الأصل أن الذي يخرج زكاة السهم هو صاحب السهم نفسه، لأنه المالك له، ولا مانع من إخراج الشركة المساهمة الزكاة في أحوال أربع:

- إذا نص في نظامها الأساسي على ذلك.

- إذا صدر به قرار من الجمعية العمومية.

- إذا كان قانون الدولة يلزم الشركات بإخراج الزكاة.

- إذا حصل تفويض للشركة بذلك من صاحب الأسهم.

(مجلة المجمع الفقهي 4/1/881).

 

(32)

إذا كسدت الأسهم، فإن الزكاة تجب عليها في السعر الذي من الممكن أن تباع به في السوق، ويوجد من يشتريها به الآن، ولو كان زهيدا، إذا بلغ النصاب، فيخرج من هذه القيمة. 2.5% زكاة.

 

(33)

في ساعة إجابة، من يوم عظيم (الجمعة)، في شهر مبارك (رمضان)، نتذكر الدعاء ونحن على طهارة مستقبلي القبلة رافعي الأيدي بانكسار وتذلل وخضوع وتضرع بجوامع الدعاء بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي مع توسل بأسماء الله الحسنى واعتراف بالذنب ويقين بالإجابة وجمع بين خيري الدنيا والآخرة «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار».

 

(34)

هذا الصيام يعلمنا أن نعمل لله وبالله وفي الله، مخلصين له مستعينين به في سبيله، وهو مع ذلك رعاية للبدن وحماية الجسم، فمن آثاره الصحية:

-إراحة الجسم وتخليصه من السموم

-تجديد الخلايا والأنسجة

-تحسين الهضم والامتصاص

-تقوية الإدراك وتفتيح الذهن

-الوقاية من تصلب الشرايين والنقرس وآفات القلب،

والفرائض لا تعلق بالفوائد الحسية ولكن يستأنس به

 

(35)

بقي الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله يبكي ما بين المغرب والعشاء لما بدأ بتفسير قوله تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف من الآية:56].

وأخذ يردد: الأرض أصلحها الله، فأفسدها الناس!!

فهلا قمنا بواجبنا في إصلاح الأرض بالعلم والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!

 

(36)

التدبر مفتاح حياة القلب، ومن وفق لتدبر القرآن، فقد أمسك بأعظم مفاتيح حياة القلب، "ولا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بتدبر وتفكر"

قال مالك بن دينار: "إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض".

(حلية الأولياء).

 

(37)

من إخواننا من توفاه الله هذه الأيام وهو صائم في طريقه للعمرة، فهنيئا لمن قضى نحبه في طاعات مجتمعة، وقد مات عروة بن الزبير رحمه الله وهو صائم.

قال صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بعبد خيرا عسله، قيل:وما عسله؟ قال: يفتح له عملا صالحا قبل موته ثم يقبضه عليه» رواه أحمد

 

(38)

قال جابر بن عبد الله:

- "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك، ولسانك عن الكذب والمحارم".

- "ودع أذى الخادم".

- "وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك".

- "ولا تجعل يوم فطرك وصومك سواء".

(شعب الإيمان: [3/317]).

 

(39)

العشر الأواخر أولها ليلة إحدى وعشرين، أي ليلة (الأربعاء) القادم، فمن أراد أن يعتكف العشر أو أول ليلة منها؛ فإنه يدخل مسجد الاعتكاف قبل غروب شمس يوم (غد الثلاثاء)؛ ليبدأ ليلة إحدى وعشرين وهو في معتكفه.

 

(40)

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأخير من رمضان:

- "شد مئزره" فاعتزل النساء.

- "وأيقظ أهله" للصلاة، فلم يكن يدع أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه.

- "وأحيا ليله" بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن.

- "وجدَّ" في العبادة زيادة على العادة واجتهد فيها ما لا يجتهده في غيرها.

- واعتكف في المسجد للعبادة وتفريغ القلب للتفكر والاعتبار.

 

(41)

كثير من المساجد تقسم صلاة الليل في العشر الأخير إلى قسمين:

- والسنة الحرص على كلتا الصلاتين، ومن شق عليه الجمع فصلاة آخر الليل أفضل.

- إذا خشي ألا يستيقظ، فلا ينم حتى ينهي صلاته ويوتر.

- لا بأس أن يصلي الأولى في مسجد، والثانية في مسجد آخر.

- إذا أنهى الصلاة في مسجد وأراد أن يزيد في مسجد آخر يتأخر عنه فلا بأس دون أن يعيد الوتر.

 

(42)

وجود المشقة غير المقصودة في العمرة بسبب الزحام وغيره مما يزيد في الأجر، ولكن لا بد من التنبه لأمور:

- الحرص على أداء العمرة في الأوقات التي لا يشتد فيها الزحام.

- من دخل في الإحرام فلا يجوز له فسخه بسبب الزحام إلا إذا اشترط ذلك.

- الحذر من مزاحمة النساء وملامستهن أثناء الطواف.

 

(43)

- الطواف بعيدا عن الكعبة أو في السطح بخشوع أفضل من الطواف بقربها بلا خشوع.

- الحرص على أن تكون الكعبة عن يساره في جميع طوافه فإن انحرف يسيرا بسبب الزحام فلا حرج.

- من شق عليه متابعة الطواف بسبب الزحام فله أن يستريح ثم يتابع بعد ذلك.

- مع وجود الزحام فالحكمة ألا تصلى ركعتي الطواف خلف المقام بل في أي مكان مناسب من الحرم.

 

(44)

- الأولى لغير المحرم ترك الطواف في هذه الأيام تيسيرا على إخوانه.

- تكرار العمرة من التنعيم أو غيره فيه تضييق على المعتمرين وليس هو من الأمور المندوب إليها.

- السنة في وقت الزحام الإشارة للحجر الأسود باليد وعدم استلامه.

- لا تحمل معك أشياء ثمينة حتى لا تفقد أو تسرق في الزحام.

 

(45)

اعتكاف الموظف:

- يحسن بالموظف أن يأخذ شيئا من إجازته ليستثمرها في إصلاح قلبه بالاعتكاف

- اشتراط الخروج من المعتكف لأجل الدوام مما يتنافى مع مقصود الاعتكاف

- لا يجوز الاعتكاف، إذا كان نظام العمل أو مصلحته لا يسمحان بذلك

- له أن يعتكف ليلة كاملة تبدأ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، وإجازة نهاية الأسبوع فرصة لمن أراد اعتكاف يوم كامل.

 

(46)

قد تكون هذه آخر جمعة في رمضان، والدعاء صائما في هذه الساعة قبل المغرب أرجى في الإجابة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلى يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه»، قيل «يصلي» أي يدعو، وقيل «يصلي» أي ينتظر الصلاة، ويدخل فيه من دخل المسجد هذا الوقت وصلى تحيته ودعا فيها، فهنيئا للمعتكف الذي يدعو وهو مرابط ينتظر الصلاة

 

(47)

أئمة المساجد ومؤذنوها وعمالها ومحسنوها لهم دور كبير في تهيئة بيوت الله للمعتكفين، وهذا هو الشرف الكبير الذي آتاه الله إبراهيم وإسماعيل بقوله: {أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [البقرة من الآية:125]. وخدمة المعتكفين وتيسير ما يعينهم على الطاعة، لا يقل ثوابًا عن الاعتكاف؛ لأن أجر التمكين من العبادة كأجر العبادة «فالدال على الخير كفاعله».

 

(48)

الأفضل للمأموم أن يقوم مع الإمام حتى ينصرف، سواء صلى إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة أو ثلاثا وعشرين أو غير ذلك، لحديث: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة».

(فتاوى ابن باز: [11/326]).

 

(49)

هدية للمتهجد

جاء الدين العظيم لنقل الناس من الانشغال التام بالشهوات ومتاع الدنيا إلى التلذذ والشرف بمخاطبة الملك مباشرة والعيش مع جوابه

في الحديث القدسي: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين.. فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين قال الله: حمدني عبدي وإذا قال: الرحمن الرحيم قال الله: أثنى علي عبدي وإذا قال: مالك يوم الدين قال الله: مجدني عبدي..».

 

(50)

حال الركوع من أعظم أحوال العبودية، وهو مقام لتعظيم الرب، وتسن إطالته في قيام الليل، ومما يقال فيه:

- (سبحان ربي العظيم، ويكررها كثيرا)

- (سبحان ربى العظيم وبحمده)

- (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة)

 (الجبروت) تمام القهر والغلبة، (الملكوت) عموم الملك ظاهرا وباطنا.

