53- لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين !
أم هانئ
- فقال مدافعا بعجب: بل العفو يمحو الإساءة والغضب !!
- تأذى أحد محارمي من أحد رفقائه يوما؛ ثم شكا لي من ظلمه له دوما !
وبعد أيام رأيته معه، يغدوان ويروحان يتضاحكان في انبساط شديد و سعة !
- فلما خلوت به، أبديت العجب من أمره !!
- فقـال : جاءني فسامحته، وكلمني فصالحته، مالك ! عجبا لكِ عجبا !! ألا يكفي العفو لاجتماعنا سببا !!
- فقلت: لا أعترض على العفو، ولا أكره أن تعامله بالصفح، فقط أعجب من تخلّيك عن الحذر، مع تكرار ظلمه لك والكدر !!
- فقال مدافعا بعجب: بل العفو يمحو الإساءة والغضب !!
- فقلت مفسرة: أذكر الحذر قاصرة، فلا يعارض العفو الحذر، والتحسب من خطر !! ألا تذكر تكراره الإيذاء والظلم !!
- فقال: العفو يعني نسيان الأثر، ونقاء القلب من كل سوء وكدر !!
- فقلت: بل العفو يستحب مع الحذر، والتحسب الدائم بذكر ما ترك قبلا من أثر !!
- قال: بل هذا من سواد القلب، وعدم القدرة على الصفاء والحــب !!
* حينها آثرت ترك الجدال؛ لعلمي أن الاتفاق بيننا من المحال .
- وبعد أيام جاءني يبكي؛ وعن ظلم رفيقه يسهب لي و يحكي !
- فقلت : ألم أحذرك، وعن مثل ذلك أخبرك !!
- قال: لا تلوميني، فضلا ولا تقرعيني .
وبعد أياما تصافيا، ولكل ما سبق من ظلم محيا !
- فعاودت تذكير محرمي، أمازلت لا ترعوي !!
- فقال بعجب: يالك من سوداء القلب !!
رحمه الله، كم كان أبيض القلب .