احذر الوسواس الخنّاس وجنده في رمضان
يقول لك: انظر إلى نفسك، أنت فاتر.. وتعبَتْ روحُك، بعد البداية الجادّة الحامية. أو يقول: الناس يبكون وأنت لا تبكي، لا فائدة منك! أو يقول لك: أنت لا تشعر بأي حلاوة، ولا تجد أي "روحانيّات!".
الحمد لله وحده.
احذر الوسواس الخنّاس وجنده في رمضان!
** فإنه إن لم تأتك وساوسه في أوّل الشهر؛ أتتك بعد نحو أسبوع، ولا أظنّه يتأخّر عن هذا الموعد، يأتيك فيحاول أن يصيبك باليأس والقنوط، بعد أسبوع من بداية رمضان، أو أقلّ قليلاً، أو أكثر قليلاً.
** يقول لك: انظر إلى نفسك، أنت فاتر.. وتعبَتْ روحُك، بعد البداية الجادّة الحامية. أو يقول: الناس يبكون وأنت لا تبكي، لا فائدة منك! أو يقول لك: أنت لا تشعر بأي حلاوة، ولا تجد أي "روحانيّات!".
** ويساعد على هذا للأسف: بعض الخطاب المتجنّي المنتشر في الشهر الكريم، فهو خطاب صادٌّ عن سبيل الله، وإن لم يقصد أصحابه ذلك.
ولعلّي أكتب عنه قريبًا إن شاء الله.
===
والذي يستجيب لهذه الوساوس، وذلك الخطاب الفاسد:
1- إمّا أن ييأس من نفسه، ويتّهمَها بأنها ليست من (أولئك) المؤمنين الصابرين الصادقين، وربما يقول لها (مفيش فايدة)!
2- أو يقول لنفسه: (أنا لستُ ممّن فتح له في باب صلاة النافلة).. ولا باب (قراءة القرآن)، ولا سائر أعمال رمضان!
** وغالبا -في الحالتين- يترك العمل بأعمال البر الرمضانية، الصدقة، والصلاة، والقراءة، والتدبر!
وربما ينصرف عن الاعتكاف، يترك كلَّ ذلك، أو بعضَه، أو يقتصر على حدّ ضئيل جدّا منه.
** ويظل كذلك إلى قريب من آخر الشهر، أو ربما: الشهر كلّه!
حتى يفيق بعد انفضاض الموسم، فتعلوه الكآبة ويعتريه الحزن.. وقد لا يحزن، ويترك مجاهدة نفسه جملة.
** وأصدق شيء في حاله؛ هو ذاك الحزن، فهو حزن الصدق، وكآبة الإيمان، فقد كان يخدع نفسه!!
====
إياك أن تستجيب لهذه الوساوس، ولا تلك الهلاوس.
إياك أن تضيّع الفرصة..
وللحديث بقيّة إن شاء الله
- التصنيف: