كل شيء بقدر

منذ 2016-07-08

تلك الأشياء الصَّغيرة الكَبيرة .. تلك التي تقتحمها عين غيري.. ولا يقتحمها قلبي.. 

كَكَومة الكُتُب على يَمينِ فراشي.. كَمَقلَمَتي ومِسبَحَتي ودَفتَري الصَّغير.. 

كَهاتِفي وسَمّاعاتي وبِطاقات الذّاكِرة.. 

كَحَقيبة ظهري السَّوداء.. وتلك الرواية بِداخلها.. التي لَم ولَن تكتمل..! 

كزجاجة عِطري وإن لَم يتحَرّر وينتَثِر..!

كَحبّاتِ القهوة وبِسكويتي المُفَضَّل..! 

كَساعَتي الفِضّية ومصحَفي الصّغير.. 

كَأَوراقٍ من حَلَقَةٍ دراسِيةٍ ما.. أودعتها حَقيبتي كي أَتَذَكَّر لأهميتها أن أقرأها.. ولا أَفعلُ أبدا.. لكني سأُبقيها بِحقيبَتي أبدا! 

كَشُرفَتي العالِية.. وعَشرات الصور التي التَقَطتُها منها لِشروقٍ أو غروبٍ رغماً عَنِّي يُشبِهُني..! 

كَثَوبِ الصَّلاة.. ومَكانِيَ المُفَضَّل.. 

كَظِلالٍ مُغايِرَةٍ وعَدساتٍ مُلَوَّنة ومحاولات تغيير الهُوِيّة..! 

كَوَرَقةٍ عليها تَوقيعي.. بألفِ شَكلٍ ولَون وعُمر.. في مُحاولاتي الحثيثة لِكتابة اسمي كالكِبار..! 

كَطيفِ ابتسامةٍ لِذِكرى ما من هُنا.. أو بقايا دَمعةٍ لِحُزنٍ من هُناك.. لا يَمَلّونَ تَذكيري بأني كُنتُ أحِبُّ رفقة النّاسِ يَوما..! 

كَكُلّ الأشياء التي هي لي.. أوطاناً صَغيرة.. تَحِلُّ أينما حَلَلت.. وتَرحَلُ مَعي في ذاتِ التَّوقيت وعلى مَتن نَفس الرِّحلة.. 

كَكُلّ التَّفاصيلِ التي ما مَلَّت تَفاصيلي بَعد..ومازالَت تَحمل لي مشاعِر اللقاء الأَوَّل..

كَوَجهٍ ضاحِكٍ ووَجهٍ عَبوس.. يتقاسماني كُلّ يوم.. والغَلَبةُ حَتماً للأَقوى.. ولا حَسم..! 

كَنافِذةٍ صغيرة.. من وإلى روحي.. أُبصِرُ بها بين الأبيَضِ والأسوَدِ ألوانَ الحياة..

تَبُثُّ في رَوعي السَكينة.. وفي زحامي الهدوء.. وفي إحساسي المُضني بِوَجَع المُسافِر في رحلةٍ شابَتها الكثير من الأَوجُه وَحده.. 

أني أنا رِحلَتي والمَتاعُ والراحلة..

وأَني بِخَير.. ما دُمتُ أمضي بين كل ماضٍ وواقِع و شَخصٍ وشيءٍ وحُلمٍ وذكرى.. مهما حاوَلَ حُبّه أن يعقد عقدته حَول قلبي.. كَغَريبٍ أو عابرِ سبيل.. 

وأن خَيرَ المَسيرِ ما تَخَفَّفتَ فيه من المُثَبِّطاتِ عن انتهاج الطّريق.. وإن كانَ قَلبك.. 

واستعددتَ بالزُّهدِ والاستغناءِ عن المُعَوِّقاتِ خلاله وإن كانَت أنفاسك.. 

وأن البَترَ خير دواءٍ للعلائِق.. 

وأن من رامَ شَهد التَّحلية.. لابُدّ من مَرارة التَّخلية والصَّبر عليها ذائِق.. 

وأن كُلّ شيءٍ عِندَه بمقدار.. 

وأن الذي بَرَأَ ذاك القَلب.. لن يجمع عليه أَلَمينِ.. وغُربَتينِ.. وحُزنَينِ.

بسمة موسى

مهتمة بالقراءة في مجالات مختلفة والمجال الأدبي خاصة بفروعه المختلفة

  • 0
  • 0
  • 2,800

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً