الخلاص في تحقيق الإخلاص - [5] الخلاص في تحقيق الإخلاص [81-100]

منذ 2016-07-21

قال ابن القيم: إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله، فأما من تركها صادقًا مخلصًا من قلبه لله فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ليمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

آيات قرآنية وأحاديث صحيحة.. أقوال ومواقف فريدة.. لطائف ونفائس نافعة.. عبر ومواعظ مهمة؛ جمعتها في قضية عظيمة وموضوع نحتاج إليه بعدد أنفاسنا، هو (تحقيق الإخلاص) لله سبحانه وتعالى، في جميع أقوالنا وأعمالنا واعتقاداتنا، لأن العبد مهما بذل واجتهد وتعب وأدى الفرائض والطاعات وجميع العبادات، فإنه لا يحصل على الأجر إلا إذا حقق الإخلاص لله سبحانه وتعالى في عمله، وأن يكون وفق ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام.

فالقضية جِدُّ مهمة فلا نجاه إلا بتحقيق الإخلاص، وما هلك من هلك إلا بالشرك أو الرياء وحب الثناء والمحمدة، وعليه أحببت التذكير بهذه الوقفات لتكون عونًا لنا ودليلًا وواعظًا ومذكرًا لتحقيق الإخلاص لله سبحانه وتعالى، وأن نتعاهد النية دائمًا ونُحَسِّن الطوية، علَّنا ننال مرضاة الله عز وجل ونحظى بقبول الطاعات، فلا خلاص إلا بتحقيق الإخلاص.

81- قال تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} [الزمر من الآية:2]، وفي الآية دليل على وجوب النية، وإخلاصها عن الشوائب، لأن الإخلاص من الأمور القلبية التي لا تكون إلا بأعمال القلب" (فتح القدير: [4/515]).

82- قال ابن تيمية: "فإن قوة (يوسف) ومحبته لله وإخلاصه وخشيته كانت أقوى من جمال امرأة العزيز وحسنها وحبه لها" (مجموع الفتاوى: [10/602]).

83- كتب بعض الأدباء إلى أخيه: "أخلص النية في أعمالك يكفك القليل من العمل" (قوت القلوب: [2/268]).

84- قال محمد بن الحسين: "ينبغي للرجل أن تكون نيته بين يدي عمله" (قوت القلوب: [2/268]).

85- قال أيوب السجستاني وغيره: "تخلص النيّات على العمّال أشدّ عليهم من جميع الأعمال" (قوت القلوب: [2/268]).

86- قال مطرف بن الشخير: إذا استوت سريرة العبد وعلانيته، قال الله عز وجل: «هَذَا عَبْدِي حَقًّا» (الزهد لأحمد بن حنبل ص: [194]).

87- قال الثوري: "كانوا يتعلمون النية للعمل كما يتعلمون العلم" (قوت القلوب: [2/268]).

88- قال بعض العلماء: "طلب النية للعمل قبل العمل وما دمت تنوي الخير فأنت بخير" (قوت القلوب: [2/268]).

89- قال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ، وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ» (صحيح مسلم [130]).

90- قال بعض السلف: "صلاح الأعمال وفسادها بصلاح النيّات وفسادها" (قوت القلوب: [2/270]).

91- كان مطرف يقول: "صلاح عمل بصلاح قلب، وصلاح قلب بصلاح نية، ومن صفا صُفي له، ومن خلط خُلط عليه" (قوت القلوب: [2/270]).

92- قال ثابت البناني: "نية المؤمن أبلغ من عمله" (قوت القلوب: [2/272]).

93- قال أبو عمران الجوني: "تصعد الملائكة بالأعمال فتصف في سماء الدنيا فينادي الملك: أَلْقِ تلك الصحيفة، أَلْقِ تلك الصحيفة، فتقول الملائكة: ربنا قالوا خيرًا وحفظناه عليهم قال: فيقول: لم يرد به وجهي وينادى ملك: اكتب لفلانٍ كذا وكذا مرتين فيقول: يا رب إنه لم يعمله فيقول تعالى: إنه نواه إنه نواه" (حلية الأولياء [2/313]).

94- قال أبو عبدة بن عقبة: "من سرّه أن يكمل عمله فليحسن نيته" (قوت القلوب: [2/275]).

95- قال علي بن أبي طالبٍ: "من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه يوم القيامة، ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه يوم القيامة" (الإخلاص والنية لابن أبي الدنيا، ص: [52]).

96- عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله تعالى: {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] قال: "لا يرائي بعبادة ربه أحدًا" (حلية الأولياء: [4/288]).

97- قال الإمام أحمد: "ما رفع الله ابن المبارك إلا بخبيئة كانت له" (صفة الصفوة: [2/330]).

98- قال العز بن عبد السلام: "الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصًا لله وحده، لا يريد بها تعظيمًا من الناس ولا توقيرًا، ولا جلب نفعٍ ديني، ولا دفع ضررٍ دنيوي" (قواعد الأحكام في مصالح الأنام: [1/146]).

99- قال ابن القيم: "إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله، فأما من تركها صادقًا مخلصًا من قلبه لله فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ليمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب" (الفوائد، ص: [107]).

100- قيل لحمدون بن أحمد القصار: ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا؟ قال: لأنهم تكلموا لعز الإسلام ونجاة النفوس ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفوس وطلب الدنيا ورضا الخلق" (صفة الصفوة: [2/314]).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أيمن الشعبان

داعية إسلامي، ومدير جمعية بيت المقدس، وخطيب واعظ في إدارة الأوقاف السنية بمملكة البحرين.

  • 1
  • 0
  • 8,551
المقال السابق
الخلاص في تحقيق الإخلاص ( 61-80 ) (4)
المقال التالي
الخلاص في تحقيق الإخلاص ( 101-120 ) (6)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً