وطني يؤلمني
وسام الشاذلي
لم أكن أنوي الكتابة في السياسة ولكن وطني "يؤلمني"!
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
قناعات: الإخوان ليسوا إرهابيين "مع تحفظي على الكلمة واستخدامها أصلاً" ويتعرضون لأبشع أنواع الظلم الآن والدفاع عنهم ومساعدتهم واجب على كل "حر" مهما كان حجم الخلاف معهم، والذي يضرب في الزحام ويمارس القهر لمن "وقع" على الأرض ليس بإنسان ولا حر ولا حتى "رجل"... النظام الحالي ليست مشكلته الوحيدة هي "الفشل" ولكنه نظام "فاشي" تماماً والناطقين باسمه يتبنون خطاب إقصائي عنصري لم يسبق له مثيل!
مافعله ويفعله النظام سيقودنا إلى حلقة من "العنف" الدائم ... الصلح "المجتمعي" بعيداً عن الأنظمة واجب على كل "عاقل" أن يسعى له، أتحدث عن الصلح بين فئات المجتمع وأي جهد في اتجاه وقف الانقسام! القارئ للتاريخ يدرك أنه لا يمكن أن تعيش الشعوب وتستمر وتنجح بسياسة "كاسب-خاسر" حيث هناك طرف يكسب تماماً والآخر يخسر تماماً، ولكنها تعيش وتستمر بسياسة "كاسب-كاسب"! لأن علاقة الشعوب بعضها ببعض طويلة المدى وليست علاقة عابرة.
المنهزم الآن المسحوق تحت الأقدام سيأتي يوم ويقوم من انهزامه وينفض التراب عن ملابسه، وساعتها سيكون أول شيء يفكر فيه هو "الانتقام" ولن يرحم هو أيضاً! وهكذا، وإذا دخلت الشعوب هذه الدائرة لن تخرج منها أبداً بسهولة والثمن سيكون مؤلم للجميع ولن تنفعك أسوار "الكُمباوند" أو حرسك الشخصي! ولن يكون هناك حل سوى الانضمام إلى جماعة "التفكير في الهجرة"، فلا تفرح كثيراً إن كنت "الكاسب" الوحيد الآن فالأيام ستتقلب والتاريخ "مرعب"، السلام المجتمعي أمر هام جداً!
لا أطلب منك أن تؤمن بقناعاتي ولكن أطلب منك أن تفكر وتستخدم عقلك ثم تكون لك قناعاتك المبنية على أساس متين وواقعي وعلمي، أما إن كنت من المؤمنين بفكرة أن الشخص قد يكون "طيب" و جميع المحيطين به "أشرار" وأن جميع الأعداء الخارجيين وقوى الشر مجتمعة ضدنا وأنه لا صوت يعلو فوق معركة "الإرهاب" فتجاهل كلماتي واقرأ ماذا قال جورج أورويل سنة 1949 في روايته الشهيرة "1984": "إدراك المرء لكونه في حالة حرب ومن ثم تتهدده الأخطار يجعل من تسليم كل السلطات لحفنة صغيرة من الناس أمراً طبيعياً وشرطاً محتوماً للبقاء على قيد الحياة" دمتم بخير و"فهم"!
لم أكن أنوي الكتابة في السياسة ولكن وطني "يؤلمني"!