شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - 61- الهيــــــــــــاج!

منذ 2016-07-15

بينما وقف أخ لنا : يعاتب زوجته في معزل منا ، ثم إذا بصوته يعلو فيصلنا: يبدو أنه سيكون فراق يا هذه بيننا !!

  تقـول صاحبتنا:

فلما علمتُ أنه ذلك الرجل المكيّ،  فررت إلى مكان قصي، أبيت أن أقترب منه، أو أسمع كلامه، تركت رفيقتي وأخرى يسألنه عن سبب تتبعه لنا و حضوره، ثم ذهبت لأجلس مع باقي الرفيقات، مترقبة ما تأتي به من عنده الأخوات !
- فلما جاءتا قالتا: ذلك الرجل يقول: لا تتعجلوا الحجز ولا تسرعوا سفرا؛ عساه يجد لنا مخرجا أو مفرا ...!!
- قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، وهل كلام ذلك الرجل ستسمعون؟!
- قالت إحدى الأخوات: ما رأيكن في أن نتصل ببلدنا لنستشير معلماتنا ؟

- فوافق الجلّ، وقلنّ: نعمت المشورة في الأمر، أما أنا فقلتُ : أبدا لن يوافق رجالنا؛ لأنهم لا يحبونه، ويتوجسون خيفة منه، فلم يسمعن مني وأنهين الحوار، ثم أسرعن للاتصال من هاتف كان في حانوت بالجوار، فجلستُ على حجر وحدي أرقب الأحداث، وفجأة جرى ما قد حبس الأنفاس: فما هي إلا دقائق معدودات، فإذا بجميع الرجال ينقلبون على جميع الأخوات، وكان أبي - حفظه الله - هو قائدهم، بل دافهعم الأول و محرضهم!

فحين نما إلى الرجال خبر ذلك الرجل وما قال؛ غلت الدماء في عروقهم ؛ يخافون منه على نسائهم وبناتهم!
فكان أبي أول الثائرين على حريمه؛ أخذ جواز أمي، ثم أتى ليأخذ الجواز مني، جاءني والشرر يتطاير من عينيه،  ثم قال: ضعي حالا الجواز في يديّ! ففتحت الحقيبة بصمت، وأعطيته جواز سفري على الفور، فأخذه مني، ثم بدأ يقرعني: ماذا تردن أيتها النساء؟!! أتبغين الذهاب مع الغرباء!! مالكن أستأسدتن؟! أم أنه لا أحد منا يملأ أعينكن؟!
- فقلت باكية: يكفي بالله عليك، هذا جواز سفري بين يديك ! لم توجه إليّ مثل ذلك المقال؟!! ألم أطعك في الحال؟!
فانصرف عني، وقد جعلني عبرة لغيري! فاقتدى بفعله بقية الرجال من الشببة والشيبة من الكبار: فأخذ أحدهم حبلا وجرى يبحث عن ابنته، ناويا إذا عارضت أن يبرحها ضربا بالحبل الذي في يديه! وكان - يعلم الله - من أطيب الناس، وأصبرهم قبل تلكم الأحداث !

فلما مر بجوار سيارة متوقفة، وكان المكان في شبه ظلمة دامسة؛ سأل أخت لنا واقفة: من أنت ؟

قالت أم فلان، قال أين ابنتي ؟! قالت : مرت في هذا الاتجاه منذ قليل يا عماه؛ فجرى في الاتجاه الذي حددته، بينما كانت مختبئة خلف تلكم السيارة ابنته، فلما قصّا عليّ ما حدث، قلت : أليس ذلك من الكذب؟!

- قالتا: لا والله، بل حتى يهدأ بعض الشيء، ثم إنها مرت من ذلك الاتجاه - حقا - منذ قليل من الوقت.

وإذا برجل في الستين عمرا، يصرخ هائجا على أخته الأكبر منه سنا: ماذا تردن أيتها النساء؟! أن تذهبن وحدكن مع الغرباء! والله لنضربكن فرادى أو جمعاء! ثم إن المسكينة لم تستطع الكلام، وقد اجتمع الناس عليهما واشتد الزحام!

بينما وقف أخ لنا: يعاتب زوجته في معزل منا ، ثم إذا بصوته يعلو فيصلنا: يبدو أنه سيكون فراق يا هذه بيننا !!

بينما وقف أحد الشببة يقرّع أخته وهي أسن كثيرا منه ، وتؤازره في زجره إياها أمه !!
حقا كان هياجا، وكأنّ ثمة معركة و قتالا !!

وإذا بمن اتصلن بالمعلمات، يأتين - أخيرا - بما يريح الرجال والأخوات، بتؤدة قلـن: أعطين الجوازات لمحارمكن، وإياهم أرحن وأطعــــن؛ فامتثلت من لم تكن فعلت منهن، وحينها - فقط - هدأ الرجال واطمأنوا عليهن .

ويتبـع .

أم هانئ

  • 0
  • 0
  • 937
المقال السابق
48- في المحبس ...!!
المقال التالي
62- وافترشنا الأرض !!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً