اللعنة تصيب الكنيسة .. جرائم الشذوذ الجنسي تزلزل الفاتيكان
ملفات متنوعة
يتردد في الكثير من الأوساط الغربية بأن " الكنيسة أصابتها اللعنة،
فلا تكاد تخرج من ورطة حتى تسقط في مأزق، فالفضائح تطاردها في كل
الأماكن وكل الأوقات " ..
- التصنيفات: اليهودية والنصرانية -
يتردد في الكثير من الأوساط الغربية بأن " الكنيسة أصابتها اللعنة،
فلا تكاد تخرج من ورطة حتى تسقط في مأزق، فالفضائح تطاردها في كل
الأماكن وكل الأوقات " ليس ذلك فحسب، بل أن بابا الفاتيكان بنديكت
السادس عشر، الشخص الذي كان يمثل الشجرة التي تغطي غابة الشذوذ
الكنسي، جرفه التيار، وهو يصارع أمواج اليم بعد أن لطخته هو الآخر
بالوحل، فهو متهم بصفته وشخصه بالتستر على تلك الجرائم عندما كان
كاهنا فكاردينالا بألمانيا. ولم تنفعه الأصوات المبحوحة التي حاولت
عبثا الدفاع عنه.
دفاعا عن البابا لا الكنيسة: لم تستطع الكنيسة الكاثوليكية الدفاع عن
نفسها في وجه الاتهامات التي لم تستطع إخفاءها فضلا عن انكارها، فقد
كانت جميع الحجج ضدها، وضحاياها بعشرات الآلاف، ولا يزال الكثيرون
يكشفون بشكل يومي تقريبا عن جرائم القساوسة والكرادلة ضد الأطفال، حتى
كتب أحدهم إن " الله يحارب الكنيسة بأفعال قساوستها ورؤوسها " وكتب
آخر " اللعنة تصيب الكنيسة " ولا تزال جرائم الشذوذ الجنسي تزلزل كيان
الفاتيكان وتهزه هزا، حتى عندما يحاول الدفاع عن حبره الأعظم، فشرف
الكنيسة الذي ذهب مع الفضائح الفضائع تقزم وتختزل في شخص رجل واحد هو
بنديكت السادس عشر. ولم يستطع الفاتيكان الدفاع عن نفسه وعن الكنيسة
فراح يدين وبشدة محاولة ربط بابا الفاتيكان بجرائم الشذوذ الجنسي في
ألمانيا والتي قيل إنه تستر عليها. وكانت عدة صحف ووسائل اعلام
ألمانية وبريطانية وايطالية قد اتهمت بنيديكت السادس عشر بالتستر على
بعض الجرائم ومنها جريمة اعتداء أحد القساوسة على أطفال قصر سنة 1980
م، منهم طفل في الحادية عشر من عمره، ولم يزد بنيديكت السادس عشر،
جوزيف رايسنغر، آنذاك، على نقله إلى مكان آخر. وظل القس الفاسد يقوم
بالوعظ في الكنائس ويتواصل مع أطفال آخرين (... ).
وبعد 6 سنوات من جريمته الأولى، حكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات سجنا،
( مع وقف التنفيذ ) وفق بي بي سي، بعد إدانته بالاعتداء جنسيا على
أطفال آخرين. ولا يزال ذلك الوحش الكاسر يمارس الدجل الكنسي بولاية
بافاريا، في ثيابه البيضاء وصليبه المتدلي على صدره والذي أصبح رمزا
للدعارة، حسب الكثير من الاطياليين، فهو يشير " إلى أماكن الجنس
الحساسة، والتي تأخذ عملية الاشارة إليها ( عند المرأة ) شكل الصليب
". وقد حاول الفاتيكان على لسان، فيديريك لومباردي، إبعاد أي علاقة
لبابا الفاتيكان بالقس المتوحش دون جدوى. وقال إنه يدعو لكشف الحقيقة
كاملة، ودفع التعويضات اللازمة للضحايا. وكان بابا الفاتيكان قد التقى
برؤوس الكنيسة الألمانية الذين قدموا له قائمة بأسماء ضحايا القساوسة
المتهمين بارتكاب جرائم الشذوذ الجنسي ضد الأطفال داخل الكنائس
والمدارس الكنسية. ونقل عن بابا الفاتيكان قوله إن الكنيسة ليس لها
هدف من إخفاء حقيقة الجرائم وأسماء الضحايا والجناة من القساوسة
والكهنة والكرادلة وغيرهم. أو التغطية على تلك الجرائم، وأنه طالب
بمحاكمتهم وتسليط القصاص العادل بحقهم. ومن غير المتوقع محاكمة
القساوسة المعتدين على براءة الأطفال داخل الكنائس، والتخفي وراء
الصلبان، بسبب أن بعض القضايا مر عليها وقت طويل، ولكن ذلك لن يسقط حق
الضحايا في ( التعويضات ) المالية. ولم يصدر حتى الآن أي قرار من
الفاتيكان بتسريح القساوسة المجرمين، خوفا من أن تبقى الكنائس خاوية
على عروشها، أكثر مما هي عليه الآن. وكان بابا الفاتيكان قد قدم
اعتذارا لآلاف الضحايا في كل من أمريكا واستراليا.
