احترس قابل للكسر

منذ 2016-07-08


وبعد خروجه من الأسر ونجاحه في الإيقاع بي وبك وتمكنه من إقناعنا باقتراف بعض ما يريد منا يبرز على السطح تبرير شهير مفاده الشيطان شاطر
والحقيقة أن هذا غير صحيح بهذا الإطلاق
الشيطان ليس بهذه الشطارة المزعومة ويفترض بمسلم يقرأ القرآن أن يتلاشى ذلك التعظيم الخفي تماما من قلبه خصوصا حين يتلو قول ربه " {إن كيد الشيطان كان ضعيفا} "
تلك هي الحقيقة التي يعلنها الشيطان نفسه في خطبته بجهنم إذ يقول فيها مبينا مدى ما يستطيعه {وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي}
مجرد دعوة وسوسة لا تجاوز الصدور
ولكن كما أن كيد الشيطان كان ضعيفا فإن الله قد بين أيضا في نفس السورة -النساء- أن الإنسان خُلق ضعيفا كما يظهر في قوله تعالى " {يريد الله أن يخفف عنكم و خلق الإنسان ضعيفا} "
وضعف الإنسان الجبلي في مواجهة كيد الشيطان -الضعيف أيضا- قد يورث تسلط الأخير وتمكنه من نفسه ليصير في النهاية من ذلك النمط من الناس المتلصم والقابل للكسر
ولمثل هذا النمط أقول: إجمد شوية يا صديقي المبادىء والقيم والثوابت لا يمكن أن تعامل بهذه الطريقة وليس دين الله بالعزومة ولا بالتلاصيم
عند التعامل مع تمكن هوى النفس وتسلط شيطانك حال المعصية لا ينبغي أن تكون مهتزا ضعيف الشخصية لسان حالك ألا فائدة منك ترتجى وألا صلاح منك ينتظر
المرء لا ينبغي أن يكون مهتزا ضعيف الشخصية ينتظر أقل سبب ليبرر لنفسه ترك الطريق ويركن إلى اليأس والقنوط بحجة إنه مصدوم أو حزين أو إن مافيش فايدة فيه 
بل ينبغي في تلك اللحظة ألا يكون انكساره إلا بين يدي مولاه وألا يظهر ضعفه إلا إليه بينما عليه في ذلك الحين أن يظهر لنفسه ولشيطانه قوة وبأسا وعنادا ولسان حاله  نعم عصيت وقصرت ولكن ذلك ليس نهاية المطاف 
لم تزل روحي بعد بين جنبي لم أغرغر وها هي الشمس بعد لم تخرج إلا من المشرق بل ينبغي في تلك اللحظة ألا يكون انكسارك إلا بين يدي مولاك عند مناجاته بالتوبة
عليك في تلك اللحظة أن تظهر لنفسك ولشيطانك قوة وبأسا وعنادا ولسان حالك: نعم عصيت وقصرت لكنني لم أمت بعد وشاء ربي أن يمد أجلي لأوجع شيطاني وأصقل نفسا بالسوء تأمرني نعم عصيت وقصرت لكنني لم أستسلم وبإذنه لن أفعل..
نعم عصيت وقصرت لكنني عائد وإن أبيتم ونخرتم ووسوستم عائد لرب يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ويعفو عن كثير 
اقطع على شيطانك طريق تقنيطك وتيئيسك فهذه أعظم أمانيه ومقاصده وتقوَّ بالله والجأ إلى حماه تنجو بإذنه وتنال البأس والصلابة التي تعينك على اتقاء كيد عدوك (الضعيف) وكن في مواجهته عنيدا صلب المراس وتجلد ولا تكن أبدا من هذا النوع الذي يحيا تلك الحياة البائسة فيكون دائما مهدد النفس على صدره تلك اللافتة المظهرة لضعفه وهوانه
لافتة: احترس قابل للكسر

  • 0
  • 0
  • 2,047

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً