60- ما أنتم بالحكم الترضى حكومته!!
أم هانئ
- قال المصلحون للطرف المظلوم: ضاع نصف حقك لا مفر، وعليك بالمسامحة والعفو.
تخاصم طرفان حول إرث بينهم، فأعْوزأحد الطرفين أوراقا تثبت ما لهم، ورغم أن الجميع يعلم أنه حقهم، فقد جحد الطرف الآخر ما جحدوا من إرثهم ! وعلت من هذا الطرف الأصوات: فليأت من يدعي حقا بإثبات! فلما تعمقت الخصومة تدخل بعض الأتقياء للفصل و للحكومة، ولأنهم من المقربين كانوا بحقيقة الأمر عالمين، وعلى حق الطرف الآخر مطلعين .
فبما حكم القوم ليصلحوا ذات البين ؟!
- قال المصلحون للطرف المظلوم: ضاع نصف حقك لا مفر، وعليك بالمسامحة والعفو.
- قال المظلوم: ياقوم مالكم كيف تحكمون؟! إن كان ولابد من ضياع الحق؛ فكيف تأمرون في مثل هذا المقام بالعفو؟ كذا تعينون الظالم على ظلمه، وتؤكدون على العفو ليصفو له أمره!! هل الشأن شأن المظلوم وحده، أين حق الله على عبده ؟!
هبوا أن المظلوم غلب على أمره، ثم عفا بعد ذلك من قلبه، فما شأن الظالم مع ربّّه؟! ثم هل أنتم مثابون على عونه ؟!
ياقوم: إن لم تستطيعوا ردّ الحقّ لأربابه، فلا أقل من الجهر بأن القوم تحملوا من الظلم، ووقعوا لا محالة في الإثم !!
ضنّ الحكام بمحض قول الحق الذي يعلمون؛ فخاطر القوم بزعمهم كانوا يطيّبون؛ قالـوا: مادام أخذ الحق دون أوراق محال؛ فعلام يجهرون بقول قد يسبب غضب بعضهم في المآل؟!
ولا تعليـــق .