اتهامات مباشرة لرايتسنغر: صحيفة التايمز اللندنية ردت على نفي
الفاتيكان ضلوع بابا الفاتيكان، جوزيف رايتسنغر ( بنديكت السادس عشر )
في التستر على جرائم الشذوذ الجنسي، وذكرت في عددها الصادر يوم 14
مارس 2010 م أن " البابا بنديكت السادس عشر، متورط بشكل مباشر في
فضيحة الجرائم الجنسية للقساوسة في الكنيسة الكاثوليكية، لأنها ارتكبت
عندما كان بابا الفاتيكان الحالي، كاردينالا في ألمانيا، وكان
القساوسة المتورطين يتبعون إدارته مباشرة وهم 170 قسا ألمانيا بينهم
شقيق بابا الفاتيكان جورج راتسنغر. بينما قالت صحيفة " دير شبيغل أن "
نحو 100 قسيس متورط في جرائم الشذوذ الجنسي، لم يجر الفصل قضائيا سوى
في 30 حالة و10 حالات أخرى حصلت في 4 مدارس كنسية خاضعة للتحقيق .
وكانت فضائح قد تفجرت في كل من استراليا والولايات المتحدة الأمريكية،
وايرلندا، وكرواتيا، وسلوفينيا، وايطاليا وغيرها. ووصف بابا الفاتيكان
تلك الجرائم بأنها " جريمة بشعة وخطيئة كبيرة ".
الجرائم البشعة والخطايا الكبرى، أصبحت شغل بابا الفاتيكان الذي
تجاوز التسعين سنة، فقد شغلته كثيرا عن أمور أخرى، ففي منتصف فبراير
2010 م التقى أساقفة ايرلندا ليبحث معهم تستر الكنائس على فضائح
الجرائم الجنسية بحق الأطفال. وقال الأسقف جوزيف دافي إن " الكنيسة
أصابها ضرر بالغ بسبب تلك الفضائح، وها أنا أقولها لكم بأعلى صوتي
وبكل صراحة، الكنيسة جريحة بسبب تلك المآسي " وأكد تقرير لجنة التحقيق
التي شكلتها أبريشية دبلن والذي جاء في 720 صفحة أن " مما لا شك فيه
أن اعتداء الكهنة على الأطفال جنسيا تم التستر عليه بين يناير 1975
وحتى مايو 2004 م " وهي الفترة التي تناولها التقرير. وكان رايسنغر قد
أعلن عزمه محاربة الاسلام، والتدخل في شؤون الدول الاسلامية من خلال
إثارة ما يسمى بقضية نصارى الشرق. وهوم ما أعلنه صراحة نهاية يناير
الماضي في كاتدرائية القديس بولس.( سنتناوله بعون الله في تحقيق خاص
).
