التواطؤ الروسي الأمريكي لإشعال قرغيزستان وآسيا الوسطى داخلياً

منذ 2010-06-27

ها نحن اليوم نشاهد وقائع جديدة وتصريحات واضحة من اللاعبين السياسيين الدوليين تكشف مدى تبييتهم لمؤامرات إجرامية لهذه المنطقة، فبدءوا الآن بجمهورية قرغيزستان التي كانت تشهد صحوة إسلامية قوية خلال السنوات الماضية..


كنت قد كتبت قبل أسابيع قليلة مقالاً بعنوان ( الدول الكبرى تسعى لجعل آسيا الوسطى "أفغانستان الجديدة") ذكرت فيها توقعاتي وتحليلاتي لبعض المواقف السياسية الدولية تجاه منطقة آسيا الوسطى، وقلت بأن روسيا وأمريكا و"إسرائيل" وحلفائهم يسعون إلى إدخال هذه المنطقة الإسلامية التي تضم بين جنباتها عدداً من الشعوب المسلمة المغلوبة على أمرها في دوامة المشاكل وإغراقها في حروب أهلية طاحنة يشرفون عليها من وراء الكواليس، ويظهرون أنفسهم أمام العالم وكأنهم رحماء بالشعوب المقهورة يحاولون إنقاذها ويضعون لها خرائط طريق السلام المزعومة.


وها نحن اليوم نشاهد وقائع جديدة وتصريحات واضحة من اللاعبين السياسيين الدوليين تكشف مدى تبييتهم لمؤامرات إجرامية لهذه المنطقة، فبدءوا الآن بجمهورية قرغيزستان التي كانت تشهد صحوة إسلامية قوية خلال السنوات التي حكمها الرئيس الأسبق "عسكر أكاييف" الذي كان مقرباً من شعبه إلى درجة كبيرة، بخلاف زعماء دول آسيا الوسطى الآخرين، وهذا بشهادة الجميع.
ولهذا السبب نفّذ اللاعبون السياسيون الدوليون (سواءً بتنسيق مباشر فيما بينهم أو بدون تنسيق) المؤامرة الأولى قبل خمس سنوات أسقطوا من خلالها حكم الرئيس "عسكر أكاييف" إلى غير رجعة.


ثم وبعد أن جاء الرئيس السابق والمخلوع الجديد "كرمان بيك باكييف" إلى الحكم بذلك الانقلاب الأول المشؤوم بدأت الاضطهادات الإجرامية تتصاعد على رؤوس المسلمين، حيث قامت قوات الأمن القرغيزية وبمساعدة من قوات الاستخبارات الأوزبكية (وربما "الإسرائيلية" أيضاً) بتصفية العشرات بل المئات من الإسلاميين وغير الإسلاميين من السياسيين المناهضين لحكم "كرمان بيك باكييف" الدكتاتوري.


فكان من أبرز الضحايا المسلمين الشيخ المرحوم رفيق قاري كمال الدين - إمام وخطيب مدينة قاراصو القرغيزية على الحدود الأوزبكية- حيث قُتل مع عدد من تلاميذه في عملية حكومية إجرامية في عام 2006م (أي بعد مجيء كرمان بيك باكييف إلى السلطة بعام واحد فقط).
وكذلك زعيم المافيا في قرغيزستان سابقاً والمشهور باسم "ريسبيك" الذي اهتدى على يد جماعة الدعوة والتبليغ وقُتل وهو خارج من الصلاة من أحد المساجد في شمال قرغيزستان، وكان ذلك أيضاً بأيدي قوات استخبارات سرية تابعة لـ"باكييف" الذي جاء بالانقلاب الأول المشؤوم.


ذلك الرجل "ريسبيك" الذي لم يحاكَم ولم يُسْجَن ولم يُقْتَل ولم يؤذ أبداً طوال سنوات إجرامه في البلاد، ولكنه لما اهتدى وتاب إلى الله وبدأ يخدم الإسلام والمسلمين تمت تصفيته والتخلص منه !!
ومن أكبر جرائم الرئيس المخلوع الجديد "كرمان بيك باكييف" أيضاً أنه أجّج العداوة العرقية فيما بين الشعب القرغيزي نفسه، فقسمهم إلى قسمين "شمالي وجنوبي"، فجعل البلاد على شفا حفرة حرب أهلية طاحنة، وهذا الذي كان يعلمه أسياده المخفيين وراء الكواليس أن يقوم به، فلما نفذ لهم ما أرادوا وتهيأت الأجواء لإشعال فتنة دموية رهيبة جاء دوره في الانقلاب عليه.


فأصبحنا الآن أمام احتمالات عديدة ، كل واحدة منها أخطر من الأخرى، ولا ندري أي سيناريو بالضبط سيختاره اللاعبون الدوليون لتقرير مصير هذه الجمهورية الصغيرة المسلمة المقهورة، ومن ورائها الجمهوريات الأخرى المجاورة التي تعاني من رؤساء دكتاتوريين آخرين ينفذون مطالب اللاعبين الدوليين بامتياز وعلى درجات متقاربة بعضهم من بعض، وإن كان الرئيس الأوزبكي أقواهم على شعبه وأعلاهم درجة عند الشيطان الرجيم وشياطين الإنس الآخرين، والله أعلم، ونستغفر الله ونتوب إليه، و{إنا لله وإنا إليه راجعون}.


نسأل الله أن يلطف بالمسلمين وينقذهم من أيدي الظالمين رؤساء وأذناباً.

3/5/1431 هـ
 

المصدر: عبد الحق الأنديجاني - موقع المسلم
  • 0
  • 0
  • 2,540

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً