شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - 57 - هــــرج ومــــرج ...!!

منذ 2016-07-11

تقــــــــــول صـــــــاحبتنــــــــــا :
وبينما سلمتُ لأمر الله، وكان جلّ همي كيف الذهاب إلى الطواف بسرعة وغير أناة ...!
تباينت ردود الأفعال، من النساء والرجال ...!!
فبينما أمهلتنا الشرطة بعض الوقت؛ لنجمع أمتعتنا وما يخصنا فقط ...!!
إذا بأشب رجل من الرفقة، يحاول نزع حديد نافذة حجرتنا ليفر من الشرطة ... !!
إلى أن تمسكت أمه العجوز بثوبه كي لا يرحل، تبكي وتستعطفه كي لا يفعل ...!!
وإذا بأختنا الممرضة تسعى للفرار جاهدة ...!!
قالت: من منكن تأتي معي إلى الحرم فهناك - بلاشك- سنجد ما نبغي من الأمن ..؟!
فما استجابت لها واحدة منا، حتى صغيرتها تمسكت أن تكون معنا ...!!
فعجبتْ ونفرتْ من صمتنا، و ترجمته بعجزنا ...!!
وبينما أخذت بعض الأخوات في البكاء الشديد، حتى علا في الجو صوت الشهيق و النشيج ...!!
- إذا بإحدانا تسأل أخرى برجاء: ماذا إن سعت النساء للبقاء، فسمحوا لهن دون الرجال، أيصح أن نحج على ذلك الحال ؟!
- فأجابتها الأخرى بلا تحفظ: إنها حجة الفريضة، يا ليت ذلك الأمر يحدث ...!!
و لقد سألنا في بلدنا لو أن ذلك حدث لنا؟
فكان الجواب: إن حدث فلا بأس من بقاء النساء للحج ...!!
فلما سمعت السائلة جواب سؤالها، وما افترضت حدوثه وما عَنَّ ببالها، ذهبت في الحال إلى زوجها، 

- وقالت : أرجو منك المعذرة...!!
- قال :علام ..؟!!
- قالت بشدة وجفاء : ماذا لو رحّلت الشرطة الرجال دون النساء ؟
- قال بدهشة شديدة : أو تتركينني يا زوجتي العتيدة ...!!
- ردت بسذاجة فريدة : نعم نعم إنها حجة الفريضة ؛
وقد سألتُ وعلمتُ أن ذلك جائز إن أنا فعلت ...!!
- فسمع بعض من قرب من الرجال ما دار بين الزوجين من حوار، و هتفوا يعْلِمون بقية من في الدار ...!!
فهاج وماج الرجال، وكان أول المهتاجين أبي، هب بشدة يزجرنا و يتوعد من ستقترب من باب أو نافذة منا ...!!
- ثم توجه إليّ بالكلام : قال يا ابنتي إياك ثم إياك ثم إياك أن تتحركي إلا برفقتي ...!!
- قلت : أبي - فضلا- سأعطيهم جواز السفر، وأذهبن لأطوفنّ للوداع في الحرم ...!!
ووالله لن أتأخر، رافقني - فضلا - إن أمكن ...!!
- قال : والله لن تتحركي من هن ، ولن تذهبي وحدك أو حتى معنا ...!!
- فقلت: والله لا أنوي فرارا، فقط أودّع بالطواف و أعود حالا ...!!
- قال : هيهات ثم هيهات لن تتحركي من هنا بالذات ...!!
- فقلت: وهل يعقل أن أبقى بلا أوراق أو مال ؟!
يا أبي إن ذلك محال ...!!
ثم أخذت أبكي له و أتوسل، قال انسي لصالحك الأمر ...!!
ولم أجد بدا من إبداء طاعتي، وجلست في جانب أبكي قلة حيلتي ...!!
و.......... يتبـــــــــــــع . 

أم هانئ

  • 0
  • 0
  • 1,498
المقال السابق
56 - التـــــوقيــــــف ....!!
المقال التالي
59- بين الضحك والبكاء ...!!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً