أيادي التنصير تعبث بهموم المرأة العربية

منذ 2010-07-19

تعد قناة سات-7 أقدم قناة تنصيرية حيث بدأ البث الرسمي لها عام 1996، وتبث برامجها من قبرص ، وتتوجه إلى آسيا وأفريقيا باللغة العربية، ثم بدأت بالبث باللغتين الفارسية والتركية، وفي عام 2004م أخذت تبث على مدار الـ 24 ساعة..


يعرف الغرب مفهوم "الأم العازبة" single mother وهي التي تجد نفسها وحيدة مع طفل أو أكثر بعد موت أو فراق أو هجران الزوج أو الشريك، وتواجه أعباء الحياة وأحيانا في سن صغيرة جدا دون حماية أو مساعدة.


إن هذه الحياة العسيرة هي جزء من الصورة المأساوية للمجتمعات الغربية، وعلى الرغم من ذلك فإن الكثيرين من أبناء جلدتنا يسعون بنا حثيثا للانبهار والمحاكاة للنموذج الغربي بزعم أنه منح المرأة حقوقها وساواها بالرجال فلم تعد مكبوتة ولا مهانة!

وعلى الرغم من شر هذه الدعوات والتي تستغل صورا مشوهة في مجتمعاتنا العربية تظلم فيها المرأة بالفعل وتلقى معاملة لا تمت إلى الثقافة العربية الإسلامية الأصيلة فيستغلها العلمانيون ودعاة "التنوير" الوهمي إلى الانفصال عن الدين واللحاق بقطار الغرب المتهاوي.

وعلى الرغم من خطورة هذه الأفكار والدعوات إلا أنها ليست بالجديدة، ولعل الخطورة الحقيقية اليوم تأتي من يد التنصير الخبيثة والتي تحاول هذه الأيام بقوة أن تنقل إلى مجتمعاتنا أزمات غربية، فها هو مصطلح " المرأة المعيلة" بدأ ينتشر في المحافل والمنتديات على أنه الأزمة الطاحنة التي تواجهها المرأة العربية.


إن المفهوم الذي يطرحونه عن "المرأة المعيلة" لا يختلف البتة عن المفهوم الغربي للـ"الأم العازبة"، إنه المصطلح الذي يدلف به التنصير اليوم إلى البيوت العربية بزعم إيجاد الحلول وتوجيه هذه المرأة "المعذبة" لنيل التحرر الذي سيزيح عن كاهلها الأعباء الضخام.

والحقيقة أن عقود "تحرير المرأة" هي التي أوجدت نماذج لامرأة عربية تسبح في تيار مشاق الحياة وحدها وتتجرع معاناة جديدة عليها، ولم تعرف إلا في ديار غريبة غربية.

أليس تخلي الزوج والأب والأخ وغيرهم من المحارم والأولياء عن المرأة ليتركوها تحمل هم إعالة أطفالها دون عون ولا حماية ـ أليست هذه الصور هي نتيجة لدعوات تحرير المرأة؟!

بلى فلطالما كانت المرأة المسلمة مصانة محفوظ قلبها وعقلها وجسدها عن مكابدة هم توفير النفقة وإعالة الصغار.. هذا هو الأصل الذي سارت عليه الأمور، وإذا كانت هذه الولاية أو القوامة قد رافقها أحيانا جور أو تعسف أو حرمان للمرأة من العلم والكرامة فإن هذه حيدة عن مباديء الإسلام تدعو العقلاء للتذكير بها وصيانتها لأن هذه المبادئ هي الجديرة بحماية الحياة الكريمة للمرأة ومنحها الحرية دون الزج بها في أتون هموم لم تخلق من أجلها.


إنه من الأهمية بمكان أن يتنبه العقلاء والدعاة والمصلحون إلى أن التنصير يسعى لإقحام نفسه في قضايا المرأة المسلمة مرتديا قناع الحمل الوديع الحريص عليها، والحلول التي يقدمها ما هي إلا مزيدا من إغراق هذه المرأة في سبب المشكلة الأساسي.. إنه يدعوها لمزيد من التحرر والنضال من أجل "الحقوق المسلوبة" بزعمهم، وبالطبع لا ينسى في خضم هذا كله أن يربت على كتفها ويغزو مشاعرها وعقلها بأوهام الفداء والخلاص والإنقاذ المعروض عليها من "يسوع".


"ساعة مش ساعية"

وكنموذج للتسلل إلى المرأة العربية تأتي قناة سات -7 الإنجيلية التنصيرية والتي بدأت في التاسع من شهر نوفمبر الماضي عرض حلقات الجزء الثاني من برنامج ( ساعة مش ساعية) والذي يهدف إلى تغيير عقلية المرأة المسلمة العربية بزعم "تنويرها للحصول على حقوقها المسلوبة".

ونقل موقع الشبكة على الإنترنت عن منتجة البرنامج ( جوليانا صفير) قولها:" نأمل أن نثقف النساء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى حقوقهن كزوجات وربات منزل، ثمة جهد كبير يجب أن يبذل لتثقيف هؤلاء النساء".


وطبقا لموقع الشبكة فإن البرنامج المستهدف للمرأة العربية المسلمة يطرح عددا من الإشكاليات ـ في محاولة لإيجاد حل لها ـ من قبيل:

"كيف يمكن لهؤلاء النساء ربات البيوت أن يتعاملوا مع المسئوليات التي هبطت عليهن فجأة عندما يفقدن أزواجهن بأي شكل، أو يهجر الزوج أسرته.

وكيف يمكن لهن أن يربين الأطفال في مجتمع ينظر لهن بدونية على الرغم من أن الخطأ ليس بالضرورة أن يكون خطؤهن؟

وما هي حقوق المرأة؟ وكيف تحصل عليها؟".

هذا ويعرض البرنامج على الهواء كل أسبوع ويعطي مساحة للمشاهدات للاتصال وحكاية قصصهن الخاصة والبحث عن حلول لمشكلاتهن.

وقالت مقدمة البرنامج "تانيا نحاس" :" يجب أن تعرف المرأة حقوقها، ويجب أن يعطيها المجتمع هذه الحقوق".


وأضافت : "إن عدم وعي النساء العربيات بحقوقهن يمثل أزمة خطيرة في الشرق الأوسط، و يحاول البرنامج تناول الأثر المادي والعاطفي للطلاق، والانفصال، والترمل ،والبطالة، والميراث، وحضانة الأطفال لأن هذه القضايا وغيرها الكثير تواجه فيها المرأة قسوة المجتمع".


قناة سات-7

تعد قناة سات-7 أقدم قناة تنصيرية حيث بدأ البث الرسمي لها عام 1996، وتبث برامجها من قبرص ، وتتوجه إلى آسيا وأفريقيا باللغة العربية، ثم بدأت بالبث باللغتين الفارسية والتركية، وفي عام 2004م أخذت تبث على مدار الـ 24 ساعة، وتقوم بتمويلها 25 جهة كنسية نصرانية بعضها من الدول العربية وبعضها في أوروبا وأمريكا، وقد بدأت (سات 7) في تخصيص قناة تنصيرية بالفارسية، ويقول القائمون عليها أن عدد مشاهديها بلغ ما بين 1.5 و 2مليون مشاهد.

وعلى الرغم من كونها قناة إنجيلية إلا أنها تغطي فعاليات الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية.

كما تم تخصيص قناة للأطفال منبثقة عن سات -7 وهي سات-7 كيدز، وقد كانت تبث هذه القنوات على القمر الاصطناعي الأوروبي hot bird، إلا أن الحكومة المصرية قد سمحت مؤخرا لها بالبث على القمر الاصطناعي المصري النايل سات.
 

المصدر: مي عباس - رسالة الإسلام
  • 1
  • 0
  • 3,068

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً