كم وكم؟
أسماء محمد لبيب
لو أننا نتعامل مع مصحفنا كما نتعامل مع هواتفنا هكذا منذ زمن لكان حالنا أفضل مع السعادة والله.. دنيا آخرة..
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
تُرى:
كم ليلة ننام على شاشة هواتفنا..؟ وكم ليلة ننام على مصحفنا..؟
كم ليلة نتلهف لمجيء سكون الليل أخيرًا حتى ينام أهل البيت جميعا، فنهرع إلى مصحفنا شغفا لقراءة القرآن في جو من السكينة والتدبر وحضور القلب؟ وكم ليلة نتلهف لمجيئ هذا الليل الساكن حتى نعكف على شاشتنا بدون إزعاج أخيرا؟
كم مرة نفتح أعيننا أول ما نفتحها صباحا على أيقونة "الواي فاي" وصندوق رسائل الناس لنا على هواتفنا، ونحن لازلنا نفرك أعيننا وقبل حتى أن نقوم من الفراش أو نقول ذكر الاستيقاظ!؟ وكم مرة نفتح أعيننا أول ما نفتحها صباحا على مصحفنا ورسائل رب العالمين، فنفرك أعيننا بحثًاعن كتاب الله بجوارنا لنفتح أي صفحة فيه حتى نقرأ ولو آية أو آيتين ثم نغلقه ونقوم من فراشنا؟
كم فينا من أحد قد أنزل جميع البرامج الحديثة على هاتفه حتى زاحمت برنامج القرآن فاختفت أيقونته؟ وكم فينا من أحد قد وضع أيقونة برنامج القرآن بجوار أيقونة برامج التواصل حتى يفتح كتاب ربه قبل أي كتاب آخر من أي أحد؟
أما علمنا أن «
أما علمنا ما قاله النبي عن القرآن: « » (من حديث في صحيح ابن حبان)
أما سمعنا شكوى النبي في القرآن: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان:30]
والله... ثم والله..
لو أننا نتعامل مع المصحف كما نتعامل مع هواتفنا –عاكفين عليها قبل الأكل وبعد الأكل وأثناء الأكل وقبل النوم وبعد الاستيقاظ بل وأثناء النوم إذا قلقنا نفتحها ونتصفحها فترةً ثم نغلقها ونعاود النوم مجددًا، وفي السيارة، بل حتى ونحن نكلم أبناءنا وأهلينا فإن أعيننا لا تفارق شاشتها!- أقول: لو أننا نتعامل مع مصحفنا كما نتعامل مع هواتفنا هكذا منذ زمن لكان حالنا أفضل مع السعادة والله.. دنيا وآخرة...
فكما قال الحكماء: من أراد الدنيا فعليه بالقرآن... (أي من أراد نجاحا فيها وتوفيقا)ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن...ومن أرادهما معا: فعليه بالقرآن...
أجل.. فالقرآن يعلو ولا يُعلَى عليه.. قال تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].. لا أقول نصبح كالملائكة، ولا رهبانًا بالليل والنهار، فقط أقول على الأقل نقف مع أنفسنا ونسألها: كم للدنيا.....؟ وكم للآخرة......؟ونسألها: أين السعادة؟ أين مصحفك؟