لعنات بعضها فوق بعض: ولم يكد بابا الفاتيكان يلتقط أنفاسه من
ضربة كنيسة ( رايسنغر ) في ألمانيا، حتى تفجرت فضيحة جديدة، داخل
ديوان بابا الفاتيكان، وتحديدا مجموعة بروتوكوله المعروفة باسم "
نبلاء قداسته " ومن بينهم أنجيلو بالدوتشي، والذي سهر على خدمة نزواته
عناصر من اركسترا الفاتيكان ( فرقة الانشاد المقدس ) ومن بينهم
النجيري توماس شينيدو ايهيم ( 29 سنة ) ( وفق صحيفة الغارديان )، حيث
لم يكن الوحيد كما ذكرت بعض المصادر، وتمثلت الفضيحة الجديدة في تورط
موظف كبير وعضو أركسترا الفاتيكان، ليس في جريمة شذوذ جنسي ( خاصة )
وإنما في إدارة شبكة دعارة بل شبكة شذوذ مقرفة. وقد كشفت الشرطة شبكة
الشذوذ عندما كانت تتنصت على قضايا تتعلق بالفساد طالت المتهمين داخل
حظيرة الفاتيكان، ومن بينهم بالدوشي الذي اعتقل في 10 فبراير الماضي
بتهم الفساد. وقيل حينها أن " عار جديد طال الفاتيكان " وكانت فضائح
مماثلة قد هزت الفاتيكان، ويبدو أنه يستعد للتعايش معها مستقبلا ومن
تلك الفضائح ما أفضى إلى استقالة رئيس تحرير مجلة كاثوليكية تسمى (
المستقبل ) ويا للمفارقة. واعتبر الفاتيكان ما تتناقله وسائل الاعلام
الايطالية والاوروبية حول جرائم الشذوذ " حملة هجومية ضد بابا
الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر، ومن بينها الحديث عن مؤامرة ومكيدة في
الفاتيكان ". بقي التأكيد ووضع أسطر تحت هذه الحقيقة المدوية "
بالدوشي مستشار رفيع في مجمع تبشير الشعوب، وهي الإدارة العليا في
كنيسة الروم الكاثوليك الخاصة بالنشاط التنصيري.. ومنذ 1995 يعمل عضوا
في مجمع الأخوة العالمية ".
لم تنته متاعب الفاتيكان ومعاناته وانكساراته وفضائحه عند هذا
الحد، بل هناك مطالب جديدة ( غير التي تحدثنا عنها في مقالات سابقة
حول فضائح الكنيسة ) تتعلق بزواج القساوسة والكهنة الذين تحولوا إلى
لعنة في صليب الكنيسة، ففي 25 يناير الماضي ذكرت وكالة الأنباء
الايطالية ( آكي ) أن استطلاع أجري في بلجيكا أظهر بأن 73 في المائة
من الكاثوليك في البلاد يؤيدون زواج الكهنة حتى لا يضطروا إلى العادة
السرية أو اغتصاب الأطفال داخل الكنيسة. وأظهر الاستطلاع أن نسبة
المؤيدين لزواج الكهنة ارتفعت بشكل ملحوظ حيث لم تكن تتجاوز 66 في
المائة. وشمل الاستطلاع 1205 أشخاص، أكد معظمهم أن فضائح القساوسة
ساهمت في خفض عدد الكاثوليك. وقال المصدر أن الاستطلاع أكد أن
الفاتيكان في واد، والناس العاديين الذين سئموا أخبار الشذوذو الجنسي
الكنسي في واد آخر. ويخشى الفاتيكان من أن يؤدي تحقيق مطالب النصارى
إلى تدمير عقيدة نصرانية راسخة تزعم أن بابا الفاتيكان معصوم، بحكم أن
أحد البابوات حكم بعدم زواج الكهنة قبل 8 قرون.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فأحد القساوسة الاسبان ويبلغ من
العمر 27 سنة ضبط في 22 فبراير 2010 م بالجرم المشهود، ومن ذلك انفاقه
17 ألف يورو على مكالمات جنسية. وقالت وكالة ( هينا ) الكرواتية التي
أورت النبأ في 23 فبراير 2010 م ( لدينا نسخ من المصادر المذكورة في
التحقيق ) أن " القس اعترف بصرف المبلغ الذي كان مخصصا لبعض أعمال
الكنيسة في مكالمات جنسية مع عاهرات ".
بابا الفاتيكان ليس مشغولا بفضائح قساوسته فحسب، بل بما يثيره
اليهود حول نازيته، وحول تطويب، بيوس الثاني عشر، الأمر الذي دفع كبير
حاخامات ايطاليا جوزيبي لاراس إلى اعتبار زيارة قام بها بابا
الفاتيكان لكنيس يهودي في روما بأنها سلبية. رغم تذلل الفاتيكان
لليهود وركوعه بل انبطاحه لليهود ومن ذلك ( تبرئة اليهود من دم المسيح
) وتهنئته لليهود على لسان بابا الفاتيكان الحالي ( باستعادة أرض
أجدادهم ). ويتهم اليهود بابا الفاتيكان، بيوس الثاني عشر، بعدم اتخاذ
موقف صريح مما يوصف بالمحرقة النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
مؤكدين بذلك عدم اكتفائهم بما قدمه الفاتيكان من تنازلات مذلة حتى
الآن. ولا شك فإن عبد شهوته، يكون عبدا لمن يستطيع استخدامه
وتطويعه.
11/4/1431 هـ
المصدر: عبد الباقي خليفة - موقع المسلم