- (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)

 

(51)

ما أجمل مشهد المعتكفين، ويكتمل جمالهم بمراعاة :

- استثمار الأوقات الفاضلة كوقت السحر وعدم تضييعه بالنوم

- ليس الاعتكاف مجرد قضاء الوقت في المسجد ولكنه تفرغ للعبادة فيه

- الحدّ من التعارف والأخبار وتبادل الأحاديث

- ترك الانشغال بالجوال وميزات الجيل الثالث

-العناية بالنظافة فالبعض قد لا يغتسل أياما

- البعد عن المشاحنة والمزاحمة

 

(52)

أئمة المسجد الواحد المتعاونون في صلاة الليل بقسميها هم كالإمام الواحد بالنسبة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة».

 

(53)

من أذكار الركوع والسجود: «سُبُّوح قُدُّوس رب الملائكة والروح» سُبوح قدوس:الطاهر من كلّ عيب المنزّه عن الشريك، الرّوح: جبريل عليه السلام، وورد في السجود أيضا: «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة».

 

(54)

ليلة القدر ليلة بلجة منيرة، طلقة لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم ولا شهاب، تطلع الشمس في صبيحتها ضعيفة حمراء لا شعاع لها، أخفاها الله عنا لنجتهد في تحريها، وما يرسله بعض الناس من رسائل في تعينيها مجازفات بغير دليل، وفيها تثبيط عن الاجتهاد في الطاعة بقية الشهر، فلنواصل العبادة والدعاء؛ فإنها ليلة تقسم فيها الأرزاق والآجال.

 

(55)

أرجى الليالي لليلة القدر هي سبع وعشرين، وكان صلى الله عليه وسلم يجمع أهله ونساءه والناس فيها فيقوم بهم حتى السحر. (صحيح أبي داود: [1375]).

وعن النعمان: قمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل الأول، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك السحور (صحيح النسائي: [1606]).

 

(56)

{تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} [السجدة من الآية:16]، قيل للحسن ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها؟ قال: "لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره"، صفوا أقدامهم، وأجروا دموعهم، يطلبون من الله فكاك رقابهم، هذا يعاتب نفسه على التقصير، وهذا يتفكر في هول المصير، وهذا يخاف من السميع البصير، دأبهم الإلحاح حتى الصباح في طلب الفلاح: اللهم اعف عنا.

 

(57)

لا تسقط زكاة الفطر عن المدين ويجوز للإنسان أن يتبرع بها عن غيره إذا استأذنه. ويخرجها من قوت بلده -وهو ما لا يمكنهم الاستغناء عنه- كالرز والقمح وما هو مصنوع منهما فيجزئ عن الواحد 3 كغ من المكرونة أو الدقيق ويجوز دفع أكثر من فطرة لواحد، كما يجوز تقسيم الفطرة الواحدة على أكثر من واحد؛ ويستحب إخراجها من أجود وأنفع ما يجد، ولا يجوز من المعيب.

 

(58)

فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم وطعمة للمساكين، فتجب على كل مسلم صام أو لم يصم، إذا كان عنده ما يزيد عن قوته وقوت عياله وحاجته يوم العيد، وهي صاع من قوت البلد-3كجم تقريبا-ولا يجوز إخراجها نقدا عند جمهور الفقهاء، ويخرجها المسلم عن نفسه وعمن يعولهم كالزوجة والولد والوالدين، ويجوز أن يخرجوها عن أنفسهم، وتستحب عن الجنين

 

(59)

ويخرجها في البلد الذي وجبت عليه فيه، فإن لم يجد فيه فقراء جاز نقلها، ويستحب إخراجها صباح يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز ليلته وقبله بيوم أو يومين، ويجوز أن يوكل ثقة بشرائها أو تفريقها، وإذا أخّر الشخص زكاة الفطر عن وقتها وهو ذاكر أثم وعليه إخراجها مع التوبة، وتعطى للفقراء والمساكين فلا يجوز إخراجها للمشاريع الخيرية، كما لا يجوز إعطاؤها لكافر

 

(60)

- هذه ليلة التاسع والعشرين، آخر أوتار العشر الأخيرة وقد تكون آخر ليلة من رمضان وقال صلى الله عليه وسلم: «التمسوا ليلة القدر آخر ليلة من رمضان» (صحيح الجامع).

- «ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». والعامل إنما يوفى أجره عند انقضاء عمله ولا يكون استكمال القيام إلا في آخر ليلة، فالتشمير التشمير.

والله أسأل أن ينفع بها مؤلفها وجامعها وقارئها والساعي إلى نشرها

 

جمعها: أبو شادن

habenazi@

Editorial notes:
  • 4
  • 1
  • 18,018

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً