الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه نسير..
أحبتي في الله, كم هو جميل التمسك بحبل الله, والارتباط به تعالى وبكل ما يحب ومن يحب, ومن أوثق عرى هذا الارتباط المحبة في الله والبغض في الله كما جاء في الحديث « أوثق عرى الإسلام الحب في الله والبغض في الله » , فالولاء لله ولرسوله وللمؤمنين, ومحبة الخير لهم, وتقديم ما يحب الله على هوى النفس, وكذا بغض الكافرين, وبغض كل ما يغضب الرب تعالى هو من أوثق عرى الإسلام.
وقد بين تعالى أن التعارف بين الناس مما حض عليه الشرع فقال { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُواْ } سبحان الله, الشرع يوجه إلى التعارف، ومن أعلاه المحبة في الله وهي من مقاصد الشريعة النبيلة, وبيَّن سبحانه السبيل الطيب للتعارف وتفاضل الناس منزلة في قلبك, حيث يلزم من التعارف انجذاب القلوب إذا تآلفت، ومن هنا قنَّن الشرع هذا التجاذب بين القلوب فقال تعالى { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } .
ومن هنا يكون التفاضل في التواد والتعارف قائم على التقوى والرابط الإيماني, فكلما كان العبد أقرب لله وألزم لشرعه كلما استحق من الولاء والمحبة القدر الزائد.
ومما ابتليت به الأمة فقدان هذا المعنى الرائع في البناء الأخوي والرابط الإيماني, حيت دب الاختلاف والتفرق, وانحاز كثير من أهل الإيمان إلى شعب وفِرق، فأصبح الولاء للفرقة والجماعة قبل أن يكون لله تعالى ورسوله, فغلب الهوى, ودخل الشيطان بين المتحابين بعد أن يئس أن يعبد في ديار الإسلام.
وهذه العصبية للمسميات من أسباب الضعف الظاهر للأمة، حيث أن هؤلاء الصفوة من شباب وشيب الصف الإسلامي لو اجتمعوا تحت راية واحدة مبنية على الأسس المشتركة بينهم, لهابهم الشرق والغرب, ولكن هيهات هيهات, فتسفيه الآخر والحمية للمسميات أخذت فينا مآخذ شتى, والعجب كل العجب أن العدو مشترك, ولا يخاف فينا جميعاً مع اختلاف مسمياتنا إلأً ولا ذمة, قال تعالى { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } .
قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله "وفي هذا تحذير للمسلمين من تشتتهم وتفرقهم فرقاً، كل فريق يتعصب لما معه من حق وباطل, فيكونون مشابهين بذلك المشركين في التفرق، بل الدين واحد, والرسول واحد, والإله واحد, وأكثر الأمور الدينية وقع فيها الإجماع بين العلماء والأئمة, والأخوة الإيمانية قد عقدها الله وربطها أتم رباط، فما بال ذلك كله يلغى ويبنى التفرق والشقاق بين المسلمين على مسائل خفية, أو فروع خلافية, يضلل بها بعضهم بعضاً ويتميز بها بعضهم على بعض؟؟
فهل هذا إلا من أكبر نزغات الشيطان, وأعظم مقاصده التي كاد بها للمسلمين؟؟
وهل السعي في جمع كلمتهم وإزالة ما بينهم من الشقاق المبني على ذلك الأصل الباطل إلا من أفضل الجهاد في سبيل الله, وأفضل الأعمال المقربة إلى الله" انتهى.
وما بناء هذا التفرق إلا على ثوابت الجهل والعصبية، قال ابن القيم رحمه الله:
وليعلم كل مسلم أنه بهذا التفرق ما يزيد الإسلام إلا ضعفاً ووهناً في وقت تكالب فيه الأعداء على الأمة, والأمة الآن في أمسّ الحاجة لأن يفسح كل منّا صدره للآخر, فإن لم نستطع أن نكون في بوتقة واحدة فعلى الأقل ليعذر كل من الآخر, ويمد يده لإخوانه, ولا يحقر من المعروف شيئاً { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }
اللهم اجمع شمل المسلمين, وفرّج كرب المكروبين وانصر أحبابنا في الشيشان وفلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير والفلبين, و في كل سهل وجبل يا رب العالمين, اللهم حكِّم شرعك في الأرض, اللهم ثبت قلوبنا وانصرنا على القوم الكافرين.
{ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ }
أحبتي في الله, كم هو جميل التمسك بحبل الله, والارتباط به تعالى وبكل ما يحب ومن يحب, ومن أوثق عرى هذا الارتباط المحبة في الله والبغض في الله كما جاء في الحديث « أوثق عرى الإسلام الحب في الله والبغض في الله » , فالولاء لله ولرسوله وللمؤمنين, ومحبة الخير لهم, وتقديم ما يحب الله على هوى النفس, وكذا بغض الكافرين, وبغض كل ما يغضب الرب تعالى هو من أوثق عرى الإسلام.
وقد بين تعالى أن التعارف بين الناس مما حض عليه الشرع فقال { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُواْ } سبحان الله, الشرع يوجه إلى التعارف، ومن أعلاه المحبة في الله وهي من مقاصد الشريعة النبيلة, وبيَّن سبحانه السبيل الطيب للتعارف وتفاضل الناس منزلة في قلبك, حيث يلزم من التعارف انجذاب القلوب إذا تآلفت، ومن هنا قنَّن الشرع هذا التجاذب بين القلوب فقال تعالى { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } .
ومن هنا يكون التفاضل في التواد والتعارف قائم على التقوى والرابط الإيماني, فكلما كان العبد أقرب لله وألزم لشرعه كلما استحق من الولاء والمحبة القدر الزائد.
ومما ابتليت به الأمة فقدان هذا المعنى الرائع في البناء الأخوي والرابط الإيماني, حيت دب الاختلاف والتفرق, وانحاز كثير من أهل الإيمان إلى شعب وفِرق، فأصبح الولاء للفرقة والجماعة قبل أن يكون لله تعالى ورسوله, فغلب الهوى, ودخل الشيطان بين المتحابين بعد أن يئس أن يعبد في ديار الإسلام.
وهذه العصبية للمسميات من أسباب الضعف الظاهر للأمة، حيث أن هؤلاء الصفوة من شباب وشيب الصف الإسلامي لو اجتمعوا تحت راية واحدة مبنية على الأسس المشتركة بينهم, لهابهم الشرق والغرب, ولكن هيهات هيهات, فتسفيه الآخر والحمية للمسميات أخذت فينا مآخذ شتى, والعجب كل العجب أن العدو مشترك, ولا يخاف فينا جميعاً مع اختلاف مسمياتنا إلأً ولا ذمة, قال تعالى { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } .
قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله "وفي هذا تحذير للمسلمين من تشتتهم وتفرقهم فرقاً، كل فريق يتعصب لما معه من حق وباطل, فيكونون مشابهين بذلك المشركين في التفرق، بل الدين واحد, والرسول واحد, والإله واحد, وأكثر الأمور الدينية وقع فيها الإجماع بين العلماء والأئمة, والأخوة الإيمانية قد عقدها الله وربطها أتم رباط، فما بال ذلك كله يلغى ويبنى التفرق والشقاق بين المسلمين على مسائل خفية, أو فروع خلافية, يضلل بها بعضهم بعضاً ويتميز بها بعضهم على بعض؟؟
فهل هذا إلا من أكبر نزغات الشيطان, وأعظم مقاصده التي كاد بها للمسلمين؟؟
وهل السعي في جمع كلمتهم وإزالة ما بينهم من الشقاق المبني على ذلك الأصل الباطل إلا من أفضل الجهاد في سبيل الله, وأفضل الأعمال المقربة إلى الله" انتهى.
وما بناء هذا التفرق إلا على ثوابت الجهل والعصبية، قال ابن القيم رحمه الله:
وتَعَرَّ من ثوبين من يلبسهما |
يلق الردى بمذلة وهــــوان |
|
ثوب من الجهل المركب فوقه |
ثوب التعصب بئست الثوبان |
|
وتَحَلَّ بالإنصاف أفخر حلـة |
زينت بها الأعطاف والكتفان |
وليعلم كل مسلم أنه بهذا التفرق ما يزيد الإسلام إلا ضعفاً ووهناً في وقت تكالب فيه الأعداء على الأمة, والأمة الآن في أمسّ الحاجة لأن يفسح كل منّا صدره للآخر, فإن لم نستطع أن نكون في بوتقة واحدة فعلى الأقل ليعذر كل من الآخر, ويمد يده لإخوانه, ولا يحقر من المعروف شيئاً { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }
اللهم اجمع شمل المسلمين, وفرّج كرب المكروبين وانصر أحبابنا في الشيشان وفلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير والفلبين, و في كل سهل وجبل يا رب العالمين, اللهم حكِّم شرعك في الأرض, اللهم ثبت قلوبنا وانصرنا على القوم الكافرين.
{ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ }
محمد
أبو الهيثم
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام