من يدين (تدنيس) المصاحف في سجن سوريا ؟!
عندما "دنس" الأمريكيون المصاحف وداسوها بأقدامهم قامت الدنيا ولم تقعد استنكاراً لهذا الفعل الشنيع، وعندما رسمت يد البغي في الدنمارك صورة "مهينة" لشخص سيد البشر صلى الله عليه وسلم اندلعت المظاهرات في كل مكان..
موقع المسلم: عندما "دنس" الأمريكيون المصاحف وداسوها بأقدامهم قامت
الدنيا ولم تقعد استنكاراً لهذا الفعل الشنيع، وعندما رسمت يد البغي
في الدنمارك صورة "مهينة" لشخص سيد البشر صلى الله عليه وسلم اندلعت
المظاهرات في كل مكان، وتنادى الناس إلى مقاطعة السلع الدنماركية وإلى
قطع العلاقات مع هذا البلد الاسكندنافي.. كل ذلك مطلوب ولازم وأدنى
مما يرتجى نصرة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وكتابه الخالد.
لكن حينما فعل جلاوزة النصيرية في سجن صيدنايا السوري (إلى الشمال من
العاصمة السورية دمشق) الأمر ذاته سكت كل مدعي الممانعة والتصدي
والصمود الوهمي، متذرعين بالصمم والطرش الذي حال بينهم وسماع أصوات
الأسرى المسلمين بين أيدي النصيريين.
وحينما يتجاوز السجانون في البلدان العربية حدودهم ويعذبون المساجين
المسلمين في سجون الأنظمة العربية من المعارضين المناوئين لها، وهو
أيضاً ما ندينه بكل أشكال الإدانة ونرفع أصواتنا لدفع الظلم عن كل
مسلم ولو كان مخطئاً أو متعدياً، تعلو أصوات حقوقية قومية وليبرالية
تدين بشدة هذا السلوك (ما لم يكن ضد إسلاميين)، أما حين يكون القتل
خبط عشواء، وتنفتح أهوال الموت، وتمطر الأجواء في سجن صنديانا الرصاص،
وتسمع زخاته خارج الحدود، ويكابد الأسرى مجزرة حقيقية مصبوغة بلون
الدم الأحمر الشريف، تخرس ألسنة عن الإدانة وفضح هذا النظام
الفاشيستي.
أيها السادة في كل العالم المسلم، لقد ديس مصحفكم الغالي وسفك الدم
الطاهر الحرام وبورز العزل بأسلحة لا تعرف طريقاً إلى الجولان ولا إلى
"إسرائيل" وإنما لصدور المؤمنين ولا سواهم، وتشهد مصادر مختلفة من
مشارب شتى في وسائل الإعلام بهذه الجريمة بحق الله وكتابه وبحق العزل
من المسلمين، ومن ذلك ما أثبته المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير
له من أنه، "وبحسب المعلومات الموثوقة التي وصلتنا، والتي أفادت بأنّ
سبب هذه الجريمة هو اعتداء أحد الحرّاس المناحيس على المصحف الشريف
الذي كان يقرأ به أحد السجناء ثُمّ تدنيسه وسبّ الربّ سبحانه وتعالى،
مما أثار ذلك المعتقلين، الذين أعلنوا عن احتجاجهم الذي امتد جميع
عنابر السجن، ليكون سبباً في إعمال الآلة الحربية بهم وتفريغ الرصاص
الحي في أجسادهم، إلا أنّ البعض تمكن من احتجاز مدير السجن، وعدد من
الحراس لربما للانتقام منه. والوضع لازال صعباً إلى الآن، ولا زالت
الدماء تُسفك، وأصوات الرصاص تُسمع"..
إننا نطالب كل حر لا يعرف سبيلاً إلى الازدواجية، ولا يبيع آجلاً
بعاجل، ولا يتاجر بمبادئه ولا يرتهن إرادته، ولا يؤجر مروءته، أو يفرط
في حقوق المؤمنين أن يفضح أنظمة الممانعة الزائفة، ويكشف ألاعيب
النصيرية والبعثية الزائفة، التي تخدع البسطاء والسذج، أو تغري فاقدي
الضمير والقيم بالحديث عن مقاومة زائفة لا يرتد رصاصها إلا إلى صدور
كل مقاوم حقيقي، وتقف حاجزاً منيعاً دون المقاومة الحقيقية للمشروع
الصهيوني الغادر.
اليوم فرنسا تستقبلهم، والمتوسطية ترحب بهم، و"إسرائيل" تفاوضهم،
وحزب الشر يساندهم، وجبهاتهم الباردة تشهد بنفاقهم وخزيهم،
وأربعينيتهم لا كربلاء لها، وإنما "هيهات إلا الذلة" أمام الكيان
الصهيوني الذي رضوا باحتلاله بلادهم، واستبطنوا الخنوع وأظهروا
الصمود؛ فكانوا شر خلف لشر سلف باطني خبيث.
بالأمس فرنسا مكنت لهم ولإخوانهم في لبنان، واليوم يوجهون سهامهم
لأعدائها وأعداء "إسرائيل".. وما أشبه ماضٍ شهد فيه سجناء تدمر
بـ"تدنيس" المصحف على أيدي جلاوزة النظام، ونبهونا عبر شهاداتهم
الموثقة إلى أن معظم الجلاوزة المعنيين بالتعذيب وبالجرأة على سب رب
الأرباب وكتابه ودينه كانوا من النصيرية، بحاضر تتكرر فيه الجريمة
ذاتها، ويضع أولئك بصماتهم على كل مصحف "دنس" في صيدنايا، فاللهم
رحماك بأهلنا في سوريا.
4/7/1429 هـ
- التصنيف:
حسام
منذ