ما أوسعَ رحمتَك

منذ 2016-06-16

إلهي وخالقي، ما أوسعَ رحمتَك .. ! 

سياقٌ بديع ولا أروع ، في سورة المائدة .. فتأمَّل ! 
الآيات: الثانية والسبعون، والثالثة والسبعون، والرابعة والسبعون .. وكأنك تقرأها للمرة الأولى في حياتك !

الآية [72] يقول الله تعالى: 
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ }.

ثم يُتبعها ربنا بالآية [73] فيقول: 
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ }.

ثم تأتي الآية [74] في سياقٍ بديع؛ تعجز الأقلام عن وصفه، والمِداد عن رسْمه: 
{ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.

فانظر وتأمّل .. !
كيف آثروا الكفرَ على الإيمان، ونسبُوا له الصاحبةَ والولدان .. ؟!
ثم هو يَدعوهم ويُقرِّبهم : 
{ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }. 

فلا تيأسنَّ لعصيانك، ولا تقنطنَّ لخِذلانك .. 
فرحمتُه سبقَت غضبَه، وعفوُه سبقَ مؤاخذَته .. 
كتبَ على عرشه: « إنَّ رحمتي سبقَت غضبي ». 

ولله دَرُّ القائل :

لمَ لا يُرجَى العفوُ من ربِّنا    .:.   وكيف لا يُطمعُ في حِلمِهِ

وفي الصحيحينِ أتى إنَّه    .:.    بعبدِه أرحمُ من أمِّهِ

فأقبِلْ عليه يُقبل عليك، وادْنُ واقترب ولا تخَف، إنك من الآمنين .. ! 
أبوفهر المسلم

أبو فهر المسلم

باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله

  • 11
  • 1
  • 3,722

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً