استقبال شهر شعبان

منذ 2010-06-28

«كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم يصوم، حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان»


الحمد لله الذى امتن على عباده بمواسم يرجعون فيها إليه، ويقبلون بقلوبهم عليه، فسبحان من أنعم علينا وتفضل، وأسبغ عطاياه وأسبل، وله الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم، وإليه ترجعون، وأشهد أن لا إله إلا الله، فاطر السماوات العلى، ومنشئ الأرضين والثرى، وأشهد أن محمدا عبده المجتبى، ورسوله المرتضى، صلوات الله وسلامه عليه، ما دار في السماء فلك، وما سبح في الملكوت ملك، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وبعد ..

إي والله ما هي إلا ساعة، ثم تنقضي بآلامها وأحزانها، وتبقى الحسرات والتبعات، وهكذا شأن الدنيا، قال تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} [الروم:من الآية 55].


والعبد العاقل، هو الذي يأخذ من حياته لمماته، ومن دنياه لأخراه، فالدنيا مزرعة الآخرة، وهي ساعة، فاجعلها طاعة، والنفس طماعة، فألزمها القناعة، وإلا فإن الأنفاس تعد، والرحال تشد، والتراب من بعد ذلك ينتظر الخد، وما عقبى الباقي غير اللحاق بالماضي، وعلى أثر من سلف يمشي من خلف، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من وعظ بنفسه، ومن رحمة الله تعالى علينا أن جعل لنا مواسم، فيها نفحات لمن يتعرض لها ويغتنمها، يفرح بها المؤمنون ويتسابق فيها الصالحون، ويرجع فيها المذنبون، ويتوب الله على من تاب، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، لسان حالهم يقول : {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ} [طه:من الآية 84].


وهذه المواسم منها ما هو شهر، ومنها ما هو يوم أو أيام، ومنها ما هو ساعة، وقد أظلنا شهر من تلكم النفحات، ألا وهو شهر شعبان، وقد قال عنه رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «ذاك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفعَ عملى وأنا صائم». رواه النسائى وأحمد بإسناد صحيح.


وروى البخاري ومسلم عن عائشة، رضى الله عنها قالت: «كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم يصوم، حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان».

وفي سبب تسميته، قال ابن حجر، رحمه الله،: "إن الناس بعد شهر رجب المحرم كانوا يتشعبون في طلب الغارات، ومن ثمَّ سُمي شعبان".



ولقد ذكر النبي، صلى الله عليه وسلم، معنيين لتفضيل الصيام في شهر شعبان:

المعنى الأول:
غفلة الناس عن هذا الشهر، لمَّا اكتنفه شهران عظيمان: الشهر الحرام رجب، وشهرالصيام رمضان، وفي هذا دليل على استحباب إعمار أوقات غفلة الناس بطاعة الله، وأن هذا محبوب لله عز وجل، ولذلك كان بعض السلف يستحبون إحياء ما بين العشاءين بالصلاة، ويقولون: "هي ساعة غفلة".


وفى ذلك فوائد منها:
• إن هذا يكون يكون أخفى للعمل، وأستر، وأكثر تحقيقا للإخلاص، لا سيما لو كان هذا العمل صياما، فإنه سر بين العبد وربه، وقد صام بعض السلف، رحمهم الله، أربعين يوما، لا يعلم به أحد، كان إذا خرج من بيته أخذ معه رغيفين، فتصدق بهما، فيظن أهله أنه أكلهما، ويظن أهل سوقه أنه أكل في بيته.

فسبحان الله، كم ستر الصادقون أحوالهم مع الله عز وجل، وريح الصدق تَنُمُّ عليهم! قالوا : ما أَسَرَّ عبد سريرةً، إلا أَلْبَسَهُ الله ردائها علانية.


• ومنها أن طاعة الله وقت غفلة الناس تكون أشق على العبد الصالح، وأفضل الأعمال أشقها، فإذا كانت الناس في طاعة الله عز وجل تيسرت الأعمال الصالحة على العباد، وأما إذا كان الناس في غفلة ومعصية تعسرت الطاعة على المستيقظين، وهذا معنى قول النبي، صلى الله عليه وسلم،: «إنكم تجدون على الخير أعوانا وهم لا يجدون»، وذلك لما أخبرَ الصحابةَ أن الواحد ممن بعدهم بأجر خمسين منهم.

• ومنها أن المنفرد بالطاعة بين أهل الغفلة والمعاصي، قد يُدفع به البلاء عن الناس كلهم، فكأنه يحميهم ويدافع عنهم، وصدق من قال :


لــــولا عباد للإله رُكَّع *** وصــــــــبية يتامى رُضَّع
ومهملات في الفلاة رُتَّع *** لَصُبَّ عليكم عذاب بلقع


المعنى الثانى :
(فضل الصيام في شهر شعبان) هو ما ذكره النبي، صلى الله عليه وسلم، بقوله: «هو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم».

ولا شك أن من حَرَصَ على الصيام في مثل هذه الأوقات، هو أشد حرصا على سائر الطاعات والأعمال الصالحات، من صلوات مفروضة، ونوافل مسنونة، وأذكار موظفة، وقراءة للقرآن، وصلة للرحم، وإنفاق في وجوه الخير، وغير ذلك.

وقيل في فضل الصيام في هذا الشهر إنه استعداد وتمرين لشهر رمضان، فلا يجد المرء مشقة وكلفة في صيامه، وكذلك الحال في بقية الأعمال، فيسن للمرء أن يجتهد في شهر شعبان، حتى إذا أتى رمضان، كان أكثر اجتهادا، وأكثر قدرة على طاعة الله عز وجل.


مضى رجب وما أحسنت فيه *** وهـــــــذا شهر شعبان المبارك
يا مضيع الأوقات جــــهلا بحر *** مـــــــــتها أفق واحذر بوارك
فسوف تفارق اللذات قــــــسرا *** ويخلي الموت كرها منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطــــايا *** بتوبة مخلص واجعل مدارك
على طلب السلامة من جحـــــيم *** فخير ذوي الجرائم من تدارك



قال تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَاز} [آل عمران:من الآية 185].

 

  • 7
  • 0
  • 23,153
  • nada

      منذ
    هل يجوز صوم الطلب في شهر شعبان
  • الشافعى احمد

      منذ
    اخواننا فى قناه اقرا وانا اتابع القناه هذه الايام اشاهد تقرير يوميا ياتى وقت الظهيره الساعه الثانيه والنصف تقريبا كل يوم عن الحصار على اخواننا فى قطاع غزه وسميتوه الثالثوث العدوان الاحتلال الجدار او الحصار وعلمت ايضا ان يوم الجمعه القادمه ان شاء الله سيكون لقاء لبعض علماء المسلمين على القناه على الهواء مباشرتا الساعه السادسه وستنضم بعض القنوات الاسلاميه معكم لنقل حديث العلماء للامه الاسلاميه عن حصار غزه اخواننا ان شاء الله ساشاهدكم يوم الجمعه وهذا اللقاء مع العلماء وهو لمده ثلاث ساعات كما علمت من القناه واتمنى من علماء المسلمين الذين سيحضرون هذا اللقاء وهم فى غنى عن توجهى لهم او نصيحتى لهم بخصوص ما سيدور فى هذا اللقاء وما الكلام الذى سيقال منهم للامه الاسلاميه فهم اهل علم ودين وفقه وحكمه وخبره وانا لا افقه ولا افهم فى الدين مثقال شعره فى صدر واحد منهم فانا علمى وفقهى فى الدين انما هو ثقافه سمعتها من هنا ومن هنا ومن كتاب هنا وشريط تسجيل هنا فهذا علمى وفهمى عن الدين والاسلام وشريعه الاسلام ليست بالذكاء والحنكه والخبره ولكن بالنعليم والدراسه والامتحان والنجاح والاجازه فشريعه الاسلام قال الله وقال الرسول عليه الصلاه والسلام وليس للعقل ولا الذكاء والكياسه اى صله واى قرابه لا من قريب ولا من بعيد فى شريعه الاسلام اللهم الا فى توصيل المعلومات لعوام المسلمين اما الحلال والحرام فهو قال الله وقال الرسول عليه الصلاه والسلام لا عقل ولا ذكاء ولا خبره ولا فلسفه ولكن صراط الله المستقيم الذى هما كتاب الله وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سبحانه لقد انزلنا اليكم كتاب فيه ذكركم افلا تعقلون وقال ايضا هو سبحانه الذى قال هذا لنا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لايحب الكافرين علماء المسلمين ان الاب عندما يراه اولاده متفائل قوى شديد يتحمل المصاعب والشدائد لا يهن ولا يحزن تجدون اولاده مباشرتا ياخذون منه هذه الصفات وهذه الطباع وتنغرز فى نفوسهم وتتشكلها بها نفوسهم فيصبحون صوره من الاب فى جلده وصبره وتفائله وعزيمته والعكس بالعكس وانظروا الى مجتمع الصحابه رضى الله عنهم ما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما واحده فى وهن او ضعف او قنوط او يتحسر على شىء مضى او هزيمه ابتلى بها او قتل احب الناس اليه ولكنهم يرونه دائما فى قمه اتفاؤل واعلى درجات الهمه والعزيمه والاصرار التى عرفتها البشريه او سمع عنها احد قبله عليه الصلاه والسلام وكانت النتيجه ان مجتمع الصحابه التى تربى على هذه المبادىء والقيم والاخلاق من رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج منهم جيل فى القوه والشده والصرامه والعزيمه لم يعرف التاريخ مثلهم لا مع نبى قبل ذالك ولا من جاء بعدهم الى يومنا هذا وهذه الساعه من المسلمين وكل ذالك يرجعوعود بد الله سبحانه وتعالى الى رسول الله وما رباهم عليه وانشاهم عليهم وما راوه هم انفسهم منه عليه الصلاه والسلام وكيف كان يتعامل مع الشدائد والمصائب وكيف كان يقاومها نعم كان يحزن عليه الصلاه والسلام ويتاسى احيانا مما يصيب المسلمين ويصبه هو عليه الصلاه والسلام ولا هناك حزن يفرق عن حزن زن القوى المتوكل على الله حزن ساعه ثم يقوم لا ينظر الى ورائه بل يخطط ليخرج منه وينتصر عليه فلو الغلق عليه باب فالله بيده مفاتح ابواب السماء والارض هذا حزن المتيقن فى الله الذى يعلم ان لها مخرج حتى توفى عليه الصلاه والسلام وقد بلغ رسالته واسلم على يديه عشرات الالف من اعدائه الذين كانوا يحاربونه من قريش وغيرها ودخل الاسلام وتمكن فى المدينه ومكه وعديد من القرى من حولها وبدا ذالك كله برسول الله صلى عليه وسلم لا تجلدوا الذات يا علماء المسلمين ولا تجلدون الامه بل بشروهم وارفعوا من الروح المعنويه للامه فى عز ورفعه وعلو العالم المسلمين الذى يعلم ما لايعلمه غيره من العوام ان الله سبحانه وتعالى ناصر دينه ومعز عباده واليائه قال سبحانه كتب الله لاغلبن انا ورسلى ان الله عزيزذو انتقام وقال ايضا ولاتهنوا ولا حزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين فمن وهن وحزن وضعف ففى ايمانه بالله شك ونقص مصداقه لقوله سبحانه فلم يقل احد نفرح ونسعد لما يحدث للمسلمين لان الله سبحانه وتعالى وعد الامه بالنصر ولكن نحزن ونتاسى وتدمع عيوننا بعز الواثق من نصر الله وتاييد الله بعد كل هذا فالمشاعروالاحاسيس والقلوب تغلب اصحابها قال سبحانه ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً