كلمـــــة للحكام والزعماء

منذ 2010-07-23

كونوا أعوان الإسلام لا أعداءه.. يرض الله عنكم، ويرض الناس عنكم، وتسعدوا.. وتلتف حولكم شعوبكم لتقودوها نحو أعظم ثورة عالمية عرفها التاريخ.


لم أجـــــد كلمة نوجهها إلى حكام الدول الإسلامية وزعمائها -سائلين الله أن يهديهم إلى ما فيه خيرهــــــــم في الدنيــــا والآخــــــرة وخيـر أمتهم الذبيحـــــة، وان يعجــل بذهاب المُصــر المعاند المحارب لدين الله وأوليائه منهم- أبلــــــغ من الكلمة التي كتبها جلال العالم في مقدمة كتابه البالغ الأهمية "قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله" الذي كتبه قبل أكثر من ثلاثين عاما!!!!!!
يقـــول فيها:

"إلى القادة والزعماء في كل مكان من العالم الإسلامي، والعرب منهم خاصة:
أعداؤنا يقولون: يجب أن ندمر الإسلام لأنه مصدر القوة الوحيد للمسلمين، لنسيطر عليهم، الإسلام يخيفنا، ومن أجل إبادته نحشد كل قوانا، حتى لا يبتلعنا..
فماذا تفعلون أنتم أيها القادة والزعماء؟!!..
بالإسلام تكتسحون العالم -كما يقول علماء العالم وسياسيوه- فلماذا تترددون..؟!! خذوه لعزتكم، لا تقاوموه فيهلككم الله بعذابه، ولا بد أن ينتصر المؤمنون به....


أيها السادة والقادة في دول العالم الإسلامي، والعرب منهم خاصة:
كونوا أعوان الإسلام لا أعداءه.. يرض الله عنكم، ويرض الناس عنكم، وتسعدوا.. وتلتف حولكم شعوبكم لتقودوها نحو أعظم ثورة عالمية عرفها التاريخ.

أيها السادة والقادة:
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو قريشا لتكون معه، كان يعد رجالاتها أن يرثوا بالإسلام الأرض، فأبى من أبى، وماتوا تحت أقدام جيوش العدل المنصورة التي انتشرت في الأرض.. وخلدهم التاريخ،
لكن أين؟!.. في أقذر مكان منه، يلعنهم الناس إلى يوم الدين،
وعذاب جهنم أشد وأنكى …
ووعدنا رسول الله أن يعم ديننا الأرض، وسيعم دون شك.
فلا تكونوا مع من سيكتبهم التاريخ من الملعونين أبد الدهر، بل كونوا مع المنصورين الخالدين.
والله غالب على أمره… ولكن أكثر الناس لا يعلمون".


وإن كنت مضيفا شيئا فأقــول: اتقــوا الله يا زعماء الدول الإسلامية وكـــــل المسئوليــــن فيها "1"، فإن مسئوليتكم عظيمة، فهذه الدماء المسلمة التي تراق بمئات الآلاف، والمسلمات اللواتي يغتصبن، والأطفــــــــــال الذين يذبحــــــــــــون ذبح النعاج بل ويحرقـــــون أحيــــــاءً، والمساجد التي تشكــــــــو إلى الله هدمها وإهانتها، واللاجئون الذين يئنــــــــون في شتى أنحاء العالم، والمخاطـــــر المحيطة بنا، والمذابـــــــح الجديدة التي تتابــــــع علينــــــا سوف تسألــــــــــــــــون عنهم يوم القيامة « وإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن »........ فأقيمـــــــــــــــــوا الإسلام وطبقـــــوه في الصغيـرة والكبيـرة، وانصـــــروا الداعين إليه، ووجهـــــــوا الأمة لمعالي الأمور وأبعدوهــــــــم عن سفاسفها، وأوقفوا المفسدات التي أنشأتموهــــا أو تركتموهــــا، وحاربـوا البدع والمنكرات، وامنعوا ما يفسد الأمة ويبعدها عن صدق التمسك بأوامر دينها "2"..... حتــــــــى تقـــــوى أمتنا وتتحقــــــق لنا العزة، فننطــــلق أجمعين رافعين لواء الجهـــــــــــــــــاد العظيم لتخليص الأمة من هذا الذل الذي طــــال.

بل نحمـــــــــي بذلك أنفسنــــــــــــا من شر أعداء الدين الذين يخططون لإبادتنا ولو ظفروا بنا فلن يرحمونا.... بل في الحقيقة نخلص البشريـــــــــــــــة بأجمعها من الضلال والتيه والضياع والظلم والبؤس الذي تعيش فيه، والذي أيضا نتحمل وتتحملون مسؤوليةً تجاهه.


سيروا بنا لذلك -وإن صدقتـــــم- فستحملكم الأمة بقلوبها، وستحميكم بدمائها، وسيمجدكــــم التاريخ كما مجد نور الدين زنكي وصلاح الدين ومحمد الفاتح وغيرهم، والأهــــــم من ذلك سيرضى عنكم جبار السماوات والأرض.
قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة:105].


------------

1- كـل من ولي أمراً من أمور المسلمين صغر أو كبر فهو مشارك في المسئولية ومسئول أمــــام الله بقدر مسئوليته، فليست المسئولية على الحكام والزعماء فقط.

2- وأقـوى ما يؤثر في الأمم في عصرنا الحاضر سلباً أو إيجاباً هو الإعلام خاصة المرئي منه، فكما ذكر مفكرون: "أعطني شاشةً..أعطك شعبا!ً"، فبالإعلام بوسائله الضخمة حالياً يمكن أن ترسَّخ وتُقوى عقيدة الأمة وإيمانها وتمسكها.. أو أن تهـدم وتضعف.




 

المصدر: د. مهدي القاضي
  • 0
  • 0
  • 2,799

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً