إسفاف
محمد علي يوسف
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
ممثل مصري مشهور نشر صوره على صفحته وهو يقف في حديقة قصره أو فيلته بجوار سيارتين جديدتين ثمن كل واحدة منهما يحتوي ستة أصفار عن يمينه .
وسواء كانت الصور حقيقية والسيارتين ملكه أو أنه يمزح مثلا فإن اللافت للنظر ليس في كونه صنع شعبيته من خلال أدوار الشخص الشعبي ابن البلد الفقير وأحيانا الفتوة محدود التعليم والثروة والذي تناقضه تماما تلك الصور والسيارات
ولا اللافت للنظر كون معجبيه يغلب على أكثرهم أن يكونوا من أبناء ذلك المستوى الاجتماعي والمادي الذي تخاطبه أعماله من الذين لا تبلغ أعظم طموحاتهم الدنيوية ١ ٪ من ثمن إحدى سيارات الفنان القدوة وهم قد تؤذي مشاعرهم تلك الصور بلا شك
ما لفت نظري هو كم التعليقات الهائل والذي يغلب عليه سب الممثل ولومه على نشر هذه الصور المستفزة والتساؤل عن القيمة - أو إن شئت فقل: اللاقيمة - التي قدمها للمجتمع ليصل من خلالها لذلك الثراء الفاحش بينما يقبع المهندسون والأطباء والمعلمون في أقبية الفقر وأزقة العوز
العجيب أن كثيرا ممن يتساءلون عن ذلك باستنكار هم ركن رئيسي من أركان صناعة هذا النجم وغيره
هم الجمهور الذين تتخطى أصفار عددهم أصفار ثمن سيارتيه
هم المتابعون الذين يحرصون على مشاهدة القيم والألفاظ والمعاني التي يبثها من خلال أعماله
هم الذين يشترون بضاعته ويرفعون سعر سلعته بغرض التسلية تارة والإثارة والمتعة تارة أخرى بينما هم في الوقت نفسه من لا يأبهون للقيم الحقيقية الأخرى التي يتباكون على ضياعها وهم ومجتمعهم سبب رئيسي في ضياعها بزهدهم فيها وفيمن يحملونها
الحق أن اللوم ليس على الممثل ولا على سيارتيه أو أسطول سياراته إن كان لديه واحدا
في العامية يقال: حد يلاقي دلع وما يتدلعش
اللوم حقا يقع على من اشترى القيم البديلة ثم تباكى على تصدع القيم المزهود فيها بينما كان هو أول الزاهدين!