مع القرآن - وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ

منذ 2016-07-14

بعدما فعلوا ما فعلوا و عبدوا العجل ثم تاب الله على من تاب منهم ظلل عليهم الغمام و أنزل عليهم الطعام الوافر و الرزق المبارك  ثم ذكرهم بنعمه و أن الظلم منهم لأنفسهم و ما ظلمهم الله شيئاً .
وهذه سنن الله تجري على الجميع فهل تدبرنا  .
و هل عدنا إلى الله و توكلنا عليه ؟
{وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160)} [الأعراف] .
قال السعدي في تفسيره : { وَقَطَّعْنَاهُمُ } أي: قسمناهم { اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا } أي: اثنتي عشرة قبيلة متعارفة متوالفة، كل بني رجل من أولاد يعقوب قبيلة.
{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ } أي: طلبوا منه أن يدعو اللّه تعالى، أن يسقيهم ماء يشربون منه وتشرب منه مواشيهم، وذلك لأنهم - واللّه أعلم - في محل قليل الماء.
فأوحى اللّه لموسى إجابة لطلبتهم { أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ } يحتمل أنه حجر معين، ويحتمل أنه اسم جنس، يشمل أي حجر كان، فضربه { فَانْبَجَسَتْ } أي: انفجرت من ذلك الحجر { اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا } جارية سارحة.
{ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ } أي: قد قسم على كل قبيلة من تلك القبائل الاثنتي عشرة، وجعل لكل منهم عينا، فعلموها، واطمأنوا، واستراحوا من التعب والمزاحمة، والمخاصمة، وهذا من تمام نعمة اللّه عليهم.
{ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ } فكان يسترهم من حر الشمس { وَأَنزلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ } وهو الحلوى، { وَالسَّلْوَى } وهو لحم طير من أنواع الطيور وألذها، فجمع اللّه لهم بين الظلال، والشراب، والطعام الطيب، من الحلوى واللحوم، على وجه الراحة والطمأنينة.
وقيل لهم: { كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا } حين لم يشكروا اللّه، ولم يقوموا بما أوجب اللّه عليهم.
{ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } حيث فوتوها كل خير، وعرضوها للشر والنقمة، وهذا كان مدة لبثهم في التيه.
أبو الهيثم

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 3,151
المقال السابق
وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ
المقال التالي
من بلاوي اليهود التاريخية

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً