التخطيط للإجازة
خالد بن سعود الحليبي
الإجازة بالنسبة للطلاب تحرر من قيود لا حدود لها وهي بالنسبة لكثير
من الآباء ( ورطة ) لا يعرفون التخلص منها ..
- التصنيفات: قضايا الشباب -
الإجازة بالنسبة للطلاب تحرر من قيود لا حدود لها وهي بالنسبة لكثير
من الآباء ( ورطة ) لا يعرفون التخلص منها ..
كانت الأنشطة اليومية مضبوطة بالأوقات ؛ النوم والأكل والصلاة واللعب والزيارات .. كل له موعده الدقيق .. بينما في الإجازة .. تتحطم جميع الجدران بين هذه الأنشطة، وتنشأ عند كثير من الناس أنشطة جديدة، كثير منها في إطار اللهو واللعب والمرح والترفيه، بحجة أن الإجازة لم تخصص إلا لذلك !!
وهنا يفترق الناس في كيفية قضاء الإجازة، بافتراقهم في وضع
الأهداف منها، فمن ارتضى الهدف المذكور آنفا، فقد مفاتيح الزمن، ولم
يعد يعنيه ماذا يحرق فيه، أو ماذا يزرع ويستثمر، ومن وضع للإجازة
أهدافا عليا، استطاع أن يديرها بإحكام، وينجز ما ظن أنه غير قادر على
إنجازه منها. فلنفترض أننا جميعا من القسم الآخر، فما أهداف الإجازة
في نظرنا ؟
أقترح أن تكون ثلاثية الأهداف :
الأول : الارتقاء بالنفس في معارج التهذيب،
والثاني : اكتساب مهارات لها أهميتها في حياتنا العملية،
والثالث : الراحة والاستجمام .
وإذا كان لا بد من السفر، فليكن بعيدا عن البلدان التي يتخلع
فيها الحياء، ويبتذل فيها الإنسان، وتنتحر في لياليها الفضيلة، وأتوجه
إلى بلدان أجد فيها متنفس روحي لأهذبها، وميدان فكري وعقلي بالاطلاع
على حضارتها ومعطياتها المدنية والعلمية وأما آفات الإجازات فهي كثيرة
جدا .. ولا يجوز للآباء والأمهات أن يهربوا من مسؤولياتهم
تجاهها!!
أولها : قعود الأولاد .. أيا كان الداعي للقعود، فإن الطفل خاصة،
والإنسان بعامة في حاجة ماسة للحركة، وإذا كان علماء النفس يرون أن
الطفل في حاجة إلى الحركة بنسبة 75% من وقته، فما الحال بالنسبة
لأطفال سبيس تون ونتورك وبلاي ستيشن وغيرها؟ وهذا يجعلنا نبحث عن
الألعاب الأكثر قدرة على الحركة ؛ كالكرة والدراجات وركوب الخيل،
والسباحة، وسباق الجري، وغير ذلك .
ثانيها : التلوث الفكري .. وهو ما نجده الآن في عدد كبير من الفضائيات المفتوحة، والمواقع الإباحية، التي هدمت بيوتا كانت آمنة مطمئنة، وقذرت أعراضا كانت مصانة محفوظة، وغيرت نفوسا كانت عزيزة منيعة، ولا حل سوى تغييبها عن المنزل؛ لأن الفتنة لا تؤمن على أحد، ولا سيما في سن التشكل .
ثالثها : الصداقات الرديئة، والتي تتكاثر كالجراثيم في الجرح المفتوح، فمن عرض نفسه لذلك فقد وقع أو أوقع من تحت ولايته في أتون الدمار، ولا يقولن أحد إنه قادر على حماية نفسه، والأمر لا يعدو مجرد صداقة بريئة، نهايتها الضحك والمزاح، بل إن النهايات التي شاهدناها لمثل ذلك: الفتنة، وضياع المروءة، وقلة الصلاة، وتعاطي التدخين أو المخدرات والخمرة، وسفر المعصية، وضياع الهدف حتى من الحياة .. وفي النهاية عدم النجاح في أي شأن من شؤون الدنيا والآخرة .