يا أهل الجنة هل رضيتم؟!
محمد علي يوسف
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
ليس العجيب أن يسعى الأدنى لإرضاء الأعلى أو أن يتبين دوما هل حقق هذا الرضا أم لا
الابن يطلب رضا والديه والمرؤس يطلب رضا رئيسه وليس العكس..
أما أن يسأل الأعلى من هو أدنى منه عن رضاه ويريد له أن يكون راضيا فهذا ما يعجب له العقل و يذوب القلب تأثرا به
حين يسأل المولى أهل جنته فيقول لهم: يا أهل الجنة هل رضيتم؟!
بل ويسأل أدناهم وآخرهم دخولا فيقول: عبدى أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟
أن يقول الملك الجليل "لعلك ترضى" و "أترضى" و "هل رضيتم" و "لسوف يرضى" و "رضوا عنه" و "راضية مرضية" إلى آخر تلك الكلمات التي تدور كلها حول ذات المعنى
أن يرضى العبد!
إن هذا مالا يجد له العقل تفسيرا إلا إذا تذكر أنه الرحمن الرحيم الأرحم بعبده من أم بولدها
وعندئذ يدرك العبد أن مدار الأمر وأوله ومنتهاه يكمن في تلك الكلمة ذات الأحرف القليلة
الرضا ...
أن يلج العبد باب الرضا ليدخل إلى تلك الجنة الدنيوية التي يتذوق فيها طعم الإيمان حين يجد حلاوة الرضا بربه وبدينه وبنبيه ابتداء ثم بعد حين ترجع نفسه المطمئنة لربها راضية مرضية ثم ينعم انتهاء بسماع السؤال الرباني:
- عبدي أترضى؟
- يا أهل الجنة هل رضيتم؟
ثم يحل عليه الرضوان جزاء من جنس عمله كما ورد كل حرف مما سبق في الآيات والأحاديث الصحيحة
عندئذ لا يملك العبد إلا أن يردد بكل ذرة منه كلمة أهل الجنة
"قد رَضِينَا عَنْكَ فَارْضَ عَنَّا"